300 نازح من عرسال الى عسال الورد: هل يتكرر نموذج الطفيل؟

عرسال
تساؤلات عديدة أثارتها عملية نقل نازحين من عرسال إلى عسال الورد؟

بعدما تداولت مواقع صحافية خبر يفيد عن مغادرة 300 نازح سوري من مخيم النور الواقع في عرسال باتجاه عسال الورد السورية بمواكبة أمنية، لافتة تلك المواقع إلى أنّه من أصل 1200 نازحاً تجمعوا في وادي السرج في عرسال حيث تم تفتشيهم والتأكد من أوراقهم قبل الانطلاق الى وادي الرعيان وجرود نحلة للوصول الى الداخل السوري ليتكفل بعدها حزب الله بإيصالهم الى بلداتهم.

صدر عن إعلاميي القلمون المتواجدين في عرسال بياناً نفى ما تمّ تداوله، إذ أكّد البيان أنّ “العائلات التي خرجت اليوم الأربعاء 12/7/2017 من عرسال باتجاه القلمون عبارة عن 11 عائلة من كبار السن (العدد الكلي 45 ) موزعين على بلدتين هما، بلدة عسال الورد وبلدة رأس المعرة”.

اقرأ أيضاً: إلى أين يأخذ «حزب الله» لبنان؟

وأضاف البيان انّ هذه العائلات هي “عجاج قطيمش، فايز أحمد خلوف، أيهم خلوف، عبدو محمد شداد، أحمد عبد الزاق حيدر، عبد الله أبوضاهر، ذيب حمود، محمد حمود، شحاده الرفاعي، رمزي الحاج، أحمد الحاج”.
وشدد البيان أنّ “كل إعلام يتحدث عن مئات العائلات التي صالحت فهو إعلام كاذب وخاصة الإعلام اللبناني”.
في هذا السياق ولمعرفة المعطيات حول عملية نقل النازحين، تواصل موقع “جنوبية” مع مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي الذي أوضح أنّ “القضية بدأت عندما طلب حزب الله التفاوض على العودة منذ عام تقريباً وقد اصطدمت المفاوضات بشروط العودة تحت حماية الأمم المتحدة وخارج إطار النظام الأمني الأسدي، عندها اختار الحزب الملعب اللبناني الذي حاول تجنبه لحين انتهاء المعركة في سوريا، لأنه ينوي صرف ارباحه وفائض قوته في لبنان على طريقة الحشد الشعبي في العراق والطريقة الايرانية المعتادة”.
مضيفاً “قرر الحزب اللعب بالورقة اللبنانية لكن على حساب اللاجئ السوري إذ أنّه بهذه الطريقة سيضغط على المكوّن السني في لبنان وسيكسب الصمت المسيحي الرافض تقليدياً للجوء، دون فتح حرب مباشرة مع السنة هناك. إلا أنّه من المستغرب وما لا يعرفه أحد أن عناصر فلسطينية تابعة لحركة فتح ومن مجموعة محمد دحلان أصبحت جزءاً من القوة التي تضرب في جرود القلمون بينما المعتاد أن تكون العناصر الفلسطينية تابعة لجبريل”.

وأكّد الخالدي أنّ ” منطقةعسال الورد تحت سيطرة النظام واللجان الشعبية شبيحة ومحيطها بيد حزب الله، المناطق التي يقولون أنها آمنة قد تلقت 22 غارة جوية خلال اسبوع واحد فقط من طيران الأسد، مما أثبت صحة نظرية الأهالي أنهم يعيشون بين نارين نار النظام الأسدي ونار تعديات الجيش اللبناني وحزب الله”.

متابعاً “قد طالبنا باسم الأهالي بمنطقة عازلة ترعاها الأمم المتحدة وتجهزها الجمعيات المدنية العاملة حالياً على اللاجئين، إضافة إلى أننا قد عرضنا جهاز شرطة حرة وحماية حدود بإشراف دولي يضمن عودة اللاجئين المباشرة لكن الأمم لم تتحرك حتى الساعة”.

