«الاسلاموفوبيا» في أعلى معدلاتها في أوروبا

54 حادثة يومياً تُسجل مقابل متوسط يومي يقارب 38 حادثة ضد المسلمين في ألمانيا منذ بداية العام 2017 بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، في وقت ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً بمقدار خمس مرات في الهجمات ضد المسلمين منذ هجوم مانشسترالأخير حيث ارتفعت الحوادث العنصرية الى 40% منذ بداية هذا العام. هو الاسلاموفوبيا وهي العنصرية تجتمعان سوياً لتنذرا بكارثة هي الأعظم.

بيانات للشرطة البريطانية  أشارت إلى أن الجرائم المعروفة ضد المسلمين وصلت إلى 20 جريمة يومياً، مقابل متوسط يومي أقل من 4 جرائم منذ بداية العام الجاري. وآخرها، مهاجمة مسلمة وقريبها بالأسيد شرقي لندن في الواحد والعشرين من شهر حزيران الماضي. وقد سلم المشتبه فيه جون توملين، البالغ من العمر 24 عاماً، نفسه لشرطة أسكتلندا يارد. توملين كان قد هاجم جميل مختار وريشام خان أثناء انتظارهما بسيارتهما عند احدى اشارات المرور، مما أدى الى تشوهات في وجه ريشام، بينما دخل مختار في غيبوبة.وفي حين استبعدت الشرطة في البداية الدافع الديني أو العنصري للجريمة، لكنها ما لبثت أن تأكدت من تصنيف الهجوم على أنه جريمة كراهية عندما ظهرت أدلة جديدة في نهاية حزيران بشأن الحادث.وأعرب المتضرر مختار، قبل أن تبدأ الشرطة تحقيقاتها، عن اعتقاده أن استهدافهما كان بسبب دينهما. وقال إنه كان يحسب الأمر نكتة عندما ضرب الرجل نافذة السيارة ورش المادة الحارقة عليهما.

وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية  إلى أن الحوادث المسجلة النابعة من الإسلاموفوبيا بعد هجوم جسر لندن تعد أعلى من تلك التي وقعت بعد مقتل لي ريجبي في العام 2013، وهجمات باريس الإرهابية في تشرين من العام 2015. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة قولها،” إن طبيعة هذا الارتفاع في جرائم الكراهية مختلفة أيضاً عما حدث العام الماضي بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

مركز “تيل ماما” المستقل أشار الى الارتفاع الضخم في تلك الجرائم، حيث سجلت 66 حادثة عنصرية خلال 3 ايام وتم إعلام المركز بها بدلاً من الشرطة البريطانية.ورغم أن الأرقام تحمل دلالة كبيرة، فإن الشرطة البريطانية وخبراء المجتمع يعتقدون أن هناك عدداً هائلا من جرائم الكراهية لا يتم الإبلاغ عنها. وفي بيان لمركز “تيل ماما” فقد أتت الاحصاءات على الشكل التالي:

141 جريمة كراهية بعد هجوم مانشستر الذي وقع في 22 أيار الماضي، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 50% مقارنة بـ25 جريمة كراهية كمتوسط يومي، وبعدها بأسبوع انخفض عدد الجرائم إلى 37 يومياً، قبل أن يرتفع مجدداً إلى 63 بعد هجوم جسر لندن.

في المقابل، دعا عمدة لندن، صادق خان، وهو مسلم كل اللبنانيين للتوحد و”بعث رسالة واضحة لكل العالم أن مدينتنا لن تنقسم بسبب هؤلاء الأشخاص المشينين الذين يسعون لإضرارنا وتدمير حياتنا”.

وفي سياق متصل بجرائم الكراهية، كشفت كاميرات المراقبة في إحدى محطات المترو في ضاحية “نيو كولن” بالعاصمة الألمانية برلين، لحظة قيام مجهول بركل فتاة محجبة على ظهرها ورميها من أعلى الدرج، دون ذكر هوية الفتاة الضحية.ونشر موقع صحيفة “بيلد” الألمانية على صفحته الرسمية مقطع الفيديو الذي أظهر بضعة شبان لم يحركوا ساكناً وكأنهم يوافقون الجاني على فعلته.علماً  أن ضاحية نيو كولن تعتبر ملتقى العرب في برلين.

