النداء الحرّ الأخير إلى آخر المعلّمين الأحرار

غداً تنتخبون مجلساً جديداً لنقابتكم.

يوم الأحد هذا، سيكون يومكم الميمون.

لطالما حافظتم على استقلالية قراركم النقابي الحرّ، رافضين الرضوخ للترغيبات والترهيبات، على أنواعها وفي أشكالها كافةً.

يملأني اليقين العقلي والروحي أنكم ستذهبون غداً الأحد إلى صناديق الاقتراع، وأنكم ستصوّتون بكثافة لكرامتكم النقابية، وأنكم ستقدّمون برهاناً جديداً آخر، ساطعاً، وناصعاً، ومهيباً، يضاف إلى سجلاّتكم المشرّفة.

لكن المسألة ليست هنا. وينبغي لي أن أضعكم في حقيقتها التي وصلتني أصداؤها تباعاً، وبلغت ذروتها صباح هذا اليوم السبت.

لقد عرفتُ أن الكيل قد طفح في الآونة الأخيرة، وأن الكثيرين منكم يتعرّضون للضغوط الهائلة، وخصوصاً في مناطق جبل لبنان. بل في كلّ لبنان، وحيث ملكت أيمانهم.

عرفتُ أنهم يتصلون بالعديدين منكم، فرداً فرداً، ويلاحقونكم إلى بيوتكم، ويهدّدونكم بلقمة عيشكم، وأنهم يرغّبونكم أيضاً، ويستفزّون مشاعركم الدينية، ويدغدغون الغرائز، ويستخدمون أساليب التحريض الطائفي والمذهبي البغيض من أجل حملكم على إسقاط نعمة محفوض.

نعمة محفوض، أيها المعلّمون، ليس “داعش”، وليس “الشيطان الرجيم”. على الرغم من ذلك، “يدعّشونه”، و”يشيطنونه”، ويرجمونه، ويرمون عليه أبشع الأوصاف.

لقد بات الجميع يعرفون أن رأس نعمة محفوض هو السبيل إلى تحقيق ما يصبون إليه.

يقولون ما يأتي: نقطع رأس نعمة محفوض، فنسدّ البوز الذي يرتفع بصرخة الحقّ، ونسيطر على نقابة المعلّمين، فيستتبّ الركوع، والرضوخ، وتربح الوصاية السياسية… والدينية على المدارس والمعلّمين.

ليعلم القرّاء ما يأتي:

شخصياً، لا أعرف شخص نعمة محفوض. ولم أسلّم عليه يوماً. ولم أجتمع به. ولا تربطني به أيّ علاقة، سوى أنه مناضل نقابي، وأنه نقيب للمعلّمين يدافع عن الحقوق، ويطالب بها.

هذا من جهته، أما من جهتي، فيربطني به أني أقف إلى جانب النقابيين الأحرار الذين يرفعون الرأس عالياً، ولا يهابون السلطات، ويرفضون أن يطأطئوا الجبين.

لهذا السبب أعرف تمام المعرفة أن رأس نعمة محفوض هو رأسي أنا، مثلما هو رأس كلّ شخص مستقلّ، وكلّ مواطن مدني حرّ.

لا أدعو إلى إعادة انتخابه من أجل “سواد عينيه”، بل حمايةً للعمل النقابي، ولصفع الوصاية السياسية والدينية، التي لا تشبع.

إن إعادة انتخابه، تكتسب في هذا المعنى أهمية مطلقة: إنها ترمز إلى المحافظة على الكرامة النقابية الحرّة.

إقرأ أيضاً: لا تتركوا نعمة محفوض وحيداً

في لحظات الترهيب، قد تصاب بعض النيّات بالزعزعة. إياكم، أيها المعلّمون، أن تتزعزعوا، وأن تزحطوا على قشرة موز الوصايات والترهيبات والترغيبات.

لا تنصتوا إلى الترهيب الذي يُعمَّم على نفوسكم وعقولكم وعيالكم، بالطريقة الدنيئة والسافلة التي يمارسها أصحاب الشأن، الدنيويون والدينيون على السواء.

إن إعادة انتخاب نعمة محفوض تتخطى شخصه، لأن نجاحه غداً الأحد بالذات، يمثل رفضكم لإخضاع العمل النقابي لسلطة السياسيين ومداخلات رجال الدين الرخيصة.

إقرأ أيضاً: وظائفكم مهددة ولقمة عيشكم سنقطعها… اذا انتخبتم نعمة محفوض!!

هذا هو النداء الحرّ الأخير إلى آخر المعلّمين الأحرار في المدارس الخاصة.

دعوا الصناديق تنطق بكرامتكم غداً الأحد. ولا تخافوا.

كلّ صوتٍ يذهب إلى نعمة محفوض، إنما يدخل توّاً في السجلّ الذهبي للكرامات الوطنية التي ترفض الاستسلام. فلا تستسلموا.

السابق
إمّا أن نهدم الأوثان أو أنّها ستقتلنا
التالي
الرصاص العشوائي يصيب رأس طفل في حارة الناعمة!