هل تصمد «الجزيرة»…أم أن أيامها معدودة؟

تواجه قناة الجزيرة القطرية رياحاً معاكسة في هذه الفترة خصوصاً بعد الأزمة الخليجية حيث كان شرط إغلاق القناة هو أحد مطالب الدول الخليجية والعربية التي قطعت علاقاتها مع الدوحة. لكن اللافت أن نتنياهو بدأ يتوعد بإغلاق مكتبها في القدس !

فقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإغلاق مكتب قناة الجزيرة في القدس بسبب تغطيتها لأحداث الحرم القدسي. ودوّن على حسابه الخاص على “فايسبوك” :

“تواصل قناة الجزيرة التحريض على العنف حول جبل الهيكل”، ويُقصد بجبل الهيكل، الحرم القدسي.

وكان نتنياهو قد دعا الجهات القانونية عدة مرات إلى إغلاق مكتب الجزيرة في القدس. وإذا كان ذلك غير ممكن بسبب تفسير القانون، فنتنياهو مصرٌ بتكفل التصديق على القوانين المطلوبة لطرد الجزيرة من “إسرائيل”. فالاخيرة تتهم الجزيرة بالتحيز في تغطيتها للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وبعد تصريح نتنياهو لم يصدر أي تعليق من الجزيرة، حيث قامت الأخيرة بتغطية أحداث الإشتباكات والاضطرابات التي اندلعت بعد تشديد الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى بوضع بوابات إلكترونية.

موقف نتنياهو تزامن مع دعوة دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر لإغلاق الجزيرة، وهذا الأمر من بين مطالب تقدمت بها الدول المقاطعة مقابل رفع الحظر الذي تفرضه على قطر.

لكن اللافت أن مطلب نتنياهو متقارب مع مطلب الدول المقاطعة تجاه هذه القناة وهو الذي يسعى الى تحسين علاقات “إسرائيل” السيئة بدول المنطقة منذ 50 عاماً من احتلالها للأراضي الفلسطينية.

الأزمة الديبلوماسية الخليجية تُرخي بظلالها على قطر وعلى إحدى مجوهراتها: قناة الجزيرة. فهذه الشبكة الإعلامية المدعومة من الدولة تشكل علامة تجارية عالمية وهي قوة استقطاب. وقد أشار أحد المعلقين الإقليميين، سلطان القاسمي، في تغريدة له على التويتر:

“من المرجح أن تكون أول بادرة حسن نية من أمير قطر هي إغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة بالكامل، والذي يمكن أن يحدث في شهور إن لم يكن خلال أسابيع.”

وقال مايكل ستيفنس، وهو باحث في معهد “Royal United Services Institute” في لندن، إن” قطر ستضطر إلى تقديم تنازلات كبيرة لكن “الجزيرة” يمكن أن تكون في خطر”.

هذه المحطة كان لها فوائد بالنسبة للدوحة، فقد قامت بتوسيع نفوذ قطر السياسي من خلال برامجها القوية التي استقطبت الملايين من العالم العربي. ولم تكتف بهذا القدر فقط بل أطلقت الشبكة برامج باللغة الإنكليزية استهدفت الأسواق العالمية بما فيها الولايات المتحدة االأميركية. وفي حين أن قناة “الجزيرة” الإنكليزية ممولة من قطر على غرار قناة “الجزيرة أمريكا” المنكوبة، إلا أنهما كانتا تتمتعان باستقلالية أكبر في التحرير.

اقرأ أيضاً: هكذا طرد ترامب قناة «الجزيرة»: ارحلوا !

قناة الجزيرة أعطت بوقاً للأصوات الموجهة ضد الحكومات الاستبدادية في منطقة الشرق الأوسط الى حد كبير غير مألوف.وأبسط مثال على ذلك، الثورة التونسية والمصرية والليبية وصولاً للثورة السورية.

في هذا الصدد، قال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سيمون هندرسون، بعد أربع سنوات فقط من إطلاق القناة: “تعتبر الجزيرة مثيرة وإسلامية وعربية، ولكنها تعكس اهتمامات سياسة الدوحة بطرق أكثر مما قد يهمها الاعتراف به”. وأضاف أن “العديد من الحكومات العربية تفضل أن تختفي الجزيرة ببساطة.”

ومع ذلك، كانت تصر الجزيرة على أنها تحترم” الرأي والرأي الآخر ” وكانت تستعين به كشعار للعدالة وعدم الإنحياز.

في المقابل، تدخلت السياسة وأفسدت القضية فلم تتجنب القناة القطرية النزاعات الجيوسياسية. ويستذكر البعض مثالاً على مشكلة سابقة بين السعودية وقطر حيث قامت المملكة العربية السعودية باستدعاء سفيرها من الدوحة في العام 2002 بعد أن بثت قناة “الجزيرة” تعليقات كانت تنتقد الأسرة الحاكمة. ولم يعد السفير حتى العام 2007.

جذبت قناة الجزيرة متابعين من العالم خصوصاً بعد نشرها فيديوهات لابن لادن، زعيم القاعدة آنذاك، كما الأمر بالنسبة لأحداث العراق حيث انتقدها بشدة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش.

للجزيرة معاناة ، فقد قُتل واعتُقل وجرح الكثيرمن طاقمها الاعلامي  خلال الأحداث والتغطيات الميدانية، واليوم تنتظر أياماً معدودة برأي البعض ….

اقرأ أيضاً: بالفيديو: الجزيرة تقلّد DNA.. ونديم قطيش يعلق!

 

السابق
مواجهة الإرهاب بالإرهاب!
التالي
العثور على مقبرة جماعية لـ«جبهة النصرة» في الجرود وتحضيراتٌ لمعركة مع داعش