شهر العسل بين ترامب وبوتين انتهى…طرد ديبلوماسيين وحجز ممتلكات!

" شد حبال" ، هي العلاقة بين الدب الروسي وبلاد العم سام، فتكون العلاقة شائكة أحياناً وباردة أحياناً أخرى.

وفي قضية الممتلكات الروسية التي وضعت الولايات المتحدة الأميركية اليد عليها، أنذرت روسيا مراراً ضرورة ازالة الحجز والاَ! لكن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال ثابتة في موقفها مما استدعى انذاراً خطيراً في الآونة الأخيرة قامت بالتصريح عنه ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية معلنة استعدادها لطرد دبلوماسيين أميركيين من موسكو ليكون عدد موظفي السفارة الأميركية متكافئاً مع عدد موظفي السفارة الروسية في واشنطن، ويعد هذا الأمر بمثابة رد على حجز ممتلكات روسيا في الولايات المتحدة.

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي إن الحكومة الروسية ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مقابلة في حال عدم تغير الوضع بهذا الخصوص. المختص في الشؤون الروسية-الأميركية والكاتب في جريدة الشرق الأوسط مصطفى فحص يتحدث لجنوبية عن العلاقة الشائكة بين العملاقين، فيؤكد أن الأمور لن تصل للذروة بين الروس والأميركيين. وعن التهديد الروسي الأخير بخفض عدد الموظفين الأميركيين فيشير فحص الى ان “طرد الديبلوماسيين هو عبارة عن رسائل ديبلوماسية واما الأمر يكون بمثابة ذلك أو لوضع شروط في هذه العلاقة او جراء تضارب كبير وبداية لخلاف”، واصفاً الوضع الحالي بين الطرفين “بردة فعل روسية وتوتر بسيط وهذا ما أوحى به لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره فلاديمير بوتين” على حد تعبير فحص.

من جهة أخرى، يعتبر فحص أن “العلاقة الروسية –الأميركية تشوبها دائماً الاختلافات ونادراً ما نرى التوافق”. و”يطغى الأخير مؤخراً في الملف السوري لجهة ممارسة وزارة الدفاع الأميركية سياسة “الأوبامية الحيادية” وذلك بعدم توريط الولايات المتحدة الأميركية في أمور بغنى عنها”، على حد قول فحص. ويلفت الى أنه” لا يزال هناك بعض المتربصين في مجلس الأمن القومي الأميركي الذين يصرون على مواجهة مع روسيا ربما لأسباب تتعلق بملف أوكرانيا ووصولاً للاقتصاد الأميركي” ولذلك نشهد مزيداً من التشدد والحساسية من قبل بعض الأميركيين حيال روسيا.

“الولايات المتحدة الأميركية تؤنب روسيا بالعقوبات والمساءلات” هذا ما يؤكده فحص مشيراً الى “أنه صحيح أن ترامب يحاول أن يصغي لسياسات بوتين لكن البنتاغون يعد من أشد الموافقين على السياسات الروسية في المنطقة”. ويرى فحص أن الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية هو أن لا تقوم روسيا بخفض ديبلوماسيين أميركيين يوصفون ب “الأقوياء” وهنا خوف الولايات المتحدة من تخفيض عدد الديبلوماسيين في روسيا بالنوعية وليس بالكمية.

في سياق متصل، تقول زاخاروفا أن “عدد موظفي السفارة الأميركية في موسكو يتجاوز بشكل كبير عدد موظفي سفارة روسيا في واشنطن”. وبالتالي فإن أحد السيناريوهات التي تطرح نفسها إلى جانب ترحيل دبلوماسيين أميركيين بشكل مماثل، هو تحقيق التعادل في عدد موظفي السفارتين في البلدين، وتغمز زاخاروفا بالقول أن “هناك العديد من موظفي “CIA” في السفارة الأميركية في موسكو”.

اقرأ أيضاً : أسرار قوّة بوتين.. هل يستعيد الماضي السوفياتي؟

خطوة أخرى تلفت لها زاخاروفا تتمثل بأن موسكو مستعدة كذلك للرد بشكل مماثل في مجال الممتلكات الأميركية في روسيا، مذكّرة بأن البعثة الدبلوماسية الأمريكية تملك قطعتين من الأرض في العاصمة الروسية ، لأن “الوقت على وشك الانتهاء”، بحسب زاخاروفا.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الوضع حول الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة مثير للاستياء، مذكراً بأن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أرادت من خلال اتخاذ مثل هذا القرار “تسميم العلاقات الروسية الأميركية” بأقصى حد ممكن.

وذكرت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية منذ أيام نقلاً عن مصدر ديبلوماسي روسي في وقت سابق أن موسكو تخطط لاتخاذ إجراءات مماثلة وطرد نحو 30 دبلوماسياً أميركياً وحجز الممتلكات الأميركية في روسيا.

اقرأ أيضاً : «مواعدة» ترامب-بوتين …مثمرة!

السابق
ثنائيات غير تقليدية: ماكرون وبريجيت..ترامب وميلانيا!
التالي
حزب الله يستعجل بدء معركة عرسال… والسلسلة على نار حامية