هآرتس: جيل فلسطيني جديد يقود حراك المسجد الأقصى

تكشف صحيفة هآرتس عن جيل فلسطيني جديد لا يخص القيادات الفلسطينية ربما هو القادر على تحقيق ما لم يحققه عباس في اعطاء الفلسطينيين شرارة الأمل.

“حين تخرج الجماهير الى الشوارع حالياً في القدس، فإن من يقودها بشكل رئيسي الشباب الذين ينظمون أنفسهم على الشبكات الإجتماعية”، هذا ما أشارت اليه صحيفة هآرتس حيث لفتت الى أن “أيام الغضب” التي تدعو اليها كل من حركة فتح وحماس لا تدفع الجماهير للشوارع كالأيام الخوالي بل تزيد الشعور بعدم الثقة بالقيادة السياسية. وأكدت الصحيفة “أن الجماهير التي نراها في شوارع القدس هي أجيال جديدة لا تخص القيادات الفلسطينية“.

فهذا الجيل الفلسطيني الذي وُلد بعد اتفاقية أوسلو يقود حالة الغضب لأنه يرى أن الوعد بدولة والحق في تقرير المصير لم يصبح حقيقة، ويشعر بعجزه ويرى آماله تتحطم. يتجمهرون لانهم يريدون الوقوف بشموخ وعدم بيع الاحلام مقابل التنمية الاقتصادية. فالقيادة أصبحت محاطة بالإحباط وصولاً للمجتمع العربي  في “اسرائيل” الذي يضم 4 أحزاب عربية تجد صعوبة هي الأخرى في تمثيل جبهة موحدة في أعقاب الأحداث الأخيرة. وتعود الصحيفة بالذاكرة للوراء، الى ما حدث في تشرين الأول في العام 2000 عندما قُتل 12 شخصاً من عرب اسرائيل وفلسطيني على أيدي رجال الشرطة في 10 أيام من المظاهرات العنيفة.

ووفق ما تقول الصحيفة، قد يعلق البعض أملهم على ملك الاردن عبد الله الثاني، أو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن في هذه الأثناء لم يرتق أي منهم للتطلعات، كما هو الحال بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وعن الأحداث الأخيرة، رأت الصحيفة أنه في ظل غياب القيادة، كان للحركة الشعبية الكلمة الأخيرة، حيث وجد النشطاء المحليون ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أنفسهم تحت الأضواء كما لم يحدث من قبل، وقادت الشخصيات العامة الدينية المصلّين في شوارع البلدة القديمة بالقدس. ولم تؤدِّ اعتقالات الشرطة لنشطاء حركة فتح البارزين في المدينة سوى لإثارة الغضب.

ويشار الى أن “اسرائيل” عمدت منذ الانتفاضة الثانية على محو أي علامة لوجود القيادة الفلسطينية في القدس، وأغلقت أي مكتب قد يخدم السلطة الفلسطينية هناك. فهذه الاحداث مؤخراً في المسجد الأقصى وانتهاكات اسرائيل كفيلة لتؤكد أن اي قرار لا يدعم شعور الجماهير الفلسطينية قد يضر برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فقط، وهو الآن مكبل الأيدي لا يستطيع اقتراح أي شيء لتهدئة الموقف، ويجد صعوبة في إعطاء الفلسطينيين شرارة أمل.

آخر الأحداث كانت بوضع “اسرائيل” بوابات الكترونية عند مداخل الأقصى، بالإضافة الى نصب كاميراتٍ أمنية على أعمدةٍ خارج المسجد من شأنها أن “تمنح “إسرائيل” مراقبة شبه كاملة على ما يجري هناك”، بحسب ما جاء على لسان نتنياهو. وقد عنونت حينذاك صحيفة نيويورك تايمز،” أزمة البوابات الإلكترونية مظهر للصراع على المكان المقدس”. فالأزمة بشأن البوابات الإلكترونية هي آخر المظاهر الرمزية للصراع على الملكية والسيطرة على المكان المُقدَّس المتنازع عليه، الذي يُعظِّمه اليهود باعتباره “جبل الهيكل”، والمسلمون باعتباره “الحرم القدسي الشريف”.

وقد قام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من جانبه بإصدار قرار بتجميد الاتصالات مع “إسرائيل” على خلفية وضع البوابات الإلكترونية، ويشمل هذا القرار وقف التنسيق الأمني مع قواتها الأمنية، وفقاً لوكالة رويترز.

اقرأ أيضاً: متى يُلغى يوم القدس العالمي؟

في المقابل، جاء الحل على يد الأردن ربما بطريقة غير مباشرة، فقد أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” على موقعها الإلكتروني، أن “هناك شبه توافق بين إسرائيل والأردن على حل أزمة حارس الأمن الذي قتل مواطنَين أردنيَّين، مقابل حل قضية البوابات الإلكترونية المنصوبة على مداخل المسجد الأقصى”، حيث  تشهد منطقة “باب الأسباط” بالقدس تجمهراً لمئات الفلسطينيين نهاراً والآلاف مساءً، لأداء الصلاة، وللتعبير عن رفضهم دخول المسجد الأقصى عبر هذه البوابات.

وبالعودة لـ”هآرتس” التي تختم بالقول أنه “في هذه الأرض يمكن أن يتحول كل شيء بسرعة كبيرة عندما لا تكون هناك قيادة حقيقية ولا أمل في الأفق”، بمعنى آخر هناك جيل فلسطيني جديد من خارج القيادات.

اقرأ أيضاً: القدس «فلسطينية» 100%

 

 

السابق
معين شريف: المقاومة تاج الرؤوس
التالي
مفاوضات بين النصرة وحزب الله للانسحاب