نيويورك تايمز: بن نايف صمد ليلاً وتنازل فجراً عن ولاية العهد

في 20 حزيران 2017، تم جلبه الى القصر في مكة، هناك احتُجز بدون إرادته، وهناك تم الضغط عليه لساعات للتخلي عن عرش السعودية...هي جزء من كواليس إقالة ولي العهد محمد بن نايف وتعيين محمد بن سلمان في تلك الليلة!

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مصادر سعودية، طلبت عدم الكشف عن هويتها حفاظاً على مصالحها داخل المملكة ولعدم التعرض للمشاكل، الى أن المملكة العربية السعودية ومع حلول الفجر استفاقت على خبر أن لديها ولي عهدٍ جديداً: ابن الملك الذي يبلغ عمره 31 عاماً؛ محمد بن سلمان“.

قام الأخير باستدعاء ابن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف الى قصر مكة حيث تم حبسه لساعات والضغط عليه للتنازل، حيث صادر مسؤولون في البلاط الملكي هواتفه المحمولة. في البداية رفض بن نايف الاستسلام، لكن مع تأخر الليل انتابه التعب، وهو المُصاب بمرض السكري، والذي يعاني من آثار محاولة الاغتيال التي تعرَّضَ لها في العام 2009 من قبل انتحاريّ، وفقاً لنيويورك تايمز.وفي نهاية المطاف، وافق مرغماً في تسجيل مصوّر يرحب بتولي الأمير محمد العهد.

ولكي تكتمل عناصر القصة، ويكون ختامها جميلاً بالنسبة لـ”محمد بن سلمان” ، كان لا بد من كسب التأييد داخل العائلة المالكة، وهذا الأمر حصل! كيف ؟ فقد تم اعلام بعض كبار الأمراء في العائلة الحاكمة أن محمد بن نايف “لم يكن مؤهلاً لأن يصبح ملكاً بسبب مشكلة مخدرات يعانيها”، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن شخص وصفته بـ”المقرب” من العائلة المالكة. وبذلك تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد حيث رحب بها الجميع وسط عدم إفصاح الكثير من أعضاء هيئة البيعة ، البالغ عددهم 34 شخصاً، عن معارضتهم بسبب الخوف من أن يُنكل بهم.

وتشير الصحيفة إلى أنه منذ أن تمت ترقية محمد بن سلمان في 21 من حزيران، ظهرت مؤشراتٌ تدلّ على أنه قد خطط لاستبعاد ابن عمه، وأن عملية التغيير كانت أشقَّ مما تم تصويره للعامة، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون سابقون ومقربون من العائلة المالكة.

ونقلت الصحيفة عن زميل دراسات الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس الأميركية، كريستيان كواتس أولريتشن، الذي يدرس سياسات الخليج قوله: “ربما تشهد المملكة العربية السعودية الآن تركيزاً للسلطة في فرعٍ واحدٍ من العائلة، ولدى شخصٍ واحدٍ يُعد أصغر سناً من كثيرٍ من أبناء عمومته وأبناء ملوكٍ سابقين، وقد يبدأ تركيز السلطة هذا في خلقِ حالةٍ غير اعتيادية ضمن العائلة”.

في سياق آخر، عارض محمد بن نايف الحصار المفروض على قطر وهو موقف ربما أسرع بقرار عزله. وبعد تلك الليلة، عاد بن نايف الى قصره في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، وحُظر عليه مغادرته. كذلك فرضت الإقامة الجبرية على رفيقه الجنرال عبد العزيز الهويريني، وفقاً للصحيفة الاميركية.

لا يزال محمد بن نايف قابعاً في قصره، غير مسموح له المغادرة، فهو لم يحضر جنازة عمه الامير عبد الرحمن بن عبد العزيز ما أثار حفيظة البعض بالقول:” من غير المعقول أن يواصل شخص إجازته الترفيهية ولا يعود لبلاده لحضور جنازته عمّه”، فيما تكهّن ناشطون بأن سوء العلاقة بين بن نايف وخلفه محمد بن سلمان أدت إلى تغيب ولي العهد المعزول عن الساحة، كما جاء على موقع سبوتنيك.

اقرأ أيضاً: نيويورك تايمز: محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية وممنوع من السفر!

وبحسب الموقع، فقد تداول العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ (#اخرجوا_ابن_نايف_ليعزي_في_عمه)، وطالبوا خلال الهاشتاغ الإفراج عن محمد بن نايف، مؤكدين على أنه قيد الإقامة الجبرية منذ إعفاءه من منصبه كولي عهد للملك السعودي.

السعوديون يشعرون بالصدمة من التغييرات التي حصلت في الآونة الاخيرة في السلطة وسيخسرون الكثير اذا ما صار النزاع داخل العائلة المالكة علنياً مما يؤثر على أمنها، هذا ما تشير اليه صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن شخص مقرب من العائلة المالكة،”ليس الأمر وكأن الناس ستخرج إلى الشارع لتقول نريد “محمد بن نايف”. فنحن نريد الحفاظ على هذه العائلة قدر استطاعتنا”.

اقرأ أيضاً: صحيفة اسرائيلية: محمد بن نايف خيّر بين التنحي أو الاختفاء في ظروف غامضة

 

السابق
الجلسة التشريعية مستمرة …وإقرار مواد ضريبية
التالي
بالفيديو: يوم «الغضب الفلسطيني» في القدس