بعد انتصاره على داعش… العبادي: نحو الانتصار على الطائفية والفساد

نجح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبعد ثلاث سنوات من اعلان زعيم "داعش" ابو بكر البغدادي لدولة الخلافة في الموصل من الحاق الهزيمة العسكرية النهائية بها، وتبديد حلم انصار هذا التنظيم من الارهابيين الذين قدموا من أصقاع العالم للقتال في العراق حالمين بتحقيق دولتهم، ولكن ماذا بعد داعش، وكيف سيرتّب العبادي البيت الداخلي العراقي؟

بعد ان نجح في اعادة تنظيم الجيش العراقي بسرعة قياسية اثر هزيمته وتداعيه المفاجىء في الموصل ومحافظة نينوى قبل ثلاث سنوات، تمكن رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الذي جيء به للإنقاذ واصلاح ما أفسده سلفه نوري المالكي من تحقيق أول هدف رئيسي كبير، وهو تحرير الموصل وغالبية المناطق العراقية وانهاء دولة خلافة داعش التي كان قد اعلنها البغدادي قبل ثلاث سنوات، غداة تسلم العبادي وتقلده لمنصب رئاسة الوزراء وللقيادة العليا للقوات المسلّحة.

اقرأ أيضاً: ثمن التضحية بداعش قطع الطريق على أنقرة وموسكو وطهران

 

العراق ساحة لقاء لا ساحة صراع

خارجيا، يتطلع رئيس الوزراء حيدر العبادي في مرحلة ما بعد الانتصار على داعش، حسب مصادر مقربة منه، الى ان يكون العراق ساحة لقاء بين المتخاصمين الدوليين والاقليميين لا ساحة صراع بينهم، وقد تجلى ذلك في الزيارة التي قام بها الى السعودية وايران والكويت الشهر الماضي، والتي كان عنوانها “التعاون للقضاء على داعش”، وكان قبل ذلك بشهور قد زار أميركا والتقى رئيسها العتيد دونالد ترامب، وكانت الزيارة مثمرة وتم الاعتراف باخراج العراق من دول الحظر الامريكي بالسفر، وتركزت حينها الزيارة حول خطة ترامب لدحر داعش ودور العراق فيها، والتي علم العبادي انها لا تختلف عن خطة سلفه أوباما، وبالتالي عدم وجود اي تغيير في السياسية الامريكية تجاه العراق وهي ترتكز على العمل من اجل تقليل التأثير الايراني على بغداد، كما انتهجت ذلك الادارة السابقة.

هذا الاستقرار الايجابي في العلاقة بين اميركا والعراق من جهة، والعراق وايران من جهة ثانية، مكّن العبادي من الافادة من دعم أميركا للجيش العراقي بالتدريب والتجهيز والتسليح، ومن التدريب والتسليح الإيراني للحشد الشعبي بالمقابل، وذلك من أجل المضي قدما في معركته ضدّ داعش فتمكن الجيش من استرجاع الموصل بدعم من الحشد الشعبي برّا وبدعم من السلاح الجوي لقوات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، وبذلك يكون قد نجح العبادي في جمع الخصمين اللدودين الايراني والأميركي في الميدان العراقي، لصالح بلاده ضدّ ارهاب داعش الذي يهدّد المنطقة بأكملها.

المصالحة والبناء والقضاء على الفساد

داخليا، مهام خطيرة تنتظر العبادي، واهمها اعادة اللحمة الوطنية، واعادة البناء، والقضاء على الفساد.
ولأجل ذلك أطلق العبادي العام الماضي ما اسماه “المصالحة المجتمعية”، خلال مشاركته في احتفال تأسيس حزب الدعوة الإسلامية، قائلا إن “المصالحة المجتمعية ستنطلق بعد تحرير الموصل مباشرة.مشيرا إلى أن “انطلاق هذه المصالحة لان داعش حاول أن يوقع بين أبناء البلد الواحد والعشيرة الواحدة”.

اقرأ أيضاً: استعادة الموصل وعودة العراق

وبرأي العبادي ان المصالحة المجتمعية هي أشمل من المصالحة الوطنية المطلوبة بدورها بين الاحزاب والطوائف، فالمصالحة المجتمعية تدخل الى داخل كل بيت عراقي حاول فيها الارهاب والفكر التكفيري ان يحرف العقائد ويثير الاحقاد داخل كل عائلة وعشيرة عراقية.
اما من ناحية محاربة الفساد الذي ساد أيام حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فقد بلغت المبالغ المهدورة حوالي 700 مليار دولار كما قال احد التقارير البريطانية، حتى ان الفساد تمكن من الجيش العراقي فقوّض أركانه لينهزم هزيمته المشهودة أمام داعش في الموصل والأنبار.
لذلك فان خطة رئيس الوزراء في مكافحة الفساد وعودة الأموال المنهوبة بحسب مصادر حكومية أصبحت على نار حامية، وهو سيتمكن بدعم من المرجعية الشيعية في النجف من محاسبة رؤوس كبيرة واخضاعها للتحقيق من اجل استعادة تلك الأموال، وحتى جلب من هرب من المختلسين الى الخارج وذلك بالتعاون مع الانتربول الدولي.

 

السابق
فتاة سعودية تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بـ«التنورة» والهيئة تتحرك!
التالي
من يحمي اللاجىء السوري من العمل بالسخرة؟