الانتصار على لبنان

حزب الله
لم يعد ينقص الكثير كي يعلن حزب الله دولته الخاصة، لم يعد ينقصه سوى تغيير النشيد الوطني "كلنا للوطن" ويستبدله بنشيده الخاص "مشينا الى النصر يوم الكفاح".

لم يعد ينقصه سوى صك عملة تحمل رسم امينه العام على الاوراق النقدية واصدار جواز سفر جديد بتوقيع امينه العام ايضاً يتم توزيعه على اللبنانيين مع لائحة الدول التي يحق للبناني زيارتها شرط ان تكون ضمن دول محور الممانعة والمقاومة.

اقرأ أيضاً: عبد الغني عماد: معركة الجرود ليست ثمناً كافياً لتخفيف العقوبات الأميركية على حزب الله

من حق حزب الله ان يحتفل بالنصر وهو الذي دأب منذ نشأته باسم “الثورة الاسلامية في لبنان” بالعمل على تكريس لبنان ولاية في مشروع دولة الولي الفقيه. من حقه ان يحتفل بالنصر بعد ان تأكد ان كل شيء في ” ولاية” لبنان اصبح تحت امرته. من رئيس جمهورية وجد في حزب الله بتفاهم مار مخايل في العام 2006 حصان طروادة وبوابة عبور نحو قصر بعبدا وكان له ما اراد بعد سنوات من التعطيل والمراوغة والتهديد بالويل والثبور اذا لم يأت ميشال عون رئيساً. اما رئاسة الحكومة فهي لم تكن يوماً بعيدة عن سياسة حزب الله طالما ان الاخير رسم لها معادلة الاقتصاد والمال والاعمال مقابل معادلة ” الامر لي” التي لم تكن في يوم من الايام للجيش اللبناني.
اما في السلطة الثانية فسيف حزب الله معلقاً على رقبة رئاستها، ولائحة المرشحين البديلين عن نبيه بري تطول وحاضرة في درج الامين العام ذاته. كل شيء في لبنان بات يتنفس بأنفاس حزب الله، مطار ومرفأ ، دوائر ووزارات، جيش وأمن عام وقضاء كله تحت مشيئة حزب الله. شبكات الاتصالات جميعها تحت مسمع حزب الله، وكل ما يطير في الهواء ويسير على الارض تحت مرىء حزب الله. الطرقات لحزب الله والوديان والجبال والسهول والجرود، الباروك وصنين والسلسلتين الشرقية والغربية كلها تحت سيطرة حزب الله.

في المدن وفي القرى يستعرض حزب الله عضلاته وعلى مرأى من عيون جيش “الامر لي“، واي ضابط واي جندي سيجرأ على توقيف موكب مسلح لحزب الله طالما ان الاخير هو من يعين ويقيل ويحيل الى التقاعد من يشاء. لقد راهن كثيرون على لبننة حزب الله عبر ادخاله في النسيج الوطني اللبناني خاصة بعد تحرير العام 2000 ولكن ما خفي على هؤلاء انه لا شيء في الحزب قابل للبننة، من فكر واستراتيجية وتبعية شبه كاملة لمن يعطي المال والسلاح. انه حزب الله الذي استفاد من شبه اجماع وطني على مشروعية سلاحه خلال سنوات الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية ها هو يجد في العدو التكفيري ” داعش والنصرة” فرصة مناسبة لفرض رؤؤيته وسلاحه على اللبنانيين بانه الحامي والمضحي من اجلهم وان من دونه لكان مقاتلي داعش يتسكعون في بارات مونو والجميزة والمعاملتين.

اقرأ أيضاً: العميد عبد القادر: لهذا انهارت خطوط «النصرة» عند هجوم حزب الله

واهن من يظن ان حزب الله يسعى الى المثالثة، فهذا الشعار لم يكن في يوم من الايام هدفا له وهو ان قدم له على طبق من فضة لا يقبل به. فحزب الله لا يرضى بأقل ان يكون هو الامر الناهي، وامينه العام الحاكم الفعلي للبنان، يأمر ولا يأتمر، يجمع تحت عباءته رؤوساء الطوائف والمذاهب ويوزع لهم المهام التي تخدم محوره الممانع. نعم يحق لك يا حزب الله ان تهلل للنصر على النصرة وداعش وحتى على اللبنانيين انفسهم.

السابق
لبنان في غنى عن هذا النوع من الانتصارات
التالي
فيرا يمين: حملة الأقصى لصرف الإنجازات عن إنجازات المقاومة في عرسال