«الأناضول» تفضح أميركا وتكشف عن معاقلها السرّية في سوريا

بين أنقرة وواشنطن، قنبلة موقوتة تتمثل بـ" فتح الله غولن"، هكذا هي حال الطرفين اللذين يبحثان عن الثقة لكن الزوج يبقى مخدوعاً.

وصف الكاتب بيير غانم في مقال على شبكة العربية، علاقة الأتراك بالولايات المتحدة الأميركية بـ”المعقدة” لكنها “مفيدة”. فهذه العلاقة تهتز بين الحين والآخر ولأسباب كثيرة، أهمها سياسة تركيا في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، فالأخير يريد أموراً كثيرة من الولايات المتحدة الأميركية لكنها لا تلبي له أي مطلب.

فقضية فتح الله غولن أكبر وأخطر القضايا، وقد حاولت الحكومة التركية مرات عديدة إقناع الحكومة الأميركية بتسليم الرجل بعدما اتهمته أنقرة بتوجيه محاولة الانقلاب الأخيرة، لكن واشنطن لم تقتنع بعد.

أما ما يستفز تركيا هي تصريحات غولن الذي أشار الى انه لا يؤمن بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سيجازف بتشويه سمعة الولايات المتحدة في العالم والانصياع لمطالب الرئيس التركي غير المنطقية”.وأكد غولن إنه “يجب السماح لهم بفتح تحقيق، وإذا عثروا على أي علاقة ولو بسيطة بي وبمحاولة الانقلاب سأقوم شخصياً بشراء تذكرة سفر لمغادرة هذا البلد”.

على ضوء هذه التصريحات “غير القلقة” لغولن، طلبت الحكومة التركية من واشنطن تقييد حركة ونشاطات الأخير لكنها رفضت، ويبدي القريبون من الرئيس التركي خشية خاصة من أن الرجل المقيم في ولاية بنسلفانيا لديه القدرة على تحريك الاضطرابات مرة أخرى.

في المقابل، جاء الرد بطريقة مبطنة من وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية التي قامت بنشر مواقع عسكرية اميركية في سوريا على صفحتها ما أشعل غضب وزارة الدفاع الأميركية حيث لفتت الى أن مثل هذا الأمر قد يعرض القوات الأميركية للخطر. وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، أن “نشر معلومات عسكرية حساسة يعرض قوات التحالف لمخاطر غير ضرورية ويمكن أن يعطل العمليات الجارية لهزيمة تنظيم داعش”.

ويظهر في الخارطة 10 مواقع لقواعد أميركية في الأراضي السورية، وأوضحت وكالة الأناضول أن هناك 200 جندي أميركي و75 جندياً فرنسياً من القوات الخاصة المنتشرين في موقع متقدم يقع شمال الرقة على بعد 30 كيلومتراً من المدينة التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة لدولة الخلافة.

وافادت الوكالة، في تقريرها الخاص أن القوات الأميركية تستمر، منذ العام 2015، بتوسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف “قوات سوريا الديمقراطية أو “قسد” في الشمال السوري.

كما ذكرت الوكالة وجود قاعدتين جويتين الأولى في منطقة رميلان في محافظة “الحسكة” شمال غرب البلاد، والثانية في بلدة “خراب عشق” جنوب غربي مدينة كوباني أو ما تُعرف بعين العرب في محافظة حلب شمال البلاد.

الأمر الذي تغتاظ منه تركيا هو قيام قاعدة رميلان الأميركية ، بإيصال المساعدات العسكرية  للقوات الكردية، في اشارة من الوكالة الى أهمية هذه القاعدة، وذلك لأن القوات الأميركية تسعى دائماً لضمان أمن هذه القواعد وتعلن في محيطها ما يسمى بـ”الأراضي المحظورة”.

وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأميركية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة. بالاضافة الى المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات “Striker” للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.

أسباب كثيرة توتر العلاقة بين أنقرة وواشنطن. أولاً، دعم الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في حملة لطرد “داعش” من الرقة  في سوريا. ثانياً، واجهت تركيا فشلاً ميدانياً وديبلوماسياً مع الأميركيين، فقد طلب الأميركيون لأشهر طويلة منذ صعود تنظيم داعش، أن يقفل الأتراك حدودهم أمام المتطوعين الجدد، لكن أنقرة تلكأت في ذلك.وثالثاً، فشل المشروع المشترك التركي ـ الأميركي لتدريب آلاف المعارضين السوريين على أراضي تركيا، ثم فشلت أنقرة في إقناع البنتاغون بعدم التعاون مع الأكراد السوريين.

اقرأ أيضاً: ثمن التضحية بداعش قطع الطريق على أنقرة وموسكو وطهران

تقول مصادر أن التوتر بين الأتراك والأميركيين كان موجوداً منذ عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي كان “لا يسمع ولا يفعل”، وتسببت إدارته للأزمة السورية بترك الانطباع لدى الأتراك أن عليهم أن يتصرّفوا في غياب الشلل الأميركي وهم مجبرون على التعاون مع روسيا وإيران.

اقرأ أيضاً: خبراء: لقاء أردوغان مع بوتين بادرة تدهور علاقات أنقرة مع واشنطن

 

السابق
دعوى قضائية لوقت بث قناة يمنية تروج للميليشيات من مناطق نفوذ حزب الله
التالي
حملة الحزب اللبناني الواعد لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم