إتفاق سريّ أميركي-روسي يحميّ إسرائيل في سورية

تحدثت مصادر دبلوماسية أميركية، عن اتفاق سريّ لوقف إطلاق النار بجنوب غربي سوريا انطلق الاسبوع الفائت، يركز على منع المقاتلين الذين تدعمهم طهران من التوسع الاستراتيجي في سورية على الحدود الفلسطينية المحتلة والأردنية.

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن هذا الاتفاق من شأنه أن ينقذ الأرواح، ووصفه بالهام رغم تكتمه على التفاصيل. فالمسؤولون في البنتاغون المعنيون بمراقبة الاتفاق، بحسب تقرير لـ”فورين بوليسي” الاميركية، لا تفاصيل لديهم عنه.

إقرأ ايضا: «النجباء فيلق عراقي لتحرير الجولان» بتمويل إيراني على نسق حزب الله

وينص الاتفاق على وقف التصعيد بين الجيش السوري والجماعات المسلحة، جنوب سورية، حيث دخل هذا الاتفاق قيد التنفيذ في التاسع من شهر تموز الجاري. ويدعو أيضا إلى تحويل جنوب سورية، اي القنيطرة والسويداء، إلى منطقة حظر للمقاتلين “من غير السوريين”، والمقصود بهم الحرس الثوري الايراني، وحزب الله، اضافة الى مقاتلي  كل من النصرة و”داعش”.

ويهدف هذا الاتفاق إلى تلبية حاجات إسرائيل والأردن معا، من خلال عدم السماح لأية قوة مؤيدة لايران وحزب الله، بالاقتراب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، والتي تفصل سورية عن إسرائيل، أو على طول الحدود الأردنية.

والسؤال المطروح:من الذي سيطبّق الاتفاق؟ وهل ستتحمل موسكو مسؤولية اجبار إيران ععلى تطبيقه؟ خاصة ان الإيرانيين وحزب الله يساهمون بشكل كبير في القتال داخل سورية لصالح بشار الاسد.

وكان موقع “تسنيم” الايراني قد نقل عن بهرام قاسمي، الدبلوماسي الايراني، قوله إن “إيران لن تكون ضامنة للاتفاق الأميركي- الروسي”.

وبرأي الاميركيين ان مفتاح بقاء الأسد هو إيران وليس روسيا. لذا يحاول الروس تسريع هذا الاتفاق.

فمنذ أيار2017، فشلت موسكو في إقناع حزب الله وإيران باحترام “منطقة فك الاشتباك” التي أعلنها الأميركيون في جنوب شرق سورية.

فالهدوء النسبي في جنوب غرب سورية، واستمرار واشنطن في الاهتمام بفصائل المعارضة يمثل الأرضية للتعاون بين واشنطن وموسكو.

فالاتفاق هو لطمأنة الإسرائيليين أن المعارضة السورية لن تصل الى مرتفعات الجولان  المحتلة التي تسيطر عليها تل أبيب. واهم بند في الاتفاقية هو الحفاظ على الترتيبات القائمة فيما يتعلق بالأمن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جنوب غرب سورية، مما يؤدي الى ردع الجيش السوري من العمل على اعادة السيطرة على المناطق التي لبتها منها المعارضة في سورية.

وقد نصّ الاتفاق بين ترامب وبوتين على التنسيق فيما يتعلق بمكافحة “الارهابيين” في سورية. وقال مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، ماك ماستر، إن هذا الاتفاق يعد خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف المشتركة.

ولكن لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول قابلية التنفيذ. فالمنطقة تضم عددا من الجماعات المسلحة المدعومة من واشنطن وانقرة وعمان ودول الخليج العربي. اما جوشوا لانديس، وهو باحث في الشؤون السورية في أوكلاهوما فقال ان “هذا الاتفاق غير مجدٍ على الاطلاق”.

وهذا يعني وبشكل واضح ان اسرائيل لا تغفل عن حماية نفسها وحدودها، وهي في سبيل ذلك تساعد حوالي 35 قرية سورية في الجولان المحتل. وقد عملت بهدوء من خلال نسج علاقات ايجابية مع السوريين المقيمين على الحدود السورية – الفلسطينية المحتلة، منذ العام 2011.

هذه العلاقات مع المسيطرين على الارض جنوب سورية، ما كان يعرف بالنصرة سابقا، هي استعادة لتجربة تأسيس جيش العملاء جيش سعد حداد وانطوان لحد في الجنوب اللبناني. واليوم تؤّمن اسرائيل للسوريين خدماتها لنحو35 قرية، كالتعليم والطبابة والأغذية والملابس بحسب “دايلي نيوز”.

كل ذلك عبر وسيط سوري بواسطة معبري المعلبة ووادي مريع. وذلك بحسب موقع “المدن” الالكتروني. والذي ينقل ايضا أن “إسرائيل بالفعل لتأسيس ميليشيا تشبه جيش لحد في لبنان”.

إقرأ ايضا: بلطجة «اليونيفيل» تمنع وصول الجنوبيين الى أرضهم

كما تدعم إسرائيل وتمّول اليوم فصيلاً يحمل اسم (فرسان الجولان) بقيادة أبو صهيب الجولاني، في القنيطرة. ويبلغ عدد المنضوين في اطاره ما بين 300 الى 400 مقاتل، بميزانية تبلغ حوالي 50 ألف دولار شهرياً، مع أسلحة خفيفة. ومهامهم حراسة الحدود وتسيير دوريات في المنطقة. بمعنى ما جيش يراقب الحدود بين سوريا واسرائيل لمنع تسلل اي شاب الى داخل الاراضي المحتلة.

السابق
إطلاق كتاب «رسالة لبنان ومعناه» للبروفسور فيليب سالم في متحف سرسق
التالي
بالصور: مجلة سيدتي تزيل الصليب عن رقبة نجوى كرم!