تذهيب المقامات «مرجوح» وليس حراما

تتكاثر الاحاديث والاقاويل من مختلف الجوانب عن الدين والاحكام الشرعية اذ اصبح المنظرون كثر علما انّ لكل اختصاصه، الا بالمسائل الدينية كل الناس متخصصون به.

محصورا برجال الدين لان هناك من تلبس بالدين وهو لا يفقه الدين على قاعدة خالف تعرف، وانما من يريد الحديث او الكلام عليه ان يعرف ويفقه الى ما يؤدي كلامه وقد ورد عن رسول الله “ص”، (من افتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار). وعن الامام الباقر (ع)، (من افتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه).
ويمكن ان نوعزالسبب في عدم تصدي الفقهاء لبعض المعممين او بعض المتطفلين على الرواية والدراية، فمسألة التعرض للمسائل العقائدية او الفقهية او التاريخية اصبحت على كل لسان والجميع له رأيه والمسائل كثيرة لا يسع المقام لسردها واخيرا وضع المساجد والمقامات وتذهيب القبب أثار لغطا كثيرا الا ان الامر بسيط، لان التشريع وضع حدودا واحكاما لكل مسألة عندما فرض الله تعالى على المكلفين ان يؤدي المكلف ما عليه من حقوق من الخمس والزكاة والنفقة على الوالدين والعيال والاولاد حسب المعطيات الشرعية.

اقرأ أيضاً: ما هي المعوقات العقائدية التي تمنع الشيعة من الإنخراط في الدولة الحديثة؟

أما غير ذلك فالناس مسلطون على اموالهم لهم حرية التصرف بشرط عدم الاسراف والتبذير بالاضافة الى عدم السفاهة في صرف ما يملك. لذا من تبرع او وقف مالا” لمسجد او مقاما” او قبة، هذا شأنه. وفيه وجهة نظر ان المكلف يريد ان يبرز مدى اهتمامه بعتباته المقدسة وهذا منوال كل الامم التي تحب ان تبين علاقتها بمن تنتسب اليه وهذا امر مشروع ومحبوب بل مستحب، نعم نقول: انه لا يجوز صرف الاموال والحقوق الشرعية على مثل ذلك لوجود الحاجة من اعالة المحتاج والمعوق والفقير وذلك يحتاج الى ادارة عامة من المرجعية للاموال الشرعية وهذا للاسف نرى فيه نقصا” وعوائق كثيرة بسبب تعدد المرجعية وعدم وجود بيت مال المسلمين.


وهذا الامر من قبيل صرف الاموال كبناء القصور وتشجير البساتين حق مشروع للمكلف وليس واجبا” عليه ان لا يبني او يشجر او يستثمر اذا كان قد ادّى ما عليه من واجبات شرعية. وعليه الجمع بين اعالة الفقراء ومساعدة المحتاجين وعمارة المساجد، وتذهيب القبب يكون المرجوح على المستويين الاخلاقي والشرعي اما ان يتحدث من لا يفقه ويجهل ما يقول: لانه يعرف ان يكتب كلمتين في مجلة او موقع او يتعاطى وسائل التواصل او يفرح لسماع محاضرة او كلمة توافق اهواءه.
نحن لسنا ممن يمنع الحديث والنقاش والتسلط في الرأي مرفوض، ولكن لتكن الاراء مبنية على الموازين واهل الاختصاص على قاعدة “ولا تقف ما ليس لك به علم”.

اقرأ أيضاً: ضرورة تحديث الخطاب الديني

السابق
جمعية قل لا للعنف نوهت بدور الجيش في المحافظة على الامن
التالي
الحزب اللبناني الواعد: لدعم القوى الأمنية في مكافحة الإرهاب!