بن لادن قتل وبقيت القاعدة… ماذا بعد البغدادي؟

اسامة بن لادن
في عام 2011 و في منطقة آبون آباد التي تبعد 120 كلم عن إسلام آباد جرت عملية عسكرية أشرفت عليها وكالة الإستخبارات الاميركية و نفذتها مجموعة أميركية للعمليات الخاصة تدعى سيلز واستمرت العملية لمدة 40 دقيقة اسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وإقرار الاستخبارات الأميركية برمي جثته في البحر.

تحدث الأميركيون بعد العملية عن انتهاء تنظيم القاعدة وبعد فترة وجيزة بايع مجلس شورى القاعدة ايمن الظواهري زعيماً له وبدأ القاعديون يظهرون في كل اصقاع الأرض، تارة في الصومال و تارة في ليبيا اليمن سوريا لبنان عبر تسمياتٍ عدة وأشخاص مختلفة وأصبحت أدوار التنظيم أكثر سطوعاً وعملياته أكثر ايلاماً اينما ظهر ولم تتحقق مطامح الأميركيون بإنتهاء دور التنظيم.
ومنذ عدة أيامٍ سرب الروس خبراً عن مقتل البغدادي زعيم تنظيم داعش ومن ثم أكد التنظيم هذا الخبر مع عدة مفارقات بين اعلان مقتل بن لادن ومقتل البغدادي.
فبن لادن كان له الكثير من الظهور الإعلامي موجهاً النصائح والتعليمات لأنصاره في عدة مواقع و أماكن حتى أن بعض المحللين إعتبر إن بعض الأشرطة الأعلامية التي ظهر فيها بن لادن كانت تحمل كلمة السر لأنصاره للقيام بعمليات أو تحركات في دول ومناطق معينة.
أما البغدادي فلم يظهر إعلامياً إلا مرة واحدة أعلن فيها قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام وأصبح بعدها إسمه وإسم تنظيمه يحمل الموت أينما حل.

اقرأ أيضاً: تفاصيل جديدة تكشف للمرة الأولى عن هجمات الـ11 من أيلول

بعد مقتل أسامة بن لادن نشرت وكالة الإستخبارات الأميركية تفاصيل عن العملية وصوراً لبن لادن مقتولاً بطلقة في الرأس بينما حتى الآن لم تعرف تفاصيل مقتل البغدادي وحتى تنظيمه لم يعرض صوراً لجثته ولم يعين بديلاً عنه.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو مصير تنظيم داعش بعد مقتل البغدادي؟
عند قراءة كتاب داعش الخطر القادم للكاتب خليل القاضي والتراتبية المتبعة تنظيمياً لدى داعش وكيفية تكوين الخلايا عنقودياً وأفقياً والتأكيد على أن تأسيس داعش ليس إلا خدمةً لكثير من أجهزة الإستخبارات وأن مهمة تنظيم داعش ليس إلا بندقية متنقلة للإيجار سنجد أنه من السهل على هكذا ترتيب تنظيمي حل خلايا لتنخرط في مجتمعاتٍ مواتية لتفكيرهم أو حتى معارضة، له حتى تأتيهم تعليمات وأوامر بتشكيل الخلايا مرةً أخرى وبأشخاصٍ وتشكيلاتٍ مختلفة ومتنوعة وتنفيذ عملياتٍ أمنيةٍ ونوعيةٍ في العالم حسب مقتضيات الأوامر.


ولا يتوانى التنظيم عن إستخدام نساءٍ أو أطفالٍ في تنفيذ مشاريعه و عملياته وليس لدى فتاوى مشايخه أي محرمات.
فهل انتهى فعلاً تنظيم داعش أم أنه تحول حالياً الى تنظيم سراديب يشكل نفسه من جديد لانطلاقةٍ مغايرةٍ عن انطلاقته الأولى؟

اقرأ أيضاً: إرهاب داعش يخدم إيران…والتطرف الشيعي يقوّيه

بعد أن كانت مهمة بن لادن وتنظيم القاعدة مقاتلة المد الشيوعي في أفغانستان وإنقلابه لاحقاً على صانعه الأميركي سنشهد بعد فترة انقلاب تنظيم داعش على صانعيه في أقبية المخابرات؟
لا أحد يعلم الجواب على هذا السؤال حالياً إنما اليقين لمن صنع داعش إحذروا فإن صناعتكم ستعود اليكم يوماً ما.

السابق
دائرة صور- الزهراني: تزكية… إلا اذا خرق التفضيلي!
التالي
اهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش يقطعون ساحة رياض الصلح ويتهمون الدولة بالتقصير