الاعلان عن وفاة أربعة موقوفين يعيد عملية عرسال الى الواجهة

عرسال
العملية الأمنية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني في عرسال، اعادت ملف اللاجئين السوريين في لبنان الى الواجهة، في حين ان أثار تلك العملية لم ينته بعد، وذلك مع الاعلان امس عن وفاة أربعة نازحين سوريين من الموقوفين.

أعقبت العملية ردود فعل واسعة تركزت في معظمها على أمرين: الأول هو التحذير من الوضع الأمني في مخيمات النازحين السوريين وإمكانية تحويلها إلى “مخابئ” للمسلحين والأجهزة المتفجرة والأحزمة، التي يستخدمها الارهابيون للقيام بهجمات انتحارية. والدعوة الثانية إلى حل أزمة هؤلاء النازحين والحاجة إلى إعادتهم إلى بلادهم بأي وسيلة، وفي أسرع وقت ممكن لتجنب الأسوأ.

اقرأ أيضاً: عن السلسلة «المنسيّة» ولبنان «النظيف» من الفساد!

إذا كان هناك توافق في الآراء حول الأول، هو دعم الجيش وقوات الأمن الأخرى في مواجهة التهديدات الأمنية. لقد كانت هناك فجوة عامودية في الأوساط السياسية اللبنانية حول كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين.

وفي حين دعت بعض الأحزاب الحكومية اللبنانية، مثل حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر إلى إجراء حوار مع الحكومة السورية وإمكانية عودة بعض هؤلاء المشردين إلى المناطق التي نزحوا فيها، إن أمكن، أو إلى آخرين فإن وجودهم في لبنان والأحزاب الأخرى مثل المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي رفضوا هذا الاقتراح تماما لأن في رأيهم أن النظام السوري يعطى بذلك الشرعية التي يرفضون إعطائها له، على الرغم من أنهم يشكون أكثر من تداعيات اللاجئين السوريين في لبنان.


وقال الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقاء مع المبعوث الخاص لكازاخستان نائب وزير الخارجية عقيلك كمال الدين نوف إن لبنان يأمل في أن “تنجح مفاوضات أستانا حتى يتمكن اللاجئون السوريون المتأثرون بحضورهم بأعداد كبيرة من أكثر من 700،000 شخص بأمان العودة الى بلادهم.
ومن المتوقع أن يكون موضوع الخلاف لاجتماع مجلس الوزراء الذي يعقد اليوم البحث بما تضمنته كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 23 حزيران عن وتجنيد المقاتلين من الخارج في مواجهة أي عدوان إسرائيلي على سوريا ولبنان، وهجومه على المملكة العربية السعودية، الذي تلقى ردود فعل وإدانات من عدة أحزاب، كان آخرها أمس كتلة «المستقبل» البرلمانية، التي رأت أن «السيد لقد أصبح نصر الله سلبيا يؤدي الى توترات ويشكل خطرا على اللبنانيين ومصالحهم وسبل معيشتهم، وفي خضم هذه الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها لبنان »… معتبرا أن كلماته الموجهة ضدّ لمملكة العربية السعودية «يؤدي إلى نزاع بين لبنان ودول المنطقة».

واعلن أمس عن وفاة اربعة سوريين اعتقلوا الجمعة الماضي في عرسال عندما اقتحمت قوة من الجيش مخيمين لاحباط مؤامرة انتحارية. وجاء في بيان للجيش “بعد العملية الأمنية الاستباقية التي قامت بها وحداتها في مخيمات عرسال والتي أسفرت عن مقتل أربعة انتحاريين يستعدون لعمليات أمنية داخل لبنان، قام عدد من الأشخاص المطلوبين بالتخطيط و”تم إلقاء القبض على هذه العمليات وتحت إشراف القضاء المختص تبين أن عددا منهم يعانون من مشاكل صحية مزمنة تتفاعل نتيجة للظروف المناخية وبعد نقلهم مباشرة إلى الفحص الطبي في المستشفيات لمعالجتهم قبل بدء التحقيق، ولكن صحتهم تدهورت وأدت إلى وفاة أربعه محتجزين منهم، والأطباء وضعوا تقاريرهم عن أسباب الوفاة، وعلى الفور، بدأت قيادة الجيش إخضاع المحتجزين الآخرين للفحوص الطبية إلى وتأكد من عدم وجود حالات مماثلة تتطلب نقلها إلى المستشفيات، والتأكد مما إذا كان بعض منهم يتعاطون المخدرات السامة التي تشكل خطرا على حياتهم”.

اقرأ أيضاً: السوريون مهددون إمّا بالحرائق أو بالعودة إلى جحيم النظام

وأثارت عمليات التوقيف وخصوصا بعد نشر صور تظهر عشرات النازحين ممددين على أرض مغطاة بالحصى وهم عراة الصدور وموثوقو الأيدي إلى الخلف، انتقادات طالت الجيش اللبناني واتهمته بسوء معاملة النازحين.

وتعرض الموقع الإلكتروني لتلفزيون لبنان الرسمي الثلاثاء لاختراق من مجموعة تطلق على نفسها اسم “جيش الثورة السوري الإلكتروني”. ونشر القراصنة عبارات مسيئة للجيش مرفقة بهاشتاغ “جريمة عرسال لا تغتفر”.

السابق
عن السلسلة «المنسيّة» ولبنان «النظيف» من الفساد!
التالي
ديما صادق: لا يمكن السكوت عن وفاة 4 معتقلين سوريين لدى الجيش اللبناني