بريطانيا تحقَق في «أكبر فضيحة دم ملوث» …لو بعد حين !

2400 شخص على الأقل قتلوا بسبب حقنهم بمنتجات دم ملوث في فترة السبعينيات والثمانينيات في بريطانيا، لكن التحقيق أتى متأخراً وقد بدأ يسلك مساره. هذا ما كشفت عنه شبكة بي بي سي البريطانية في تفاصيل مهمة حول الملف.

جيسون ايفانز يبلغ من العمر أربعة أعوام فقط حينما توفي والده جوناثان الذي كان يعاني من الهيموفيليا بعد اصابته بفيروس نقص المناعة “أتش آي في” من خلال تلقيه علاجاً بمادة العامل الثامن التي كانت ملوثة. مثال صغير عما حصل في تلك الفترة. بحسب تقرير ألماني نشرته “بي بي سي”، خلص الى أن 7500 مريض أصيبوا وكان العديد منهم يعانون من نزف الدم الوراثي أو الهيموفيليا حيث كانوا يحتاجون الى علاج منتظم من خلال مادة تعمل على تخثر الدم تسمى العامل الثامن لمكافحة الهيموفيليا والتي صُنعت من دم متبرعين.

في أسوأ كارثة علاجية مرت في تاريخ هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، حقن الآف المرضى الذين عولجوا في الهيئة بمنتجات دم من الخارج كانت ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية “أتش آي في”. مصدر الدم الملوث يتمثل بمتبرعين من نزلاء سجون في الولايات المتحدة قاموا ببيع دماءهم، وقامت المملكة المتحدة باستيراد هذه المنتجات ليتبين أن بعضها ملوث، والكثير من البلازما استخدمت لتصنيع العامل الثامن.

وقد وعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأنه” سيجرى تحقيق على مستوى المملكة المتحدة في فضيحة الدم الملوث “مضيفة على لسان المتحدث باسمها أن “التحقيق سيحدد أسباب “الأذى” الذي وقع في تلك الفترة”. والتحقيق سيقوده أحد القضاة في حين لفت زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن الى أن” التحقيق يجب أن يكون لديه امكانية لاصدار قرارات بملاحقات قضائية”. كما اعتبر الرئيس المشارك لمجموعة الاحزاب المتابعة لقضية مرض الهيموفيليا والدم الملوث في مجلس العموم، السير بيتر بوتوملي،” أن نجاح التحقيق سيتوقف على قدرته على الحصول على معلومات مهمة” مؤكداً أن “التحقيق يجب أن يتمتع بصلاحيات للحصول على وثائق من شركات الأدوية والحكومة”.

هذه الفضيحة مر عليها زمن طويل استدعى تعرض الحكومة البريطانية لانتقادات حادة بسبب التلكؤ في اطلاق تحقيق في هذه الفضيحة. فعمدة مانشستر، آندي بيرنام زعم بأن” تستراً على مستوى واسع قد حدث”.

تحقيق جديد سيفتح الباب أمام تعويضات كبيرة من خلال المحاكم للمتضررين. ويشار الى ان هناك تعويضات قُدمت لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى كما جرى تأسيس صندوق خاص للمساعدة في دعم الناجين. وفي هذا السياق، قالت الرئيس التنفيذي لجمعية مرضى الهيموفيليا، ليز كارول، إن “الحكومة تنفي منذ عقود وجود إهمال ورفضت تقديم تعويض للمتضررين، لكن هذا التحقيق سيكون قادراً أخيراً على البحث بطريقة مناسبة عن الأدلة التي تؤكد حدوث تجاوزات”.

اقرأ ايضاً: فضيحة ثانية في المطار: طيارو «الخطوط البريطانية» نائمون!

البعض يتساءل عن الأمان الصحي في منتجات الدم في بريطانيا، لكن هناك تحسن ملحوظ في عمليات فحص المتبرعين لعلاجات أكثر أماناً بحلول عام 1986.ويجري حالياً في بريطانيا بشكل منتظم اختبار دم المتبرعين للكشف عن أي ملوثات من بينها الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة المكتسب تحت مقولة “أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً”، وذلك لمنع تكرار “الجريمة الكبرى”.

اقرأ أيضاً: فضيحة «ثقيلة» تهز بريطانيا وأمريكيا

السابق
بالأسماء والصور: تسعة مقاتين من حزب الله قضوا في الحرب السورية بأقل من أسبوع
التالي
مواعيد تقبل العزاء بالسيد أحمد شوقي الأمين