«سي آي إيه»: نُعِدّ استراتيجية جديدة لصدّ إيران

وضعت ايران خطتها الاستراتيجية العشرينية، وتقف واشنطن لمواجهتها. كيف؟

أعلن مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، (CIA) أن واشنطن تجهّز استراتيجية جديدة لمواجهة إيران، وقد تشكّل هذه الاستراتيجية «تحوّلاً جوهرياً» حيال طهران.

إقرأ ايضا: «حماس»: الجناح السياسي الى تركيا والعسكري الى ايران

تعليقات مايك بومبيو هذه جاءت خلال «منتدى أسبن للأمن»، وهو تجمّع سنوي لمسؤولين وخبراء في الاستخبارات والأمن القومي في مدينة أسبن الأميركية.

حيث حذّر مدير (CIA)من أن طهران تريد أن تكون «قوة مسيطرة» في الشرق الأوسط، وأن إدارة الرئيس الاميركي تعمل لإيجاد السبل لمنعها. كما نقلت مدونة “زهرة الكرز”.

وأكد بومبيو رفضه الاتفاق النووي الذي عقد بين طهران والدول الـ6، وأشار إلى أن الرئيس ترامب يعمل مع دول في المنطقة لإيجاد طريقة مناسبة لصدّ العدوان الإيراني. ولم يرَ أية نتيجة تذكر في مهادنة طهران، أو في إرغامها على الوفاء بالتزاماتها العالمية.

ورأى ايضا صعوبة في تصوّر سورية مستقرة بوجود بشار الأسد على رأس السلطة في سورية. حيث وصفه بـ«دمية الإيرانيين»، ولفت الى انه اصبح لطهران الان «موطئ قدم ضخم في سورية».

من جهة ثانية، يسأل كيف: تحاول إيران الهيمنة على مناطق النزاع في الشرق الأوسط؟. يؤكد مطلعون وخبراء استراتيجيون اميركيون ان المسألة بدأت عندما أصدر الامام الخميني أوامره بتجنيد ميليشيات «شيعية» خاصة من داخل لبنان، تعمل لحساب إيران في الخارج. تلك الميليشات الخاصة تم تدريبها لتصبح وحدات صغيرة لجيش إيراني متفرق في كافة أنحاء الشرق الأوسط ليخدم فقط مصالح إيران وعلى رأسها حزب الله.

وظهرت ايضا تنظيماتٍ كـ «جيش محـمد» في أفغانستان، و«الجهاد الإسلامي الفلسطيني» في غزة، و«فيلق بدر» في العراق.

كل هذه التنظيمات، التي يتم تجنيد أفرادها بجهود من «فيلق القدس» وعلى راسه حاليا قاسم سليماني تدعمها إيران للقيام بعمليات عسكرية واستخباراية في الخارج.

وبعد سنوات، بدأ ما بات يعرف بـ«الجهاد الشيعي» في سوريا، ردًّا على الهجمات المتكررة للمقاتلين السُنَّة على المقامات الشيعية المقدسة، وفقًا للرواية الرسميَّة الإيرانيَّة.

وتمثل هذه الفصائل الجهادية التي تدعمها إيران في سوريا مجموعة من المقاتلين الذين يتم استقطابهم من كافة مناطق النزاع أو عبر طريق “السوشل ميديا”، حيث تُروج إيران لنفسها على أنها «حامية الشيعة» والمدافع الأكبرعن حقهم.

ويتشعب هؤلاء المقاتلين تحت عدة ألوية شيعية، أغلبها مكون من جماعات عراقية تلعب دورا داخل سوريا، منها «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«كتائب سيد الشهداء»، وتخضع هذه الجماعات لسياسة ً الحرس الثوري الإيراني «فيلق القدس» مباشرة، حيث يُشرف الفيلق على إعدادها وتدريبها وتوزيع المهمات، مع تقارير مباشرة وخاصة حول الوضع في المنطقة.

