الحريري في واشنطن: لإعمار سوريا من لبنان…

يطرق رئيس الحكومة سعد الدين الحريري غداً باب البيت الأبيض حاملاً "رسالة وأكثر" في زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخللها طلب "خاص" بأن يكون لبنان هو منصة اعادة إعمار سوريا تحت شعار "منكم وبكم نستفيد".

“عدم عودة النازحين السوريين يعني تحويل مخيماتهم عين حلوة جديدة”، أتذكرون هذه الرسالة الموجهة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى الأميركيين في آذار الماضي. منذ ذلك التاريخ ورئيس الحكومة سعد الدين الحريري يطلب موعداً للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث الأزمة نفسها مضافاً إليها الوضع الاقتصادي اللبناني.

الموعد حُسم والحريري يحمل في جعبته رسالة وأكثر حيال هذا الملف وغيره، وهو الذي يتحضر للقاء ترامب كرئيس للحكومة في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون. ثلاثة ملفات في جعبة الحريري تتقاذفها وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة وهي: استمرار المساعدات الأميركية للبنان وتحديداً للجيش اللبناني، العقوبات المتوقعة ضد حزب الله وتداعياتها على لبنان برمته، النازحون السوريون وسبل المساعدة على اعادتهم لبلادهم كي لا نصل لتصريح باسيل. وقد تحدثت الناطقة بإسم البيت الابيض ساره ساندرز، أنه “من المتوقع أن يبحث الزعيمان قضايا تتراوح من مكافحة الإرهاب الى أزمة اللاجئين السوريين مروراً بالاقتصاد”. وأضافت: “سيشكل هذا الاجتماع فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية وسيشجع الشركاء الدوليين والإقليميين الآخرين على دعم لبنان في مواجهة مجموعة واسعة من التحديات”.

في الآونة الأخيرة، يتحدث البعض عن برودة لأكثر من ثلاث سنوات بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان. هذا الأمر يدحضه الكاتب والصحافي راشد فايد الذي يرى “حرصاً لبنانياً على العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية لما فيه مصلحة لبنان”، مشيراً الى أن هذا الأمر قد نتلمسه من زيارة الحريري للبيت الأبيض”. وأضاف فايد أن جميع دول المنطقة تسعى للتوافق على اهمية شعار “مكافحة الإرهاب” خارج الحدود وتحديداً بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان بغض النظر عن “الدور الذي يقوم به حزب الله في جرود عرسال”.

بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، ليس لديها أمر أهم من الإرهاب الذي يتمثل بـتنظيم “داعش” وخطره عند الحدود الشرقية وعلى الاستقرار الداخلي بالإضافة الى حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. المناقشة في هذه المواضيع تتقاطع مع مسالة العقوبات الأميركية ضد حزب الله المؤجلة الى ما بعد الصيف على الأقل.

لا يستبعد فايد أن “يتم الاتفاق بين الحريري والأميركيين على بند المساعدات حيث من المتوقع ان تتقبل الولايات المتحدة هذا الأمر برحابة صدر لأن الجيش اللبناني بحاجة الى تلك المساعدات في معاركه في الجرود الشرقية”. اما على صعيد النازحين، يبدي الأميركيون اعجابهم بمدى سعة صدر لبنان في استقبال هذا الكم الهائل من اللاجئين السوريين الا انهم يرفضون من خلال مساهمتهم في المساعدات الدولية عن طريق الامم المتحدة انفاق اي قرش في الاراضي التي يسيطر عليها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

اقرأ أيضاً: الحريري في واشنطن.. محادثات رئاسية على وقع محاربة الارهاب

وهنا نستعيد الجملة التي بدأنا بها حين صرح باسيل خلال زيارته لواشنطن:”عوض أن تشكرونا فكروا معنا في ارجاعهم الى بلادهم” مضيفاً:” أنتم لا تكتفون بخلق أونروا ثانية للنازحين السوريين بعد أونروا اللاجئين الفلسطينيين بل في تحويل المخيمات الى بؤر إرهاب”.يشير فايد في هذا الصدد الى “اهمية ما يحمله الحريري من مبادرة في هذا الخصوص يستفيد منها لبنان وهي مسألة إعمار سوريا”، ويضيف فايد أن “الحريري سيطالب بجعل لبنان منصة لإعادة إعمار سوريا”.

مع العلم أن هناك اقتراحات دولية بشأن اختيار البلد الأفضل كمنصة مثل الأردن و”اسرائيل”، يؤكد فايد أن “الأخيرة اقتراح مستبعد أما الأردن فلا تتوفر لديه المرافىء البحرية، وبالتالي لبنان هو المرشح الأوفر حظاً لتولي هذه المهمة وهو جاهز لاستقبال السفن من أجل انجاز المهمة”.

اقرأ أيضاً: الحريري طلب مقابلة ترامب الذي رفض واحاله لوزير الخارجية!

السابق
حسين يوسف لـ«جنوبية»: ليرحموا أبناءنا أسرى داعش وليفكوا أسرهم وأسرنا!
التالي
قتيل أم شهيد؟