«الأقصى» ليس من مقدسات الشيعة.. فهل يحرره حزب الله؟

لم يتقدّم موضوع "الأقصى" على موضوعات المقامات الدينية الشيعية في سورية، حيث جنّد حزب الله- لأجل عدم فرض السيطرة عليها- شبانه وماله واعلامه.

منذ ان انطلقت الاحداث في سورية، والشيعة قي لبنان يعيشون قلقا كبيرا خوفا على وضع اليد على المقامات المقدسة فيها، وان كانت قليلة وليست بالقيمة نفسها التي للمقامات في العراق كمقام السيدة زينب ومقام السيدة سكينة ومقام السيدة رقية ومقام حجر بن عدي، اضافة الى عدد من المقامات لاحفاد الامام الحسين. وهؤلاء جميعهم غير معصومين.

إقرأ ايضا: للمرة الأولى منذ 1967…القوات الاسرائيلية تمنع صلاة الجمعة في الأقصى

بالمقابل، بما ان الشيعة في العراق هم الاكثرية، فقد حشدوا ما يريدون من قوى وجيش بدعم ايراني فلم يكونوا بحاجة للدعم الشيعي اللبناني لمنع او تأخير “داعش” من الوصول الى المقامات الاغلى والاقدس عندهم، كمقام الامام الحسين، ومقام الامام علي، وبقية المقامات الموزعة داخل العراق. رغم انهم فجروا مقامي الاماميين العسكريين في سامراء.

ويعمد الشيعة دوما منذ انطلاقة الثورة الاسلامية الايرانية الى اعادة احياء عقيدة ربط كل الامور بأهل البيت وفي أدق تفاصيلها وبالمقامات.

ومؤخرا، وبعد اقتحام الاقصى وسيطرة الصهاينة عليه ومنع المصلين من دخوله، تم فتح ملف العلاقة الشيعية بالاقصى، حيث تحدث الى “جنوبية” باحث اسلامي، رفض الكشف عن اسمه، فقال “لو كان المسجد الاقصى ذو اهمية، وفق القاموس الديني الشيعي، لكنّا وجدنا ما يشيرالى ذلك في المأثور عن أهل البيت”.

و “المأثور عن الشيعة يحثّ المؤمنين لزيارته والتعبد والتبرك به، وطبعا انه لا يعني انه ليس مباركا.

فـ”المسجد الاقصى قطعة مباركة، لكن ليس كالحرم الشريف، وليس هناك برنامج من الروايات عن تفاصيل العبادة ولا يقوم بها دليل كسائر الاماكن المقدسة في الاحاديث. فالمذهب الشيعي يعتبر المسجد الاقصى قطعة مباركة  فقط”.

و”هو الجامع المشترك بين السنّة والشيعة، انه قطعة مباركة، لكن السنّة يعطونها قيمة أقوى من خلال ثلاثيّة المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الاقصى”.

“اما الشيعة فيقولون المسجد النبوي، والمسجد الحرام (الكعبة)، وقبر الحسين هم من لهم خصوصية، وفوق الحد. ففي المأثور الشيعي لا يوجد اي دليل على قدسية الاقصى، ويعتقد ان كل مسجد في الطائفة الشيعية تاريخيا له حرمته كمسجد فقط”.

“ففي كتابه “المسجد الأقصى إلى أين”، يتبنى  السيد جعفر مرتضى موقفا سلبيا من المسجد الأقصى من خلال قوله أن مكانه في السماء وليس في الأرض، وهو موجود في السماء الثامنة”.

ويؤكد هذا الباحث الاسلامي “ان لا وجود لأي مصدر ديني في الحوزة، اي ان الاكثرية الساحقة لا تعير اهتماما لمسألة الاقصى، ويبنون على ذلك ان الاهتمام بالاقصى نوع من انواع الغلو. وهم يقولون انه ليس لنا فيه شيء”.

و”هم يدينون حزب الله لانه يدعم المقاومة الفلسطينية.

ومن الناحيتين الانسانية والتاريخية، فقط، يدعم حزب الله الفلسطينيين كون فلسطين ارضا عربية ويعترفون بها”. ختم الباحث الاسلامي تساؤلاته.

والاشكالية الاكبر ان الدعم الشيعي لقضية فلسطين برز بُعيد ظهور حزب الله على الساحة الشيعية، مما يعني ان الموروث الديني الشيعي لا يفرض على المسلمين الشيعة ايّ دعم او تحرك، وهو ما تؤكده ادبيات الحوزات ذات التوجه الشيرازي المناقض لفلسفة ولايه الفقيه.

فهل ان ولاية الفقيه، كنظرية سياسية، بحثت في ما قد يقرّبها من السنّة، وتغاضت عن المأثور لتكون شريكا للعرب في قضاياهم؟ والاهم من كل ذلك: هل مقولة ان تحريرها سيكون على أيدي المؤمنين هو نوع من اعتراف بأن ايمانهم وتبنيّهم لقدسية الاقصى، ولو مخالفين الموروث الشرعي، هو طريق تحريرها؟.

إقرأ ايضا: «يوم خطف القدس»

واللافت ان ما يجمع السنّة والشيعة هو الكعبة المشرفة فقط. وهذا يفتح ملف نقاط الالتقاء بين المذهبين ونقاط الخلاف، ويظهر ان ما قد يفرّقهم قد يكون محل التقاء بين الطرفين، اذا ما ابتعدوا عن الموروث الديني التفصيلي.

وفي حال وصل الشيرازيون  يوما الى الحكم، هل سيكون للعرب من جولة جديدة مع “داعش” بنكهة شيعية؟. سيما وان الشيعة السلفية يكفرون السنّة.

السابق
بالفيديو: رئيس بلدية بيروت يتبرع بمليون دولار لنفسه!
التالي
معلومات أميركية عن أزمة حكم في كوريا الشمالية ستطيح بـ«كيم جونغ أون»