بلطجة «اليونيفيل» تمنع وصول الجنوبيين الى أرضهم

حررت المقاومة الارض ولكن جاء من يحتلها من جديد باسم الحماية الاممية. فهل يحتاج ملاك الارض الى مقاومة جديدة لاعادتها الى اصحابها؟

عبدالرضا شعيتو، ابن بلدة الطيري الجنوبية، شاب ثلاثيني عاد عام 2000 الى بلدته لينعم بالارزاق التي دفع اخوه الشهيد عبدالله، وغيره العديد من الشباب اللبناني والجنوبي بالاخص، دما ثمنا لتخرج من نير الاحتلال الى الحرية.

لكنه الى اليوم ومنذ العام 2006 لم يتمكن من وطء ارضه (العقار رقم 1656) هذه، لان الدولة اللبنانية وضعتها بتصرف قوات اليونيفل عام 2006، حيث كانت قبل هذا التاريخ محتلة ويقيم الاحتلال عليها موقع “الجاموسة” الذي كان يقصف البلدة والقرى المشرف عليها. ويبدو انه سيعمل على اطلاق مقاومته الجديدة المدنية ضد “اليونيفيل” اذا صح التعبير.

إقرأ ايضا: البلجيكية في الطيري تحيّ ذكرى جنودها

وفي اتصال مع عبدالرضا شعيتو، الأب لثلاث بنات صغار، صاحب محطة بنزين، شرح مأساته، قائلا: “هناك اناس كُثر وضعهم كوضعي، ولكن صامتون لا يجرأون على الكلام لانهم مستفيدون من خدمات “اليونيفيل” كآل خوري مثلا، الموظفين مع اليونيفيل، اضافة الى البعض، وهم موظفون”.

ويضيف، شعيتو، فيشرح لـ”جنوبية” بالقول: “مساحة ارضي تبلغ 5000 متر، والمشكلة انه ما عندي غيرها، انا بالنهاية اريد فكها من سلطتهم، وهم لا يريدون الخروج منها”.

فقد “قصدت مخابرات الجيش، فلم يسمعوني، والبلدية تقول انه لا علاقة لها ربما لانهم يساعدونها بتأسيس مستوصف، اما حزب الله فلا يمكنه اصلا التدخل، وقد كتبت “بوست” عالفايسبوك، فاستدعوني للتحقيق تحت عنوان اني احرّض على اليونيفيل، واوقفوني كالمجرم على الحائط”.

وتابع عبدالرضا، بالقول “لم يدعمني أحد من السياسيين”. ويؤكد عبدالرضا انه “لا يريد بدل ايجار ارضه لا من اليونيفيل، ولا من الدولة، التي لم تدفع له قرشا منذ استئجار الارض، بل اريد ارضيّ لاستمتع بها، وهذا حق لي، ولاستفد منها”. و”انا استدنت أصلا من اجل تأسيس مصلحة كما يقال “باللحم الحيّ”، اعمل بها، فلو ان ارضيّ بتصرفيّ لكنت بعتها لأسدد ديوني، واكملت مشروعي الخاص”.

“علما ان بدل ايجار الدونم الواحد50 الف ليرة فقط لا غير. وقمت لاحقا بقطع الطريق امام مركز اليونيفيل، فلم يبق مخلوق في المنطقة الا وحضر ليقنعني بفتح الطريق. فكتبت لهم على الحائط ان “هذه الارض محتلة””.

ويبدي عبدالرضا شعيتو، صلابة غير عادية، وهي نادرة الا عند من عرف طعم احتلال الارض، فيقول عبد الرضا: “لست مضطرا أيضا للاستدانة بسببهم”.

وفي اتصال مع محام مطلع على الملف، لكن غير مصرّح له بالكلام، يقول لـ”جنوبية”: “ان هذه الارض موقعها استراتيجي، وهي بيد الأمم المتحدة، لكن السلطة اللبنانية يجب ان تدفع بدل ايجارها، بناءا على القرار1701″.

فـ”لا جواب من الحكومة اللبنانية حيال الايجارات المتأخرة على صعيد الجنوب ككل، الا جواب واحد انه لا اعتمادات مرصودة للموضوع”.

إقرأ ايضا: الكتيبة الفنلندية – الايرلندية احتفلت بعيد القديس باتريك في الطيري 

ومن اشهر الذين تحركوا ايضا، عدا شعيتو، المواطن الجنوبي علي حديب من بلدة برج الشمالي، صاحب أرض، وضعت الدولة يدها عليها وسلمتها للقوات الدولية. ويقول الكثيرون من اصحاب الارض انهم منذ 2011 لم يقبضوا اي قرش جراء هذه الايجارات، علما ان مدة الايجار محدودة، لكنهم تخطوا المدة المتفق عليها.

مع الاشارة الى ان الاهالي لم يعرضوا ارضهم للايجار، كما يظن العديدون، بل ان السلطات اللبنانية هي التي فرضت على الاهالي ايجارها. وهذا الموضوع يُعتبر من المحرمات الحديث عنه، خاصة ان عددا من الاهالي، ومنهم عبدالرضا شعيتو قد قصد كل الجهات السياسية والامنية والعسكرية لكن لا جواب.

وتعتبر ارض عبدالرضا شعيتو في الطيري المركز الثاني من حيث المساحة بعد مركز الناقورة حيث تضع اليونيفيل يدها عليها. ففي برج رحال مثلا هناك 100 دونم مستأجرة في موقع واحد، اضافة الى آلاف الدونمات المحتلة من قبل اليونيفيل في الناقورة لوحدها. مع الاشارة الى ان عبدالرضا تقدّم ايضا بدعوى لدى قضاء بنت جبيل في 21/6/2017.

إقرأ ايضا: الوحدة الفرنسية في الطيري تخلي مركزها مطلع الصيف وكتيبة فنلنديـــة تشغله في الربيـع

ويبقى السؤال من يحمي المتضررين من بلطجة اليونيفيل؟ ومن يمنع وصول الحق الى اصحابه؟

السابق
شركة تسلا تعلن عن أسطح قرميد تعمل بالطاقة الشمسية
التالي
⁠هكذا استقبل الموقوفون عيتاني في النظارة