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=gnjuYsaeF68]
بحسب تقرير أوروبي، وصلت جرائم الكراهية الناجمة عن التمييز والتعصب ضد المسلمين في أوروبا، خلال العام 2015، إلى مستويات مثيرة للقلق، بحيث بلغت نحو ستة آلاف و811 جريمة في عدد من الدول الأوروبية، فيما نشر تقرير صادر عن مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الانسان” التابع لـ”منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، نوعية الجرائم التي تمثلت بالاعتداء على محجبات واضرام النار في المساجد ودور العبادة، حيث يستند التقرير الى سجلات الشرطة وبيانات المجتمع المدني في عدد من البلدان الأوروبية.

تعود الأحكام المسبقة على المسلمين لمئات السنين، إلا أن عوامل مكافحة الإرهاب، والأزمة الاقتصادية العالمية، والتعدد الديني والثقافي، رفعت حدة جرائم الكراهية ضدهم في الآونة الأخيرة. وجاء في التقرير أن “الخطاب المعادي للمسلمين، ناجم عن الوصف الذي يدمج الإسلام بالإرهاب والتطرف، وعن تشكيل المجتمعات المسلمة تهديداً للهوية الوطنية”، بالاضافة الى أن” ثقافة المسلمين توصف بأنها الوحيدة التي لا تنسجم مع حقوق الإنسان والديمقراطية”.

 

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=Re2g5O8HRso]

وتعد بريطانيا من البلدان التي تصنف فيها اكثر جرائم الكراهية بحسب منظمتين للمجتمع المدني هما ” تيل ماما” و “مند” . ورصدت هاتين المنظمتين حالات كمحاولة دفع امرأة محجبة أمام القطار، وتعرض أخريات لهجمات بأسلحة صيد، إضافة إلى إضرام النار في المساجد، والهجوم بالقنابل على “المركز الثقافي الإسلامي” والإضرار بالمقابر والأماكن المقدسة للمسلمين.لهذا السبب، سعت الحكومة البريطانية لوضع  خطة عمل لمواجهة الإسلاموفوبيا، ورصدت أكثر من مليون جنيه استرليني لتعزيز خدمة متخصصة في رصد حوادث الكراهية ضد المسلمين وتسجيلها ودعم الضحايا.

اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا مرض عربي أيضاً

من جهة أخرى، قامت المانيا، برلمانياً، باقرار مشروع قانون تقدمت به الحكومة يلزم ادارات وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التصدي لجرائم التحريض على الكراهية عبر هذه المنصات الالكترونية ومكافحتها.وتنص بنود القانون الذي اقترحه وزير العدل هايكو ماس على منح الشركات القائمة على تشغيل المنصات الإلكترونية مهلة 24 ساعة لحذف المشاركات ذات المضمون الذي يجرمه القانون، مثل التحريض العنصري والتهديد والتمييز الديني والعرقي، وفي حال مخالفتها ستدفع غرامة تصل الى 50 مليون يورو.

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=lzQ-1Vvy8Ow]

أثار القانون احتجاجات الشركات الرقمية ومنظمات الدفاع عن حرية الرأي في ألمانيا حيث عبر تحالف عريض لاتحادات ألمانية وشخصيات وجمعيات معنية بالدفاع عن حرية الرأي عن قلقه على حرية الرأي في البلاد، نتيجة هذا القانون.

يتابع العالم بقلق بالغ انتشار لغة الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المرئية، حيث أعرب مكتب حقوق الإنسان عن قلقه إزاء ما سماه الانتشار السريع لخطاب الكراهية العنصرية عبر الحدود، فوسائل اعلام ألمانية لا تزال تستخدم لحد الآن كلمة “الارهاب الاسلامي”، وهو ما يعتبر تحريضاً واضحاً للشعب الألماني ضد الاسلام والمسلمين.

اقرأ أيضاً: ترامب يهاجم مهاجرين مسلمين ويصفهم بـ«الحيوانات»

 

 

السابق
بلدية عمشيت تنظم معرض حرفي تراثي
التالي
مصانع اسلحة لـ«حزب الله» في الهرمل والزهراني!