داعش في الموصل: «فص ملح وداب»

السيد علي الأمين
سؤال يلّح على الكثيرين أين تنظيم داعش بعد الموصل أين الجثث أين الأسرى أين الأسلحة اين الأسرى؟

ثمّة قوة عسكرية قوية ومنظمة نجحت في السيطرة على نصف العراق وأكثر، وجعلت من فرصة استعادة هذه الأراضي، أمراً يتطلب أكثر من ثلاث سنوات، وإنشاء حشد شعبي بعشرات الألاف وتدخل أساطيل الطائرات الأميركية والغربية، وصولاً إلى الحرس الثوري وجنود قاسم سليماني. ما أثار انتباه الكثيرين بعد السيطرة على آخر معاقل هذا التنظيم في مدينة الموصل الذي يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية وباختصار “داعش”، هو على ما يقول المصريين “فص ملح وذاب”.

الذين قاتلوا في صفوف هذا التنظيم تحولوا إلى أشباح، ستة آلاف مقاتل على الأقل كانوا في مدينة الموصل، لكن بعد سيطرة الجيش العراقي والحشد الشعبي، لم نرَ وجوها ولا جثثاً ولا أسرى، لم نرَ مخازن أسلحة، ولا قواعد صواريخ ولا مدرعات ولا مئات سيارات التويوتا (لاند روفر)  التي كان التنظيم صادرها أو تلقاها عملياً كهدية من الجيش العراقي في زمن رئاسة نوري المالكي.

ثمّة ما يتطلب إجابات حول هؤلاء الالاف من المقاتلين بل عشرات الألاف، لا سيما أنّ قادة الحشد الشعبي كانوا منذ أكثر من ثلاثة أشهر قد تحدثوا عن إطباق الحصار على التنظيم منعا لانتقال مقاتليه إلى سوريا، رغم كل ذلك حضر الجميع في مشهد تحرير الموصل، إلاّ المحتل أي تنظيم داعش الذي اختفى أثره!

إقرأ أيضاً: #وسقطت_دولة_الخرافة في الموصل!

لا نريد أن نسأل عن “أبو بكر البغدادي” الخليفة وأمير الدين والدنيا، أين هم ضباطه الميدانيون، هل انتحروا؟ أين جثثهم؟ هل فرّوا؟ إلى اين؟ هل انتهى التنظيم أم انتقل إلى مكان أخر ووظيفة أخرى؟ هل حصلت معجزة سماوية نقلت آلاف المقاتلين، إن لم نقل عشرات الآلاف منهم بموكب سماوي إلى السماء أو الى كوكب آخر أو بلد آخر؟

يحتاج المر إلى مزيد من التمحيص والتدقيق، المطلوب إجابات من الحكومة العراقية وجيشها وحشدها الشعبي وقاسم سليماني والقوات الاميركية، أو أيّ منهم ليفسر لنا كيف اختفى مقاتلوا هذا التنظيم وأين صاروا؟ وهل يبلغ عددهم عشرات الالاف أو بضعة آلاف؟ وكيف نجحوا في السيطرة على أكثر من نصف العراق وكيف استطاعوا إدارة شؤونهم ومن الذي أدارها؟ هل يعقل أن يقال ما يقال في وصف وحشية داعش وسطوتها ثم بعد أن تنتهي سيطرتها لا نجد ضباطاً في الأسر ولا جنوداً بالآلاف ولا نجد مئات الجثث من مقاتليه معروفي الهوية؟

إقرأ أيضاً: «جمهورية خوف» تركها «داعش» في الموصل

وظيفة داعش إمّا انتهت ويجري التعتيم على نهايتها بالمعنى الفعلي، أو أنّ ثمة وظيفة جديدة يستعد لها داخل سوريا، فتش عن المستفيد من تنظيم الدولة… ببساطة هو الاستبداد سواء كان نظاما ممانعا او مائعاً.

السابق
وزير الخارجية القطري يدعو الى الحوار لحل الازمة الديبلوماسية الخليجية
التالي
دور الطاقة المتجددة في الحفاظ على صحّة الإنسان والبيئة