هل يُعيد اللواء عباس ابراهيم النازحين الى سوريا؟

منذ بداية النزوح السوري الى لبنان عام 2001 ، وما خلفت معه من أشكال سواء عبرالتعاون او اللامبالاة او المساندة. فرض على لبنان البحث عن حلّ لهذه الازمة الكبيرة. فاعداد الهاربين الى بلبنان، وصل الى حدود المليوني نازح خاصة ان الحدود اللبنانية- السورية مفتوحة وطويلة، ولطالما كان للتهريب منافذه العديدة عدا عن المنافذ الرسمية.

اللافت هو رفض اطراف في حكومة لبنان اقامة مخيمات للاجئين على الحدود، كما فعل الاردن والعراق، خوفا من تحوّل هذه المخيمات الى أماكن ثابتة كما حصل مع المخيمات الفلسطينية في لبنان.

إقرأ ايضأ: درباس: النزوح السوري غير قابل للاحتمال

ورغم الرفض الرسمي اللبناني للتواصل طيلة هذه السنوات مع وزارة الخارجية السورية او مع السفير السوري علي عبد الكريم علي، والتي افرزت العديد من الاشكالات على كافة الاصعدة فبعد ست سنوات عاش الطرفين اللبناني والسوري مأساة، الاولى من الجهة السورية حيث أكّدت مصادر سياسية أن قناة التواصل بين لبنان وسوريا فتحت أخيرا للبحث في عودة النازحين السوريين إلى المناطق القريبة من الحدود مع لبنان.

واللافت هو رفض جهة لبنانية أساسية للتواصل مع النظام انطلاقا من مبدأ عدم التواصل مع نظام مجرم.

وهذه القناة التي هي اللواء عباس ابراهيم قد حظيت بمباركة رئيس الحكومة سعد الحريري لأن التواصل والتنسيق كان في عهد حكومتين سابقتين وأن اللواء ابراهيم شخصية أمنية تتولى التواصل مع سوريا في ملفات حساسة منذ ما قبل الازمة السورية.

في هذا الاطار، يرى محلل سياسي، مطلع على الاجواء، ان “المأزق الذي تعيشه الحكومة اللبنانية وحالة الانقسام السياسي بين مؤيد ومستعجل لحل هذا الموضوع، وبين رافض لفتح علاقة مع الجانب السوري، وخصوصا كل من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، كلف اللواء ابراهيم بهذه المهمة كون علاقاته لم تتوقف مع النظام السوري، والجميع يعرف هذا الامر. وقد يكون هو المخرج لوقف الصراع حول الامر كونه كلف من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون”.

ولكن السؤال هل يقبل النظام السوري بهذه القناة؟ يؤكد المحلل السياسي الذي رفض الكشف عن اسمه، “فبحسب ما قاله اليوم السفير السوري علي عبد الكريم علي في تصريحه يظهر انهم يريدون المماطلة بالامر، ولكن هذا لا يعني عدم السير بالملف، ولكن الهدف من المماطلة خلق مشكلة داخل الحكومة اللبنانية للنيل من اخصامهم”.

إقرأ ايضا: اللواء عباس ابراهيم ينقل رسالة من روسيا.. فماذا تضمنت؟

ويتابع هذا المصدرالاعلامي،”ان الفريق المعارض لفتح قناة اتصال مع النظام السوري سيظل على مواقفه من فتح العلاقة الا عبر المخرج الذي تم الاتفاق عليه اي عبر اللواء عباس ابراهيم او عبر الامم المتحدة للبدء بعملية انتقال اللاجئين”.

ولكن لماذا رفض الطرف الداعي لفتح العلاقة مسألة الانطلاق بالامرعبرالامم المتحدة؟ يؤكد المحلل السياسي اللبناني: “ان مشكلة الحكومة في لبنان هو صراع الاجنحة المتكسرة في المؤسسات الكبيرة، وكان يمكن حلّ المسألة عبر اللقاء السوري اللبناني الاممي، على غرار اللقاءات التي تتم في الناقورة مع الجانب الاسرائيلي، فيما يخص الجنوب”.

ويرى انه “ليس بهذه السهولة ستتم اعادة النازحين قبل وضوح الصورة في المناطق الآمنة لدى السوريين أي ان الملف سيكون شاملا، فثمة تعقيدات في الشارع اللبناني ايضا، منها ان الحزب القومي السوري الاجتماعي هو من يتولى فتح الملف حكوميا”.

علما ان “حزب الله طرح نفسه كوسيط، مشترطا تكليفه رسميا، الا ان الحكومة لن تمنح حزب الله هذه الاكرامية حتى لا يكون الحل عن طريقه”.

اضافة الى “ان تكليف اللواء ابراهيم يمثّل الدولة اللبنانية، وهو الذي نجح في عدد من الملفات”. كما ان موضوع “اللجوء السوري شكّل للبنان أذية كبيرة، ولم يتم تسليط الضوء عليه الا بعد عملية عرسال، وانسحاب داعش من الموصل”.

إقرأ ايضا: ارتفاع نسبة الجرائم في لبنان وارتباطها بالأزمة السورية

وختم المراقب والمحلل السياسي لـ”جنوبية” بالقول: “ان المشكلة اكبر من لبنان، فاللاجئين الذين عادوا الى حلب ودير الزور وادلب لم تتم عودتهم الا عبر المظلة الروسية. ومسألة عودة اللاجئين من لبنان لن تتم الا بتنسيق اميركي- روسي، ولن يتم الامر قبل وضوح الصورة بشكل عام في سوريا”.

السابق
الوزير المشنوق يدعو إلى الثورة!
التالي
طلاب لبنان يطلقون صرخة: خليَها ONE PACKAGE انترنت وفرصة عمل!