ندوة شمس الدين عن «القانون الانتخابي»: يشرّع التشرذم ويعيد انتاج السلطة!

أقفل شهر حزيران الماضي على احتفالية لبنانية وهي ولادة القانون الانتخابي العتيد بعد طول مخاض واقراره في المجلس النيابي، ولكن هل هذا القانون جاء على مستوى طموحات اللبنانيين الذين يتوقون الى تحديث نظامهم السياسي والغاء الطائفية أو إضعافها على اقل تقدير.

البازرات السياسية  فتحت بعدما عملت السلطة السياسية على تمديد وهمي رغم الادعاء برفض التمديد، والقانون أصبح في طبخة على نار حامية. المضحك المبكي أن السياسيين الذي “سهروا الليالي من أجل انجاز قانون ” 90% منهم لا يعرفون ماهيته ! لكن الأجدى أن يعرف الناس أكثر عن هذا القانون الجديد ليدركوا كيف ستتم هذه “الحسبة”.

 

هذا ما قام به الباحث في الشركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في ندوة خصصها لمعرفة القانون أكثر وتفصيله. مع العلم أن لشمس الدين موقفه من هذا القانون، وبرأيه، “يجب محاربته لانه يشرع التشرذم ويعيد انتاج السلطة نفسها.

وبدأ شمس الدين باستعراض نموذج عن عملية الانتخاب عبر قانون النسبية على أساس 15 دائرة والصوت التفضيلي على أساس القضاء.

على سبيل المثال، لنأخذ محافظة الشمال، لنفترض وجود 6 أقضية فيها:

عدد الناخبين: 246 الف ناخب.

عدد المقترعين: 140 ألف مقترع.

قسمة على عدد المقاعد أي 10 مقاعد

( 140 الف مقترع / 10=14000 ) وهو الحاصل الانتخابي

لائحة A  60 ألف مقترع

لائحة B 50 ألف مقترع

لائحة C 15 ألف مقترع

لائحة D 6 الآف مقترع

لائحة E 6 آلاف مقترع

لائحة F 6 الآف مقترع

وتتم قسمة نسب كل اللوائح على الحاصل الانتخابي ( 140 ألف مقترع / 14000=10 مقاعد) وهذا يعني أن كل لائحة تشكل 14000 (الحاصل الانتخابي) تحجز مقعداً.

فاذا نظرنا الى اللوائح المذكورة أعلاه نستنج أن A,B,C  هي اللوائح الفائزة في كمرحلة أولى وأما باقي اللوائح فخاسرة لانها حصلت على 6 الآف مقترع وهذا أقل من الحاصل الانتخابي.

وعندما يتم جمع المقترعين في لوائح A,B,C

يصبح لدينا ( 125 الف مقترع) مقسمين على عدد المقاعد أي:

125 الف مقترع / 10 مقاعد= 12500

عندها كل نسبة مقترعين في لائحة معينة تقسم على 12000 وهنا نحصل على:

لائحة A: 60 الف مقترع / 12000= 4.8 مقاعد

لائحة B : 50 الف مقترع / 12000=4 مقاعد

لائحة C : 15 ألف مقترع /12000= 1.2 مقاعد

بهذا تحصل لائحة A  على خمسة مقاعد

لائحة B على اربعة مقاعد

لائحة C على مقعد

وهنا يأتي دور الصوت التفضيلي المحصور بالقضاء فقط:

أي بلائحة معينة مثلاً لائحة A  فيتم احتساب أكثر شخص حصل على اكبر نسبة من الاصوات التفضيلية .

اقرأ أيضاً: شمس الدين: عدد مقاعد تيّار المستقبل تُحدّدها تحالفاته

في سياق متصل، يرى المحامي والناشط الحقوقي واصف الحركة أن هذه السلطة هي سلطة أمراء الفساد، هؤلاء اختاروا اللعب عبر خطة شيطانية على قانون أعطيت له تسمية “النسبية” وكأنهم يريدون عدالة التمثيل معتبراً أنه “أضرب” من الستين. ويشرح الحركة أن الغاية من الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي يتمثل باقصاء العدد الأكبر من الأصوات على عكس ما تنادي به النسبية حيث تتمثل الاطياف كافة . ويضيف الحركة أن القانون الجديد لا يؤدي الا لتكريس الطائفية بعدما استحوذت المذهبية على قانون الستين.ورأى الحركة أن الهدف الاساسي من مجموعة الحراك الأهلي والمدني هو باحتضان المواطن المتضرر من سياسة البلد وصولاً لتأمين الصالح العام عبر انتخابات التغيير.

كلمات اختصرها الحركة تضمن الوصول لبلد حقيقي:المواطنة، الدولة، تأمين فرص عمل ، استثمار الكفاءات والتغيير آت.

اقرأ أيضاً: محمد شمس الدين: اللبناني ينتخب غرائزياً

السابق
نعمة محفوض: السلطة ورجال الدين يحاربوننا
التالي
جمعية قل لا للعنف نوهت بدور الجيش في المحافظة على الامن