وشدد الخالدي أنّ الأعداد المتداولة إعلامياً مبالغ فيها جداً وهدفها التهويل الإعلامي، ليردف “قضية العائدين لا تساوي ٠.١٪‏ من الموجودين وهي حيلة يلعبها النظام وحزب الله لإقناع الأهالي بالعودة وتسوية الأوضاع ، هذه العودة التي تصطدم أساساً بعاملين خطيرين، أولاً اختيار الحزب لمناطق العودة فهو لا يذكر مثلاً مدينة القصير المحتلة والتي هي تحت سيطرته بالكامل ويرفض الخروج منها واعادة الأهالي إليها لذلك يهدف إلى اختيار أماكن عودة ذات تعداد أقل وتحت يد النظام لأنه حتما سيتم البطش لاحقاً بهؤلاء وسيكون حزب الله بريء من الذي حل بهم”.
مشيراً إلى أنّ ما يحصل هو إصرار من الحزب على ابتزاز العائدين بالرضوخ للنظام الأمني وبيع حريتهم وارتهانهم له، مما يجعل العائلات العائدة بحكم الأسيرة تحت الإرهاب وبالقوة الغاشمة.

ولفت الخالدي إلى أنّه “من المهم أن نعلم أن اتفاق مدينة التل بين الأهالي في التل والنظام قد نقده النظام منذ أيام بحملة اعتقالات واسعة، هذا وتضم هذه المنطقة 800 ألف لاجئ داخلي”.
مضيفاً “الهدف كما نراه هو خلق حالة توتر ولا استقرار تضغط على الداخل اللبناني الصامت بغالبه للأسف، وتضغط على الجانب الدولي المراقب للمشهد، لتسمح بانزلاق خطير يدفع بقبول الجميع بالترحيل إلى الشمال والذي قد يكون لو حصل الأكبر في تاريخ المنطقة كلها وليس سوريا فقط، وطبعاً لن يحدث، لذلك قد ينقلب السحر على الساحر وإننا نشفق على لبنان في الحالتين لأنّه إن نجح حزب الله فستتكون ولاية الفقيه مباشرة، أما إن استمر بالتنكيل برعاية الجيش اللبناني فإنّ الانتقام مدمراً جداً ومباشراً”.

وأوضح الخالدي أنّ عملية النقل التي تمّت اليوم لم تكن بالتوافق، وأنّ العائلات قد اختيرت تحت ضغط الترهيب والترغيب، مشدداً أنّه “لا عودة لحضن النظام، ولكن التنفيذ ما زال يتم بطريقة مخابراتية تهدف للتلاعب باللاجئين والضغط عليهم وتطميعهم، وما نراه اليوم هو تهويل إعلامي للقول أنّه يوجد مناطق آمنة في حين أن غارات الأسبوع الماضي فاقت عدد الغارات الاسرائيلية على بعلبك في الحرب الأخيرة”.

اقرأ أيضاً: أهلُ قرية الطفيل: من حالمين بتعبيدِ الطريق…الى مهجّرين في وطنهم!

ورأى أنّه “من المهم الإشارة إلى أنّ حزب الله يهدف لخلق منطقة مفتوحة بين القلمون الشرقي ومخازن الصواريخ السورية وصولاً للبادية السورية والعراق وايران، أي أن الحزب يهدف لخلق مشروع يسمح ببقائه عشرات السنوات حتى لو كان خارج الإطار اللبناني. وللأسف فإنّ جزءاً من الحكومة اللبنانية بما فيها 14 آذار والجانب المؤيد التقليدي للشعب السوري هم اليوم في خندق حزب الله ويدعمون عمليات الإجرام بحق اللاجئين وعمليات الترحيل القسري الى مناطق النظام وتحت سلاحه وطيرانه وسجونه. ما يحدث اليوم هو استمرار لقتل اللاجئين ولكن بطريقة ” الكوتا” فيتم تسليم النظام حصته ويستلم الحزب حصته وكذلك الجيش اللبناني والحكومة و14 آذار ويضيع المجرم”.

وختم الخالدي معلقاً على وضع اللاجئ السوري في لبنان بـ”اللاجئ السوري ما زال هناك شرعات دولية تحميه ولكن ننوه للبنانيين أن ما حدث في الطفيل في لبنان سيتكرر مع عرسال ومجدل عنجر وغيرها من المناطق الحدودية فيما لو نجح الحزب، إذ لا قانون دولي سيمنع ولن يكون سوى منطق صرف القوة الفائضة”.

السابق
عبد المجيد الرافعي من زمن الأحلام
التالي
العواد: دولة قطر تبث الفتنة عبر ذراعها الإعلامي قناة «الجزيرة»