معركة جرود عرسال ومطالب النصرة وملايين التلّي

ما زالت معركة عرسال تحتل صدارة المشهد السياسي اللبناني، غير ان الامر ببدئها ومن سيشارك فيها في علم الغيب.

منذ أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب تحرير الموصل أنّها المرة الأخيرة التي سيتحدث فيها عن جرود عرسال وأنّ الفرصة متاحة لإنهاء ملف المسلحين في الجرود، والتساؤلات تطرح حول مصير الجرود وحتى البلدة خصوصاً وأنّ جرود عرسال قد شهدت في الفترات الأخيرة الكثير من الغارات السورية.

وفي سياق انتظار اللحظة المناسبة لإعلان معركة جرود عرسال، كان الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله قد أشار في حديث لموقع “جنوبية” إلى “أنّ معركة عرسال ليست معركة متفق عليها دولياً، وأنّ حزب الله ما يريده هو دفع الجيش لخوض معركة عرسال وتهجير ابنائها كونهم من السنة”.
والجدير ذكره هنا أنّ عرسال هي الجيب السني الوحيد والاخير في البقاع الشمالي.

اقرأ أيضاً: عرسال وسيناريو الموصل!

في المقابل أكّدت مصادر أمنية للحياة أنّ عرسال لم تشهد أيّ تعزيزات للجيش اللبناني في مواجهة الجرود باعتبار أنّها ليست معركة الجيش بل هي معركة الحزب ضد المسلحين الموجودين في الجرود، كما أوردت الصحيفة معلومات عن أنّ حزب الله قد أقام مستشفيات ميدانية في البقاع الشمالي لتؤكد أنّ العديد من مقاتلي الحزب قد غادروا إلى الأراضي السورية في مهمة قد تطول.

هذا وتوقعت مصادر الحياة أنّ سبب هجوم حزب الله على الجرود مرتبط بفشل التفاوض مع جبهة النصرة عبر “سرايا أهل اشام” وبعض الوسطاء، إذ كان الحزب قد طلب من جبهة النصرة مغادرة الجرود مع أسلحتهم الخفيفة إلاّ أن النصرة أصّرت المغادرة مع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، الأمر الذي رفض حزب الله. كما لمحت المصادر عن وجود بند يتعلق بالمال، وهذا ما أكّده ما نقلته الميادين عن أبو مالك التلة وطلبه تهريب ما لا يقل عن 30 مليون دولار وسفر إلى تركيا مع ملايينه نقداً.

يذكر أنّ عدد مسلحي «النصرة» المطلوب انسحابهم يبلغ عددهم بين 400 و600، معظمهم في الجرود قبالة عرسال. فيما يقارب عدد مسلحي «داعش» العدد ذاته، يتمركز معظمهم في الجرود المقابلة لبلدتي رأس بعلبك والقاع.
هذا وشددت المصادر أنّه لم يحصل تفاوض مع تنظيم داعش باعتبار أنّ عقيدة هذا التنظيم هي الإيمان بالموت وليس التفاوض.

اقرأ أيضاً: خيرالله لـ«جنوبية»: حزب الله يريد دفع الجيش لخوض معركة عرسال

 

ومع كل هذه التطورات، والتداعيات، وتوقعات إقتراب المعركة، فإنّ هناك هواجس تخشى على مدينة عرسال من أحداث الجرود، إذ تتحدث معلومات صحافية عن تحويل هذه البلدة إلى الرقة أو إلى الموصل لاسيما وأنّ السيناريو الذي ينتظر عرسال قريب جداً من سيناريو الذي حدث في الموصل بحيث معركة موصل استغرقت أشهراً عديدة وأدت الى تدمير كامل ونزوح غالبية سكانها.
وتؤكد مصادر متابعة أنّ القيمين على المعركة قد يدركون كيف ستبدأ ولكن من الصعب التوقع كيف ستنتهي، فعلى الرغم من المعطيات التي تقول أنّ المعركة محسومة ما دامت في نطاق محدود، إلاّ أنّ هجوم حزب الله والنظام السوري على المسلحين قد يدفعهم الى الدخول الى البلدة وهذا ما يتحضر له الجيش اللبناني لصدّه.

من جانبه أصدر رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري بياناً دعا به المسلحين لمغادرة الجرود وتلافي أيّ معركة، مشيراً إلى الخوف السائد عند الأهالي. وطالب الحجيري النازحين بالتزام مساكنهم عند أي حدث وعدم إشهار اي سلاح مشدداً على الدعم والتأييد الكامل للمؤسسة العسكرية

 

السابق
السفير الايراني في ضيافة الخارجية الكويتية وطلبٌ خاص!
التالي
مع رحاب رحيل السيد أحمد شوقي الأمين