الشيخ زغيب يرفع الصوت الشيعي المناطقي: «المحاكم الشرعية للبقاعيين»!

ما هو الدافع الذي يؤدي لأن يقوم رجل دين بالمطالبة بحقوق مواطنيه المدنيين؟ وماذا يقول الشيخ محمد علي الحاج في هذا الاطار؟

كتب الشيخ عباس زغيب ما يلي: “قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: “الله الله في نظم أمركم. انطلاقا من نظم الأمر، ومن أنه “ان كنتم إثنان فأمرّوا احدكما”. نقول حتى متى ستبقى المحاكم الجعفرية بلا رأس، وخاضعة للتجاذبات السياسية، وللغة المحاصصة بين اقطاب الطائفة الشيعية، اللذان يلغيان كل دور لأي صوت آخر، ولاغية لكل دور للعقلاء من غيرهم، ومهمشة لمنطقة- وللاسف نتحدث بهذه اللغة اعطت ولا تزال خيرة عقولها وابنائها في الدفاع عن الوطن كل الوطن بغض النظر عن جغرافية جنوبية او شمالية او وسطية- ضمن سياسة الحرمان المتعمّد، والاهمال لهذه المنطقة التي تجد نفسها غريبة عند تقسيم الجبنة، وحاضرة عند كل عطاء، نقول ان البقاع يستحق ان تكون رئاسة المحاكم له، وان كان ذلك أقل مما تستحقه بميزان الحصص والمحاصصة المتبعة في لبنان من خلال الستة وستة مكرر”.

حاولت “جنوبية” التواصل مع الشيخ عباس زغيب لمعرفة خلفيات تعليقه الافتراضي هذا، الا اننا لم نحظ برد منه.

اقرأ أيضاً: البقاعيون يلدغون مرتين!

فكان لنا اتصال مع “خبير الملفات في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، والمحاكم الجعفرية، وكل ما يتعلق بالشيعة في الدولة اللبنانية، الشيخ محمد علي الحاج، الذي قال لـ”جنوبية”: “في أزمنة الانحطاط يطلق هذا الكلام، ونحن اصحاب معتقد ديني، من المفروض الا يجمعنا الطابع المناطقي، وكوننا اصحاب مذهب معين يجب ان يكون الرابط الديني والعقيدي هو الاصل، ويجب ان نكون كلنا اصحاب عقيدة واحدة”.

ويضيف سماحته بالقول “هذه المقولة لا يجب ان تأخذ من جهة سلبية لناحية المناطق، وهي تعبّر عن تمييز، مع مراعاة عدم الدعوة الى العدالة ليس للبقاع فقط بل لكل المناطق”.

و”يجب ان يكون المطلب هو الكفاءة، واليوم هناك اكثر من منطقة تعاني من التمييز، وكان اهل جبيل مهملين الى ان عيّن الشيخ حسن عواد”. و”الخلل ينتهي اذا اتخذنا من أهل السنّة انموذجا للاصلاح، ففي محكمة بيروت السنيّة مثلا دوما يكون القاضي من مدينة بيروت، في آخر أربع رؤساء للمحكمة على الاقل”.

ويؤكد الشيخ الحاج بالقول: “ما اريد قوله هوأن السنّة يقسمون عددا معينا من المقضاة او المفتين لكل منطقة، ولكن عند الشيعة لا يقولون بذلك ولا يعملون به”.

اقرأ أيضاً: لكل مسلمة … كتاب «أمّ الملذّات» للمتعة الجنسية

ويرى ان هذا “مطلب حق يقوله الشيخ زغيب، ولكن المفروض ان تقوم المؤسسة الشيعية، كما هو حال مجلس النواب، لدى الشيعة 27 نائبا في البرلمان، وهم مقسمون بحسب العدد السكاني للمناطق، وقد اقترحتُ ان يصير عدد الهيئة الشرعية: 5 للجنوب، و3 للبقاع، وواحد لبيروت، وواحد لجبل لبنان، وهو التوزيع نفسه الذي للنواب. فهناك 14 نائبا للجنوب، و6 لبعلبك والهرمل، و1 لزحلة، و1 للبقاع الغربي، و2 لبيروت، و3 جبل لبنان”.
“وأقترح ان يكون نفس التوزيع النيابي هو للمفتين، ويجب ان تكون الاعداد مساوية للنسبة السكانية، اما الان فهناك 11 مفتيا، ولكن يجب ان يكونوا 16 مفتي، فالتوزيع غير مظبوط”.
“من الناحية المناطقية، يجب الترّفع عن هذا الكلام، لكن يجب ان نطالب القوى الحزبية بالانصاف، خاصة في المناطق النائية”.
ويختم سماحته، بالقول “اللافت ان عددا كبيرا من المفتين كالمفتي احمد طالب، والمفتي علي طه، والمفتي عبد الحسين صادق، لا مكاتب لديهم، ولا فريق عمل معهم يساعدهم”. “اضافة الى النقص الكبير في الموظفين الاداريين في المحاكم”.
وختاما، لا بد من القول ان العفن يضرب المؤسسة الشيعية، لدرجة ان يقوم رجل دين للمطالبة بحق المساواة المناطقية في حين ان النواب صامتون.

السابق
جنبلاط يحذر الدروز من الوقوع في فخ الفتنة
التالي
بعد إعلان المشنوق القبض عليهم: هذه أسماء الشبان الذين اعتدوا على النازح