جرائم داعش حفرت الرّعب في نفوس أطفال الموصل

كل يوم تخرج الصور المؤلمة من الموصل التي نجحت أمس القوات العراقية في تحريرها من داعش بشكل نهائي.

بيوت مهدمة ومسلحون يطلقون النار ولكن الواقع الاليم هو ان هذه الصور اصبحت صور اعتيادية لا تحرك الضمائر التي ماتت، الا ان معاناة الاطفال والمشاكل النفسية التي انزلها عليهم داعش خلال ثلاث سنوات لا يمكن ان تكون صورة اعتيادية .

لا شك ان معارك ضارية جرت بين القوات العراقية والتنظيم الارهابي في مدينة الموصل، ولا شك ايضاً ان في الايام الاولى التي ستلي التحرير ستكون ايام فرح وابتهاج لتزيل حجم الضرر التي انزله داعش على المدينة ولكن هذه الفرحة العراقية والدولية بالتحرير لا تستطيع تغطية المآسي التي وقعت على اطفال الموصل .

فمنظمة العفو الدولية اكدت في تقرير لها ان اطفال الموصل الذين حاصرتهم الحرب يعانون صدمات نفسية “مرعبة” جراء العنف والمعانات خلال معارك الموصل شمالي العراق لتحمل هذه المنظمة القوات العراقية وتنظيم داعش مسؤولية المعاناة التي يعاني منها هؤلاء الاطفال.

اقرأ أيضاً: صور من الموصل: جثث في الشوارع وأطفال يرتجفون من القصف

لتؤكد هذه المنظمة في تقريرها ان الاطفال الذين حوصروا في مرمى المعارك قد شاهدوا اشياء لا ينبغي لأحد رؤيتها مهما كان عمره من قطع رؤوس اقاربهم وجيرانهم، والقتل نتيجة قذائف الهاون، او تحول الناس لاشلاء نتيجة انفجار سيارات مفخخة او ألغام.

لتضيف ان الاطفال الذين جرحوا بسبب الحرب يجدون انفسهم في مستشفيات مكتظة بالسكان ما يصعب تعافيهم جسدياً ونفسياً ايضاً.

وختمت المنظمة تقريرها قائلة ان هنالك فتيات لم تتجاوز اعمارهم 11 سنة قد اغتصبوا بينما اجبر الصبيان على التحاق بالتدريب العسكري لداعش، والتعلم كيفية قطع الرؤوس ومشاهدة اشخاص يعدمون امامهم .

وفي المقابل قالت منظمة “انقذوا الاطفال” المعنية بالدفاع عن حقوق الطفل في بيان لها ان جيل من الاطفال العراقيين عرضة للاصابة بأمراض نفسية بسبب المعاناة التي مروا بها
واضافت المنظمة في بيانها ان العديد من الاطفال الذين نجوا من الصراع قد اصيبوا بصدمة نفسية شديدة ادت الى فقدان الاحساس والعاطفة خلال القذائف التي شاهدوها خلال انتقالهم الى بر الامان
ومن جهتها قالت مديرة فرع المنظمة في العراق ان المعركة في الموصل قد تكون انتهت ولكن معانات الاطفال وذكريات العنف التي تطارد الاطفال تجعلهم حتى الآن يعيشون في جحيم وذلك .بحسب مقال في “رأي اليوم”

اقرأ أيضاً: الموصل وحلب ستخرجان كل أحقاد التاريخ

وبحسب برنامج وثائقي تعرضه قناة «آر تي»، الفرنسية- الألمانية التي تستقصي من خلاله احوال الاطفال وتجربتهم خلال الحرب في الموصل ان مشاهد مخيفة قد وقعت امام اعين الاطفال، فأحدهم عمره 12 سنة وصف عملية قطع الرؤوس بالسكاكين بالتفصيل الدقيق ليبدأ بعد انتهاء الكلام بالبكاء، ليروي أخر للبرنامج كيف اخذ الدواعش اهلهم ولا يعرفون حتى اللحظة عنهم شيئا،ليؤكد هذا البرنامج الوثائقي ان كلام الاطفال قد انصب حول الخوف من داعش ومن المشاهد المرعبة التي مازالت حتى الآن راسخة في ذهنهم.

اما شهادة اولياء امورهم وبحسب هذا البرنامج فقد انصبت كلها حول ظهور اعراض مشابهة من صراخ وبكاء خلال الليل والصمت خلال النهار والميل للعزلة مع قلة تركيز واضحة باتت لدى اطفالهم .

السابق
«جنيف» تقرّ هدنة الجنوب السوري: تحوّل 360 درجة!
التالي
لقاء الحريري وقائد الجيش حسم قرار معركة عرسال