ثمن التضحية بداعش قطع الطريق على أنقرة وموسكو وطهران

البعد الديني، التفويض السماوي، الظل الرباني، التكليف الشرعي، الطاعة المطلقة، الرواية التاريخية، الأخذ بالنقل وترك العقل، كلها صفات وتسمية أفعال وإستراتيجيات لازالت معتمدة في بلاد السفينة الناجية والبحر المفلوق والقمر المشقوق والثعبان والناقة وحياة الموتى، أي منذ بداية التاريخ المكتوب والسلالة البابلية وتابعتها الأكادية والحضارة الفرعونية والأخمينية الفارسية والمجنمعات الآريية وجارتها قبائل الجزيرة الصحراوية والشعوب البربرية السلجوقية والتركية المغولية والسامية البحرية، لقد قضى النقل على العقل مع الزمان جوعًا ووصل سالماً معافى إلى "الآن" بالأمر والنهي والإعفاء من كل انواع التفكير.

وحدها فتوى المرجع الديني وقبلها توجيهات القائد من حسم أمر القضاء على داعش (القنوات الفضائية وحكومات الممالك والإمارات الخليجية) كما قال السيد، يوم تاريخي آخر مجيد أراد من خلاله إطلاق صافرة البدأ بالعمليات العسكرية الحربية للقضاء على الإجرام و التكفير بفتوى يعمل لها و يحققها الحشد الشعبي والمقاومة بمؤازرة رسمية وأخرى نظامية بالتوازي مع دعم سياسي محلي ودولي شبيه بذاك الذي كان للعبادي والحشد الشعبي والجيش النظامي وأثمرت نصر في الموصل العراقي.

اقرأ أيضاً: بن لادن قتل وبقيت القاعدة… ماذا بعد البغدادي؟

جرائم داعش موصوفة وهي بالسرد التاريخي إستهدفت مناطق متنازع عليها بين الأفرقاء المختلفين، وطاولت من دون مبالغة كل المناطق الآهلة بالسكان ما عدا قلة قليلة من الإمارات والجمهوريات والدول لأسباب على ما يبدو متصلة بالقضاء والقدر وبحجم القدرة على الدعم والتمويل والحماية والتوجيه. وهي (اي الداعشية) حالة أمست متوفرة للجميع وبمتناولهم بشكل كبير. لكن المستغرب والغريب الواجب الحديث عنه يبقى في خطاب الخطبة أو إذا صح التعبير المؤتمر الصحفي أو لربما الإعلام والإعلان الذي تجاهل فيه مطلقه بالمطلق التسوية التي خطط لها وأسس لها بدهاء صانع هذا التطبيق مع مستخدميه وإستكمل مع من تبقى من دول التنفيذ وأفضت إلى توقيع إتفاق يقضي بوقف الدعم المالي واللوجستي لتلك المرتزقة السوداء والتعهد لريكس تيلرسون وزير خارجية حكومة العالم الجديد بالصوت والصور وبوجود عدد من الشهود الإلتزام بمضمون القرار الآن وفوراً ومن دون شروط وإلى أن يقضي الله امراً كان مفعولا.

تبخر ذوبان إندثار ترحيل ونقل ولا وجود لمحاكمات أو إعتقالات لرموز ولا وجود لسجون غوانتنامية كما كان ل بن لادن والقاعدة ولا حتى سيناريو إذلال يليق بالظاهرة الأممية، ولكأن العبرة نائمة في القادم وليس في الحاضر ويقيناً هي ليست في سرعة التباهي بالنصر التي إستعجلاها دولة الرئيس العراقي وأمين عام الحزب اللبناني، فهنالك آخرين بالتسوية مشاركين، هناك تضافر وتعاون وإصغاء جماعي أفضى إلى التخلي عن خدمات داعش من قبل الجميع في المرحلة الراهن بإنتظار ما ستؤول إليه أخبار المفيد والمستفيد منها، حنكة أمريكية أفقدت اللاعبين اهمية الورقة الجوكرية التي بين أيديهم عندما غيرت طريقة اللعب، هي أفقدتهم فرصة للتواجد والوقوف بين المتواجدين الواقفين.

إجراء مؤقت لن يلغي بالطيع فكرة وضرورة إيجاد فزاعة أخرى جديدة تمنح صاحبها فرصة إستباقية للسيطرة على العالم وإن حصل وخسرت هذه القدرة كانت هدفاً سهلاً، فالإيمان بالله شعارٌ مطبوعٌ متكفلٌ بحماية الماضي لكن المستقبل إيمانٌ بغيبٍ يحتاج إلى فعل يبدأ الآن.

السابق
نادين الراسي تؤكد: والله العظيم قصدي النازحين الدّواعش !
التالي
هكذا يُبحث ملف اللاجئين بين لبنان وسوريا (حوار إفتراضي)