فإيران لا تدخر جهدًا في جمع الشيعة في العالم، وقد ظهر دورها  في افغانستان وباكستان حيث تمثل كلا الدولتين أرضًا خصبة للنفوذ الشيعي، فأفغانستان مثلًا تضم حوالي 4.6 مليون شيعي وهو ما يمثل 15% من السكان، بينما باكستان تحوي 38 مليون شيعي. وتعتبر ثاني أكبر تجمع للشيعة بعد إيران.

وفي هذا الاطار، يقول مايكل نايتس “المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في العراق وإيران” ان  تنظيم داعش خسر المعركة أمام القوات العراقية وحليفتها القوات الأميركية في الموصل، مما يعني ان المساحة مفتوحة على مصراعيها أمام التنظيمات الشيعية المُجهزة والمُدربة لاستغلال الوضع، ولن تستطيع القوَّات العراقية صدّها حيث ستجد واشنطن نفسها أمام عدو قادر على مواصلة الصراع والانتصار نهاية المطاف والسيطرة على مدن السنة الواسعة بأكملها. بحسب موقع “ساسة بوست”.

وفي دراسة لمركز “الجزيرة للدراسات” عام 2014 حول «مرتكزات القوة» لدى إيران، تبّين ان مساحات القوة التي تمتلكها إيران والإمكانيات التي تضعها في سبيل منح تلك القوة ما يكفي من النفوذ والسيطرة اللازمتين لتُصبح إيران القوة الأهم في المنطقة، هي:

وضع النظام الإيراني عام 2005 وثيقة قومية وطنية تُعتبر الأهم بعد الدستور الإيراني، وتُعرف باسم «الخطة الإيرانية العشرينية- إيران2025»، تقدّم هذه الوثيقة تصورًا عن الدور المستقبلي لإيران خلال 20 عامًا، حيث تضع نُصب أعينها هدفًا واحدًا وهو أن تُصبح إيران قوة مركزية فاعلة ومهيمنة في مناطق جنوب غرب آسيا، والمنطقة العربية، والتي تشمل شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام وسيناء. بحسب موقع “الجزيرة”.

وفي سبيل هذا، سخّرت إيران عدة وسائل لتساعدها على تحقيق أهدافها ومصالحها. اهمها: «مبدأ الولي الفقيه» حيث يُشكل الشيعة نسبة ما بين 6.7% : 13% من مجموع المسلمين حول العالم، وثلث هؤلاء في إيران وحدها، والتي تحاول بكل ما تملك نشر صورة مثالية عن رعايتها لمصالح الشيعة والمسلمين بشكل عام، تحت مصطلحات مثل «الوحدة الإسلامية» و«التضامن الإسلامي»، وإلى جانب دور المرشد الأعلى «الوليّ الفقيه» باعتباره قائدًا سياسيًّا ومرشدًا دينيًّا.

وفي الإعلام، تضع إيران ميزانيات هائلة تحت تصرف إمبراطورية إعلامية تُعد الأكبر في المنطقة العربية، ومن أهمهم في جنوب غرب آسيا والعالم، للترويج لفكرة ان إيران تود زرعها حول العالم، وهي العداء لأميركا والغرب وإسرائيل، مقابل اهتمامها بالقضية الفلسطينية.

إقرأ ايضا: ترامب: بفضل إيران ارتكب الأسد الجرائم بحق شعبه

في الخلاصة، تلعب إيران دورًا لا يُستهان به في المنطقة العربية خاصة، وفي إفريقيا وجنوب غرب آسيا، وفي سعيها لامتلاك القوة الأكبر في تلك المناطق وفرض هيمنتها عليها، لتظل الصراعات التي يمكن لإيران تأجيجها أو إنهاؤها، هي عنصر قوة ومصدر قلق للدول العربية، وهي قادرة على تحريكها في أي وقت، وفق مصالحها الخاصة.

السابق
شامل روكز: جرود عرسال اصبحت اليوم  مفتوحة امام الجيش اللبناني
التالي
بالصور: حزب الله ينعى اثنين من عناصره سقطوا في جرود عرسال