أنت ضد حرب حزب الله.. إذاً أنت عميل

حزب الله يخوض معركته في الجرود، في ظلّ انقسام على الساحة اللبنانية!

هل علينا أن نستبدل الإرهاب بالإرهاب؟
هكذا تنظر شريحة واسعة من اللبنانيين إلى المعارك التي يخوضها حزب الله في الجرود ضد المجموعات المسلحة.
هذه الشريحة تُدين الإرهابيين وتنبذهم، إلا أنّها لا ترى بحزب الله “مقاومة”، وإنّما مجموعة إرهابية أيضاً، تعلن معاركها بإيعاز إيراني وخدمة للمخطط الإيراني.

هذا الانقسام، بين من يهلل للحزب ولمقاومته وبينهم قنوات إعلامية أعلنت شرعية معارك حزب الله على خلاف خطّها السياسي المعتاد، وبين من يتعاملون مع هذه المعركة على أنّها معركة إيرانية، لا يجب على الجيش اللبناني أن ينجر إليها، ولا النازحين ولا عرسال، أوجد موجة من التخوين والاتهام بالعمالة، فتحوّل كل معارض لحزب الله “عميل” يدعم حكماً الإرهابيين.
هي معادلة رسخها حتى الإعلام، ليتم وضع اللبنانيين بين خيار حزب الله أو خيار المجموعات المسلحة!

في هذا الشق تعرّض العديد من الإعلاميين والناشطين لهجوم، ولحملة ممنهجة، منهم الصحافي فارس خشّان الذي علّق على اغتيال الوسيط أحمد الفليطي بـ”
لا تكن وسيطا للشياطين. الشياطين يعشقون مشعلي الحرائق ويغدرون بمطفئيها”.
خشّان على خلفية هذه التغريدة تعرّض لحملة من البذاءة والكلمات النابية والاتهامات بالخيانة والعمالة!

خشّان ليس الصحافي الوحيد الذي واجه كما تعكس ردود الفعل هذه الحملات فكتب في هذه السياق الصحافي عمر حرقوص عبر صفحته تويتر “لما بيطلع إعلاميين بيحكوا عن انجازات جرود #عرسال وبيتهمو كل واحد مش مهيص لانتصار حزب طائفي انه عميل.. طيب شو منعمل اذا كنا ضد هالتطرفين”.

إقرأ أيضاً: جرود عرسال وأثمان الحاجة الإيرانية

فيما انتقد الإعلامي نديم قطيش بشدة وضع قناة الـmtv اللبنانيين بين خيارين أو نصرالله أو التلي ليكتب في تدوينة فيسبوكية
الوطنية اللبنانية البليدة:
شكراً لقاتل رئيس وزراء ووزراء ونواب وأمنيين وإعلاميين لانه يحمينا من ذابح عسكريين”.

 

الناشطون كذلك كانت لهم حصتهم، فالذين لم يهللوا لحزب الله تمّ استباحة دمهم، فكانت موجة الردح من قبل الممانعة جارية على قدم وساق، بذاءة خلق وصلت إلى حد التهديد.

إقرأ أيضاً: ناشطون يعلقون على معارك جرود عرسال: #اضرب_الظالمين_بالظالمين

من هؤلاء، الناشطة لارا صقر، والتي كانت بكل تعليق تكتبه تواجه مئات الرسائل التي تتهمها بالعمالة فتخونها وتشتمها وتهددها، مما دفعها للابتعاد قليلاً عن أحد صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما الناشطة كيندا الخطيب لم تسلم حتى بس انسحابها من المواقع، بل تمّ تعميم رقمها على مجموعات الممانعة وبدأت الاتصالات والتهديدات اللا-أخلاقية تتوافد على هاتفعا، من بينها اتصال ادعى أنّه المدعي العام.
الخطيب اتجهت للقضاء وادعت على قافلة التهديد والقدح والذم التي تعرضت لها، وما زالت حتى اللحظة تواجه التشبيح من قبل الممانعة!

هذه الصورة التي استعرضناها هي صورة لبنان “حزب الله”، أو تكون مقاوماً يا عزيزي أو عميلاً!

السابق
بالفيديو: هكذا شيّع أهالي عرسال أحمد الفليطي
التالي
حزب الله والجيش السوري يسيطرون على كامل جرود فليطة السورية