الحريري يجدد الثقة بالجيش وفرنجية ينتقد العهد العوني

بحث مجلس الوزراء الذي انعقد امس في آلية التعيين في الإدارات الرسمية واستغرق النقاش فيه أكثر من ساعة ونصف الساعة، فأرجئ إلى الجلسة المقبلة لمزيد من التشاور، مع تأكيد الإسراع في بت التعيينات بالطريقة الأسلم والأنسب والأسرع.

بعد انتهاء الجلسة التي دامت أكثر من خمس ساعات قال وزير الإعلام بالوكالة وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبي عاصي إن «الرئيس الحريري استهل الجلسة بالحديث عن أهمية الدعم الكامل للجيش اللبناني، وأضاف: «الجيش يقوم بمهماته في محاربة الإرهاب والحفاظ على أمن المواطنين والاستقرار في كل المناطق، ونحن نكرر دعمنا الكامل للجيش في التصدي للإرهاب والمهمات التي يقوم بها، وهناك تحقيق شفاف يجريه الجيش لجلاء ملابسات وفاة بعض الموقوفين لديه».
وتناول الحريري موضوع العمل والتنسيق بين الوزارات وقال: «المطلوب التركيز على إنجاز الأعمال في كل الوزارات وتسريع معاملات المواطنين وأمورهم». وشدد على أن «تحقيق أي إنجاز في أي وزارة كانت هو إنجاز للحكومة مجتمعة»، مشيراً إلى «التوجه لعقد جلسات وزارية متخصصة لمناقشة الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد»، وقال: «المطلوب العمل لخفض العجز وهذا يتم من خلال خفض النفقات وتأمين واردات جديدة ما ينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي العام».
ثم ناقش المجلس جدول الأعمال وأقر البند المتعلق بالطاقة المتجددة، كما ناقش المجلس بند آلية التعيينات في شكل مستفيض وأبدى كل وزير وجهة نظره وتم تأجيل البحث في هذا الموضوع لمزيد من التشاور.

اقرأ أيضاً: مصدر اشتراكي لـ«جنوبية»: خصومة جنبلاط والحريري لن تدوم

ملف عرسال

شغل «الإنذار الأخير» الذي أطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى المسلحين في جرود عرسال اللبنانية بالدخول في تسوية قبل بدء الهجوم عليهم، الوضع الحكومي مرة أخرى، في ضوء ما شكله هذا الانذار من أمر عمليات يكرس وجود قرار الحرب والسلم في لبنان خارج نطاق الدولة ومؤسساتها، وتضمنه ردا مباشرا على كلام رئيس الحكومة سعد الحريري لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي رفض بشدة خوض حزب الله معركة في جرود عرسال، أو استدراج الجيش الى التورط في مثل هذه المعركة.

وبحسب صحيفة الانباء الكويتية، تقول مصادر حكومية: انه إذا كان المطلوب مكافحة الارهاب، فإن الجيش اللبناني قادر على ذلك، بدليل اطباقه على «شبكة إرهابية» جديدة في عرسال يوم الاثنين، وقتل مطلوبين اثنين واعتقال ثلاثة ومصادرة 50 كيلوغراما من المتفجرات والقنابل.

والى جانب الانذار الأخير للمسلحين، توجه نصر الله الى تيار المستقبل مباشرة، داعيا إياه إلى الدخول في مفاوضات مع نظام الأسد لإعادة النازحين.

وعن الوجود المسلح في جرود عرسال قال: المسألة وصلت الى النقطة الأخيرة، وهذه المرة الأخيرة اتحدث فيها عن جرود عرسال، ان الذين هناك يشكلون تهديدا مباشرا، وقد آن الاوان لإزالة هذا التهديد وتوجه الى المسلحين قائلا: أمامكم القليل من الوقت للتوصل إلى تسويات معينة، ونحن امام الكلام الأخير، ويجب الا يبقى أي وجود مسلح على الأراضي اللبنانية.

وفي أول تعليق على كلام نصر الله اعتبر النائب إيلي ماروني (حزب الكتائب) ان قول نصر الله انها المرة الأخيرة التي يتحدث فيها عن جرود عرسال يؤكد انه يملك وحده قرار السلم والحرب في لبنان.

مصادر قريبة من اجواء الحكومة أعربت لـ «الأنباء» عن خشيتها من مخطط، يتولى فيه حزب الله مهاجمة المسلحين في الجرود من داخل الأراضي السورية وبالتنسيق مع النظام ومع طيران النظام، وليس من الاراضي اللبنانية، التزاما منه بعدم استخدام سلاحه داخل لبنان، لكن النتيجة قد تكون انسحاب هؤلاء المسلحين باتجاه الداخل اللبناني، حيث الجيش اللبناني ممسكا بالخطوط الحدودية، بحيث يصبحون بين فكي كماشة، طرفها حزب الله من جهة والجيش اللبناني، الذي سيغدو مجبرا على صد الهاربين باتجاه حدوده، طرفها الآخر.

فرنجية ينتقد العهد

أمام وفد من نقابة المحررين، تمنى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لو ان هذا العهد كان على وقع الامنيات. قالها فرنجية متسائلاً عن أي جديد حمله هذا العهد المسيحي، مشيراً إلى أنّ “هناك ملفات عديدة اليوم تعوزها الشفافية في لبنان مثل الكهرباء خصوصاً في ما يتعلّق بملف المناقصات والطريقة التي أُحيلت بموجبها”.
ووصف فرنجية “الرئيس عون بالانسان الجيد ولكن حتى الآن لم يتغير أي شيء في عهده”، لافتاً الى انه كان يتمنى أن يتخذ الرئيس عون خطوة اقتصادية جريئة ويذهب الى تغيير الفكر القديم كزيادة الدخل القومي وفتح البلد أمام الاستثمارات لا بزيادة الضريبة”.

اقرأ أيضاً: 300 نازح من عرسال الى عسال الورد: هل يتكرر نموذج الطفيل؟

واعتبر فرنجية أن طرحه وطني ومنفتح ولا يتلطى وراء طائفته كالبعض، عندما يتمّ حشره، كما لا يسير في المزايدات، “فالشؤون الحياتية للناس هي الأساس” مضيفاً أنه “علينا إعادة بناء الطبقة الوسطى التي انهارت والتي كانت الأساس في نهضة لبنان”.
وعن النزوح السوري، رأى فرنجية أن هناك حل للقضية في حال “اتفقنا والدولة السورية معنية بالحل أيضاً”، داعياً “للتعاطي من حكومة لحكومة ومن دولة لدولة مع سوريا في ملف النزوح السوري”.
وعن داعش، تساءل فرنجية “بعد اندحار داعش من سوريا والعراق هل يعود المسيحيون إلى بلادهم؟” معتبراً أن “الذين يعيبون على حزب الله تدخله في الحرب السورية ينطلقون من رهانات خارجية على سقوط سوريا والحزب”.
وحول الانتخابات النيابية، فرنجية أكد أنّ “قانون الانتخابات سيغيّر في البلد نوعاً ما.. إنما المشكلة تكمن في طريقة تطبيق النظام لا في القانون”.
ورداً على سؤال حول علاقته بالسيد نصر الله، قال فرنجية: “ممتازة وعظيمة ولا تتغيّر”.

السابق
حُكُمْ زينة إبراهيم: هل هو «بيضة ديك» المحاكم الجعفرية؟
التالي
سليمة ريفي تقدم لنورا جنبلاط ريع نشاطات خان العسكر لمعالجة أطفال طرابلس المصابين بالسرطان