عماد سلمان يحرّرنا في كتاب: «حرِّر ذاتكَ مِنْكَ»…

كتاب
عن "دار الفارابي" في بيروت، صدرت الطبعة الثانية للكتاب الذي يحمل عنوان: "حرِّر ذاتك.. منك". وهو من تأليف الكاتب والباحث اللبناني والمُحاضر في التطوير الذاتي عماد سامي سلمان.

ويستعرض هذا الكتاب كمّاً كبيراً من المسائل التي من شأنها – كما يتصوّر ويتوقّع الكاتب – أن تُحرِّر الإنسان/ الفرد، ذاتياً، كشخصيّة اجتماعية لها خصوصيتها المستقلة، عن كل تبعية وارتهان، ومتْنُ الكتاب، جمعته المحاور التالية بعناوينها الرئيسة: “صناعةُ الإنسان “النموذجي”؛ “بين الطبيعة… والمجتمع”؛ “الذات النموذجية المزيّفة”؛ “العقيدة النموذجية”؛ “الإدراك النموذجي”؛ “نماذج من المجتمع النموذجي”؛ “خارج إطار النماذج”؛ و”باقة الحلول والبدائل”؛ إضافة إلى “كلمة أخيرة” (خاتمة الكتاب).

اقرأ أيضاً: كتاب «دمُ الأخوين» لفوّاز طرابلسي: عندما يُصبح قتلُ الأَخِ واجباً دينياً!

وهذا نصّ مقدمة الكتاب: “من عرف نفسه فقد عرف ربّه”. (حديث شريف)، “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”. (السيد المسيح)، “اعرف نفسك”. (سقراط)، “ليس يحيا إنساناً، من لا يسأل نفسه عن نفسه”. (أفلاطون)، “اعلم بأنّ مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس”. (الغزالي)، “إذا أردت أن ترى الحقيقة، فادخل إلى ذاتك”. (سانت أوغسطين)، “إن الذي يعرف ذاته باطنيّاً، يعرف كذلك باطنية كل شيء”. (أندريه كريسون).

كتاب
تبدو هذه الحِكم سهلة التحقيق، لكنها، وعلى الرغم من بساطتها، تُعتبر من أصعب التحديات التي تواجه الإنسان في مسيرة حياته. والتحدي الأصعب هو في إجابة أنفسنا عن هذه الأسئلة:
من أنا؟
هل ما أظنه أنا هو فعلاً أنا؟
هل ما كُتِب على هويَّتي هو أنا؟
هل تصنيفات الآخرين، وآراؤهم بي، ونظرتهم إلي هي أنا؟
هل أنا فرد “مقولَب” يخضع لمعايير اجتماعية ساهمت في قولبته؟
هل أفكاري ومعتقداتي، التي قاموا ببرمجتي عليها، هي أنا؟
هل شخصيَّتي التي أعرضها في سوق الشخصيات الاجتماعية هي أنا؟
أين أنا؟ وأين ذاتي الحقيقية في صخب المسؤوليات، وضوابط المجتمعات، وتزلُّف العلاقات، وضجيج الالتزامات التي لا تنتهي ولا تستكين؟ أين ذاتي الحقيقية حين أغلِّف عفويَّتي بالتملُّق، وصِدقي بالتزلُّف، وإبداعاتي بالتقليد…؟
هل ذاتي الحقيقية هي فعلاً ذاتي الاجتماعية التي صُنِعَت إرضاءً للآخرين؟
هل هدف حياتي الأساس هو أن أكون إنساناً آلياً ضمن مجتمع آلي يقدس الآلات ويتنكّر للحياة..
وهل أنا أعيش حياتي حقاً، عندما أتربّى على مجموعة كبيرة من “نماذج” فكرية كلها معلَّبة، مُنمّطة، مُقلّدة، ومقلّدة تضجّ بكل المعادلات الميتة وتفتقر إلى الصدق، إلى الذكاء، إلى الحبّ، إلى العفوية، إلى البراءة، وإلى الإبداع؟
هل انا ببّغاء “نموذجية” تُردّد كلمات بكل طلاقة.. كلمات سمعتها من غيرها، وتكرِّرها بشكل مستمرّ، دون أن تنبع من ذاتها، أو أن تفكِّر فيها، أو تحاول تحليلها، أو نقدها، أو حتى فهمها؟

اقرأ أيضاً: فاضل الربيعي يكشف: «بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر»!

فما هي ذاتي الحقيقية وكيف أجدها؟
ولماذا أخذوا منّي (جهاز التحكُّم عن بُعد) في حياتي.. وأصبحتُ شخصاً “نموذجياً” يحرِّكونه بكبسة زرّ؟
وماذا فعلوا بي لكي أفقد حريتي “بكل إرادة حرّة منّي”؟
وماذا فعلوا بي لكي ألجأ إلى “ذات مقنّعة”، أحتمي بها وألجأ إليها طلباً “للأمان” الاجتماعي؟
وما هي مسؤوليّتي في الموافقة على استخدامي كآلة منتجة ومُستهلكة؟
وما هي مسؤوليّتي في السعي للتحرّر من ذاتي “النموذجية”، المزيّفة، والمصطنعة لكي أصل إلى ذاتي الحقيقية الأصيلة التي لا تقبل الزيف.. ولا المصطنع؟

 

السابق
في عرسال… رائحة البارود تهب من يبرود
التالي
درجات هوائية مميزة تعمل عن طريق الطاقة الشمسية