رفع علم لبنان واسرائيل على شاحنة «come together» خيانة… ولكن!

التعامل مع العدو الاسرائيلي يعتبره القانون اللبناني، عمالة "نقطة عالسطر" لكن في عصر العالم الافتراضي من مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً الى الألعاب الالكترونية التواصلية كيف يمكن للدولة اللبنانية أن تكون حازمة في هذا الصدد تحت شعار " ممنوع التواصل والتعاطي والترويج لفكرة لمجرد ارتباطها بـ"اسرائيل" ؟

صفحات فايسبوك تجمع لبنانيين واسرائيليين في مجموعات تواصل وصداقة وهنا يتجلى الاتصال مع العدو الاسرائيلي بشكل علني. المواطن اللبناني، الذي يسكن الأرض اللبنانية ويحمل جواز سفر تزينه الأرزة الرسمية بلونها الزيتي، يقف حائراً أمام قانون متقادم لا يمس الا من ارتكب “الخيانة” على طريقة الأدلة المادية، في حين يحمل العالم الافتراضي ما هبَ ودبَ من محرمات في القانون اللبناني.

فيديو جديد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر شابين، بينهم لبناني، يركبان على ظهر شاحنة ليلاً. ويحمل هذا الشاب اللبناني في يده علماً لبنانياً وفي اليد الأخرى علماً اسرائيلياً وصديقه يصوره. معلومات ذكرت أن المظاهرة ليست في لبنان انما في مدريد وتحديداً لمجموعة المثليين حيث اشتعلت مواقع التواصل منتقدة ما يحصل من تعاطف وترويج للعدو الاسرائيلي ومن انتقد ميولهم الجنسية. اللافت أن هذه الشاحنة تحمل عبارة ” come together” وهذا يعني ان لبنانيين واسرائيليين يجمعهم الود ما يوضح تعاملاً فاضحاً مع العدو.

التعليقات التي وردت على “انستغرام” تشير إلى أن الشابّ حامل آلة التصوير هو اللّبناني علي روماني من خلال حساباته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي التي تبين كونه الشخص الظاهر في الفيديو.

وقمنا بالاستفسار عن هذه الحالة ومدى اعتبارها تحت خانة “التطبيع مع العدو الاسرائيلي” حيث شدد النائب السابق والمحامي نزيع منصور”لموقع جنوبية”، على “أن كل ما يذاع بما فيه ترويج للعدو الاسرائيلي يدخل ضمن خانة التطبيع والتعامل وهذا أمر يعاقب عليه القانون اللبناني” مضيفاً “انه طالما ان لبنان في حالة عداء مع اسرائيل فان هذا الشخص الذي رفع العلم الاسرائيلي أو روج للعلم الاسرائيلي الى جانب اللبناني عبر آلة التصوير فان ذلك يعتبر خيانة ضمن قانون العقوبات اللبناني”.

في المقابل، وجد البعض هذا الفيديو “حرية شخصية” أو رأي طبيعي، وهذا ما انتقده المحامي منصور اذ لفت الى أنه” لا يوجد رأي شخصي على المستوى الوطني” مؤكداً “أن التعامل مع العدو الاسرائيلي جرم يعاقب عليه خصوصاً ان هناك ترويج للفكرة من خلال تواجد الشاب اللبناني في هذا الموقف بشكل علني ومؤيد لما يحصل “.

و لم تكن المرة الأولى التي تثار فيها مسألة التطبيع مع العدو الاسرائيلي فهناك أبطال فنانون وقعوا في الفخ الاسرائيلي. كاتب مصري يدعى أنيس الدغيدي عرض معطيات في هذا الشأن في السنوات الأخيرة من بينها  للفنانة اللبنانية نانسي عجرم التي كانت عرضة لفخ إسرائيلي نجت منه بأقل الخسائر الممكنة، بعد اقتحام صحافية إسرائيلية مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في عمان على هامش مهرجان جرش، لسؤالها عن موقفها من الجمهور الإسرائيلي الذي يحب فنها، ما لبثت أن تداركت الأمر نانسي  ورفضت الإجابة عن السؤال وكأنه لم يطرح أصلاً، قبل أن يتبرع الزملاء الأردنيون بطرد الصحافية من قاعة المؤتمر.

ومن عمان ، كان الفخ الإسرائيلي حاضراً ليقع في براثنه الفنان اللبناني إيلي الشويري أثناء عرضه مسرحية “صح النّوم” فوجد نفسه ضيفاً على صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة، بعد أن ادعى محاوره الإسرائيلي الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة، أنه فلسطيني من عرب 48، غير أنّ نشر المقابلة في الصحيفة العبرية، جعله يتيقن أن ثمّة من أوقعه في الفخ، مؤكداً أن الصحيفة حورت إجاباته بعد رفضه التطرق إلى مسائل سياسية حساسة.

اقرأ أيضاً: السياسـة تحمـي التعامـل مـع إسرائيـل؟

وحوداث أخرى تعرّض فيها فنانون ورياضيّون لمواقف مماثلة إثر تواجدهم برفقة إسرائيليّين في محافل دوليّة أو بسبب صوراً اتخذها هؤلاء مع معجبين دون التحقيق معهم حول جنسيّتهم .بدورها اسرائيل تقوم بالسعي دائماً لاقامة علاقات مبطنة غير مباشرة وكأنها أصبحت “منَا وفينا” لانها تدرك جيداً أن مصير أن تكون دولة في العالم العربي أمر صعب.

ينشد الجنود الإسرائيليون في أحد مقاطعه أغنيةً للبنان حيث يرفعون أصواتهم «ليفانون ليفانون». وتكتفي بالشوق الإسرائيلي إلى بيروت لكن يبقى في اطار القانون اللبناني أي رباط وثيق وموثق مع العدو الاسرائيلي عمالة في وقت يسرح ويمرح العدو الاسرائيلي في تفكيك العقدة الكترونياً. القرار في المحصلة بيد كل لبناني، قرار وطني!

اقرأ أيضاً: حزب الله يُفرط في استخدام العمالة ويُسقط عنها العار

السابق
ما بعد «داعش»: مرجعية سنّة العراق سعودية أم قطرية؟
التالي
وزير التربية يعلن عن نسب النجاح في الثانوية العامة