عبد الغني عماد: معركة الجرود ليست ثمناً كافياً لتخفيف العقوبات الأميركية على حزب الله

حزب الله
هل انتصاره في المعارك العسكرية قد ينسحب على معاركه السياسية والاقتصادية؟ ماذا يقول خبير الحركات الاسلامية الباحث عبدالغني عماد حول امكانية مكافأة حزب الله في ملف العقوبات الاقتصادية؟

في معاركه العسكرية من المؤكد ان حزب الله ينتصر دوما على اعدائه، وهو اضافة الى انتصاره تراه يحصد التأييد والدعم المعنوي والاعلامي والشعبي من قبل عدد وافر من الجمهور اللبناني.

انتصر حزب الله على اسرائيل في حروبه جنوبا، وقد برر الجميع انتصاراته لكونه يملك الارض. لكن يمتلك حزب الله ميزة سلبية، وهو ما يؤخذ عليه دوما من قبل جماهيره هو عدم استثماره لنجاحاته في السياسة الداخلية او الخارجية.

ففي الموضوع الاقتصادي، ذهب الرئيس سعد الحريري الى و0اشنطن للقاء ترامب من أجل ايجاد حلّ لقضية محاصرة حزب الله ماليّا. وعلى وقع الزيارة الاولى واللقاء الاول بين الطرفين انطلقت معارك جرود عرسال والتي اظهرت انتصار حزب الله فيها، مما قد يريح سعد الحريري سنيّا فيقدم على الاندفاعة الكبرى لمساندة الحزب مقابل ذلك.

اقرأ أيضاً: بين الحريري وترامب… العقوبات والإرهاب واللاجئين!

ماذا يقول الخبير في شؤون الحركات الاسلامية الدكتور عبدالغني عماد حول هذا التناقض ما بين السياسي والعسكري لدى حزب الله؟

يؤكد د. عماد “من وجهة النظر المطروحة، نقول ان معركة جرود عرسال والقلمون وغيرها هي ترجمة للاتفاق الروسي – الاميركي، فالى أي مدى وجهة النظر هذه دقيقة هذا ما ستثبته الايام. لكنها وجهة نظر موجودة وقوية”.

ويضيف “لكن من الواضح ان التفاهم الاميركي- الروسي في اكثر من منطقة في سورية يترجم في اتفاقات ميدانية، وقد ادى عمليّا الى انسحاب النظام السوري من الجبهة الجنوبية. وليس سهلا ان حزب الله وكل المجموعات التي تنتمي الى المحور الايراني انسحبت من منطقة الاتفاق، اضافة الى القوات السورية النظاميّة”.
ويرى د. عماد، أن “هذه نقطة يفترض التوقف عندها والا تضيع في ملف عرسال، لكن النقطة الثانية التي لها علاقة بملف العقوبات، هي مسألة تراكمية منذ عهد الادارة الاميركية السابقة التي أتخذت اجراءاتها عبر مجلس الشيوخ، وهي تسير منذ ذلك الوقت. فمنذ سنتين وقعت الازمة الاقتصادية المصرفية نتيجة الاجراءات التي أقرّها مجلس الشيوخ. وهي اجراءات مستمرة، ويُعاد النظر فيها لان هناك قانون يُدرس ليُضاف عليه نقاط جديدة”.

كما يرى عماد ان “هناك اكثر من نسخة لقانون العقوبات الاميركية تم تسريبها، ومن النسخ المُسرّبة ما يتضمن تشددا، وثمة نسخا تُعرض للنقاش تحمل تشددا اقتصاديا بنسب أقل”.

وردا على سؤال كيف يمكن ان يطبّق حزب الله، ومن ورائه ايران الاتفاق الاميركي – الروسي، ولا تطبقه واشنطن؟ يرى الدكتورعبد الغني عماد ان “النسخ ستعرض للنقاش، ولا اعتقد ان الامور تسير بهذه الطريقة التي تعرضين لها. سياسيّا سيكون الثمن أكبر بكثير”.

“فحتى يتنازل الاميركيون للطرف الآخر في ملف العقوبات، يجب ان يكون حجم التدخل الإيراني في كل سوريا قد خفّ. ومعركة كمعركة جرود عرسال لا تساوي شيئا مقابل ملف العقوبات الاقتصادي الاميركي على الحزب”.

“فادارة ترامب تريد تنازلا بحجم التدخل الايراني في سورية. وهذا هو الموضوع المطروح للنقاش، الذي حصل فيما يخصّ “مؤتمر آستانا” من قبل المعارضة السورية، التي اعترضت على وجود إيران في المؤتمر، وهذا هو المطلوب”.

اقرأ أيضاً: «سي آي إيه»: نُعِدّ استراتيجية جديدة لصدّ إيران

“اما بالنسبة لحزب الله فهو بالنسبة لهم جزءا من محور، هو ليس محور مستقل. ومن وجهة نظري ان هذا المحور يتصرّف على اساس ان المنطقة هي منطقة تُدار ضمن اتفاق”.

وختم الدكتور عماد: ان “الزيارة ستتناول ملفات أخرى كملف النازحين، والملف الاقتصادي الذي يشمل محاولة عدم جعل العقوبات مضرّة للبنان. وهو كونه رئيس حكومة كل لبنان، وحزب الله جزء من حكومته، يريد الا تؤثر العقوبات على الاستقرار اللبناني”.

السابق
«ترامب» يكشف عن اتفاق مع روسيا لوقف دعم المعارضة السورية
التالي
جرود عرسال … فيلم إيراني طويل