«الشرق الاوسط»: دول خليجية موّلت الجماعات المسلحة في سورية والعراق

هل ان قطر وحدها التي مولت الارهاب في سوريا والعراق؟ ام هناك دولا خليجية اخرى؟

“الدول الخليجية، ومنها السعودية وقطر، موّلت الجماعات المسلحة في سوريا والعراق”. هذه الجملة وردت في نص للكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، في مقال له في “الشرق الأوسط” ‏في 19‏ تموز الجاري. والراشد من المقربين من اصحاب القرار في السعودية.

إقرأ ايضا: السعودية والإمارات أوّل المتضررين من مقاطعة قطر: خسائر بالمليارات!

وهو يشير بلا لبس الى ان دول الخليج ساهمت في تأجيج الأوضاع في سورية، وما نجم من دمار  للبلد وتشريد مواطنيه. ويبرر الراشد لزعماء بلده دعمهم للحرب في سورية بحجة دعم “قوى وطنية”، في حين ان “دولة قطر كانت ولا تزال تدعم القوى الإرهابية”.

فالخلاف بين السعودية وقطر اعمق من أي وقت مضى، كون الرياض ترتاب في نوايا قطر فيما يتعلق بدعم «الجهاديين»، خاصة السعوديين، وتشك منذ الانقلاب التاريخي في الدوحة، في تسعينيات القرن الماضي، أن حكومة حمد بن خليفة تعمل على دعم معارضي المملكة مادياً وإعلامياً، ومنهم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة» الذي قتلته واشنطن 2011، الذي كان يحارب النظام السعودي. فقد تبيّن وبحسب “الشرق الاوسط” ان “قطر موّلت الارهابيين في العراق، وخاصة انتشارهم في مناطق كبيرة كالأنبار”.

وعلى الضفة الأخرى، أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الايراني، لقناة (PBS) الاميركية، ان 94% من الهجمات الارهابية في العالم، منذ عام 2001 اعتمدت على الايديولوجية الوهابية السعودية. فـ15 انتحاريا في الهجوم على برجيّ التجارة العالمية في 11/9/2001 هم سعوديون. فالسعودية تنفق أموال النفط للدعوة الى العقيدة الوهابية. ولفت ظريف الى إن الادارة الاميركية اختارت جميع الخيارات الخاطئة.

وأكّد نائب رئيس لجنة شؤون الأمن القومي في البرلمان الإيراني الدكتور كمال دهقاني أنّ إيران تأكّدت أنّ الإرهابيين الذين هاجموا مقرَّ البرلمان، ومرقد الإمام الخميني مؤخرا، وأوقعوا 18 قتيلاً و80 جريحاً هم من «داعش». من هنا قررنا قصفَ المواقع الداعشية بصواريخ طويلة المدى في دير الزور بسوريا، حيث قتلنا اكثر من 1250 داعشياً.

وأشار دهقاني إلى انه ثمة دول أمَّنت الدعم والعتاد للمهاجمين. واعتبر ان “داعش” كحالة صدّام حسين، فواشنطن وبعض دول الخليجية ساندوا صدّام وكبّروه وعظّموه، والآن يكبّرون داعش ويعظّمونها. وأنّ غاية واشنطن من صناعة «داعش» هي السيطرة الكاملة على بلد كالعراق وسورية، ونحن نعمل على مواجهة واشنطن لمنعها من فرض سلطتها.

ولاتزال الدول الأربع (الامارات، والبحرين، ومصر، والسعودية) مصممون على المضيّ قدما بالتصعيد بوجه قطر. ورغم مضي اكثر من شهر على الازمة القطرية – الخليجية، الا ان كل الواسطات لم تنفع في فك الحصار السعودي عنها، بحجة دعمها للارهاب. اضافة الى تصنيف 59 فردا و12 دولة مرتبطين بقطر في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، وشملت مؤسسات خيرية وإنسانية، وشخصيات قطرية شهيرة كيوسف القرضاوي، وكويتية كحاكم المطيري.

إقرأ ايضا: أسباب المقاطعة الخليجية لدولة قطر: شق الصف الداخلي واحتضان المتطرفين!

فحدة التوتر بين قطر من جهة، والسعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر من جهة ثانية، تتصاعد تدريجيا رغم تدخل الوساطات الكويتية والاميركية، بعدما وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. أما الأسباب الحقيقية للحصار فتعود الى دعم قطر لما يُعرف بـ”الربيع العربي”، وتأييدها للإخوان المسلمين من خلال اقوى شبكة قنوات اعلامية على رأسهم “الجزيرة”.

فهل ان اعتراف الراشد، هو نوع من استباق للنتائج ام انه محاولة تفرقة بين ارهاب متوحش وارهاب اقل توحشا؟

السابق
أن تُصْبِحَ شيخاً
التالي
باسل الحجيري لـ«جنوبية»: الوضع هادئ في عرسال وإخواننا السوريين في مخيماتهم