العودة القسرية للسوريين وأكلافها

مع ارتفاع منسوب العنصرية تجاه السوريين؛ بات قسم من اللبنانيين يطرح -باسم التفاوض مع النظام السوري- ترحيل السوريين قسراً، وتسليمهم كالنعاج إلى الذئب الذي فروا منه، وقد كان بعض اللبنانيين أعواناً له.

العودة الطوعية للسوريين متاحة من أول يوم، والتفاوض مع النظام قائم في عرسال منذ أشهر، والمندوب المكلف من “حزب الله” والنظام السوري يجول بين خيام النازحين وجرود المقاتلين ويوزع الوعود والحوافز… فلم يبق إلا انتهاك كرامة السوريين في مخيماتهم، وقتلهم واعتقال رجالهم وتعذيبهم، لتصبح العودة قسرية… أليس هذا الذي جرى في مخيم النور وأفضى إلى عودة 60 عائلة إلى عسال الورد، لتتجرع العذاب في بلدتها بعدما ذاقت أضعافه في منزحها؟!

الأهم من عودة السوريين؛ هو الشعور الذي سيأخذونه معهم (لأنه سينعكس على لبنان لاحقا)، وعلى الذين يعزون فشل رفاههم واقتصادهم إلى النازحين؛ أن يصمتوا طويلا بعد العودة، لأنهم سيكتشفون أن مشكلتهم الاقتصادية نتيجة واقعهم، وليست بسبب من لجأ إليهم، وأن الذين نزحوا قد دعموا الاقتصاد ولم يستنزفوه.

السابق
جعجع: الوقت حان لعودة النازحين السوريين الى بلادهم لأن لبنان تعب من الأعباء الناتجة
التالي
ولاية «أرزان»: سقوط 14 آذار.. لبيك نصرالله!