منيّر: الشروط الاميركية هي التي ستخضع لها قطر في النهاية

يبدو أنّ ما من حلول قريبة للأزمة الخليجية، في ظلّ تمسك دول المقاطعة ورفض قطر ما تقول انه مس بسيادتها.

ما زالت العلاقات المتوترة تخيم بين دول الخليج العربية ومصر من جهة وبين قطر من جهة ثانية لا سيما وأنّ الأخيرة رفضت الامتثال للشروط معتبرة أنّ الدول المقاطعة تريد المس بسيادتها وممارسة دور الوصي عليها.
في هذا السياق كان مجلس الوزراء السعودي قد أكّد في جلسة عقدها يوم أمس الإثنين 10 تموز أنّ الإجراءات المتخذة ضد قطر موجهة ضد الحكومة لا الشعب وذلك بهدف تغيير المسار الساعي لفتيت الأمن العربي والعالمي.

اقرأ أيضاً: مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

فيما رأت الدول الأربعة في بيان أصدرته أنّ رفض قطر تلبية المطالب هو دليل على الرغبة في الاستمرار في السياسة الرامية إلى “تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة”.
في المقابل أمهلت دولة قطر الدول المقاطعة 3 ايام للتراجع والتعويض معلنة أنّه في حال الاستمرار فإنّها سوف تخرج من مجلس التعاون الخليجي ولن تلتزم بقراراته لا السابقة ولا اللاحقة.

موقع “جنوبية” وفي متابعته لهذا الملف، تواصل مع الصحافي جوني منيّر لـ”جنوبية”. فبرأيه “المسألة أنه ليس من مصلحة قطر أن تزيد مدة المقاطعة فهذا يزيد المشاكل الواقعة على عاتقها، إلا أنّ هذا لا يعني أنها مضطرة الآن لتقديم التنازلات”.
مضيفاً “الهدف الأول من الاجراءات كان يرمي إلى تغيير الحكم، وهذا لم يحدث حيث استطاع أن يتجنب الأمير هذا الموضوع كما أنّ هذا الأمر لا يحدث بطلب خليجي كما يخيّل للبعض، هناك تقاطع أميركي – خليجي حوله ولو أن الخليجيين قد رفعوا سقف المطالب أكثر مما طلب الأميركيون”.
ويرى منيّر أنّ الوقت سيثبت أنّ قطر سوف تتضرر، فحدودها البريّة مغلقة، وحدودها الجوية غير مفتوحة أمام البحر وإيران، وبالتالي هذا يترتب عليه صعوبات لا سيما وأنّه لديها مصالح كبيرة مع الدول الأوروبية والأميركية.
متابعاً “هناك مطالب أميركية كما يبدو جليّاً بغض النظر عن المطالب الخليجية، والأزمة في الأخير ستنتهي مع إقرار المطالب الأميركية”.
لافتاً إلى أنّ “المطلب الأول الأميركي قد بدأ يتحقق عندما تصدر المشهد الأمير تميم، إذ لا بد من تغيير حيث أنّ السياسة القطرية كانت الداعمة الأولى للربيع العربي وبطلب من الأميركيين، والآن تبدّلت الأجواء ولم يعد هناك من إسلام سياسي في السلطات وذهبت الأمور باتجاه آخر وهو “حكم العسكر” تماماً كمصر، فيما لم يتغير الموقف القطري واستمرّ الدعم خصوصاً للإخوان المسلمين في مصر مما سيشكل ضرراً على حكم السيسي”.

 

وأوضح منير أنّ “قطر قد طلبت من قيادات حماس الموجودة لديها المغادرة، كما أوقفت دعمها للإخوان المسلمين في مصر، وهذا ضمن مفهوم آخر، وهو حصول تغيير فعلي بالسياسة القطرية وبالتالي وضع الوالد جانباً، ويتردد أن حمد سيذهب لقضاء بقية أيامه في أوروبا تحت ذريعة العلاج، وبالتالي سوف تكون هناك إدارة جديدة في ظل الأمير الحالي”.

وأردف منير “من جهة أخرى فإنّ قطر قد فتحت باب الاستثمارات بشكل كبير للأميركيين تماماً كما فعلت السعودية وبالتالي فان صفقة السلاح الـ14 مليار دولار الذي عقدتها واشنطن مع الدوحة لا تكفي الأميركيين فحصلوا من السعودية على 500 مليار دولار، ومن جهة أخرى الاميركيون يريدون ورقة قطر للمناورة في وجه الروس، ومن ضمن الصفقات الدولية كذلك أن تكون قطر وحصتها بالغاز متأقلمة مع التفاهمات الأميركية – الروسية، وعليه وفي رأيي فإنّه عندما تلتزم دولة قطر هذه المطالب فإنّه لن يعود هناك من مشاكل بينها وبين دول الخليج”.

اقرأ أيضاً: إيران والصراع السعودي – القطري… فرحة مكتومة!

ورأى منير أن قطر لم تعد بعيدة عن ذلك إذ هناك تبدل في المناخ السياسي والأسلوب الإعلامي. إضافة لمغادرة قياديي حماس من أراضيها لأن هناك تسوية فلسطينية – إسرائيلية سوف تتم، مشدداً “أنّ المأخذ الأميركي الثابت هو على والد الأمير تميم الذي يحرّك السياسة القطرية، وذلك ليس انتقاماً بل بهدف تغيير النهج”.

لافتاً إلى أنّ “بريطانيا بعيدة عن هذا الجو، حتى ان الأوروبيين لم يتدخلوا في هذا الموضوع وذلك لأنّ قيادة القوات الأميركية موجودة بشكل مباشر في قطر، إذ هناك 11 ألف عسكري أميركي، وبالتالي هي تعتبر منطقة من مصالح الأميركية، والبريطانيون الذين لديهم تأثيراً هناك يسيرون مع أميركا في هذا الإطار.

السابق
المحجبة ممنوعة من التوظيف في لبنان!
التالي
نصرالله: فتوى السيستاني أدّت إلى بداية الانتصارات