عناد قطري بمسودة صارمة والامارات ترد: اما الاتفاق واما الفراق

"العناد الخليجي "، هذا التعبير كفيل بوصف المرحلة التي تمر بها بلدان الخليج في خطوة بدأت بها السعودية بقطع العلاقات مع قطر ولم تنته بما تشهده الساحة الخليجية من تشنج وتوتر وعناد.

المهلة التي أسندت لقطر للجلوس مع نفسها ومراجعة نفسها انتهت بمسودة تحمل الرد القطري متمثلاً في عشرة بنود تلحظ عناداً قطرياً ومواصلة التحدي حيث حملت المسودة لهجة تصعيدية تحت شعار رفض ونفي، الا في حالة المعاملة بالمثل، فكما تطلب الدول المقاطعة لقطر منها القيام بأمر ما، من واجب الدول المقاطعة ان تحذو حذو قطر.

 

في حديث لموقع “جنوبية” يشير الصحافي والكاتب أمين قمورية الى” أن ردة الفعل القطرية هذه كانت منتظرة ومتوقعة نظراً لأن قطر اكتسبت وقتاً اضافياً وأمنت جواً آمناً لمصالحها في هذا الوقت المستقطع”. بمعنى آخر، “ان قطر استفادت من هذا الوقت الضائع لصياغة اتفاقات مع الأميركيين في وقت كان على الدول المقاطعة قطع الطريق من خلال تشديد الحصار وزيادة العقوبات”.

وفي السياق، يرى قمورية “أن الأميركيين يرون انفسهم مستفيدين من الصراع الخليجي-الخليجي ومع ذلك هناك قلة معينة لا تجد مصلحة للولايات المتحدة الاميركية من هذا الصراع”. وحيال ما وصفته قطر بالحماقة التي ارتكبت بحقها، يلفت قمورية الى أنه “لطالما كانت السعودية الدولة الخليجية التي تأخذ منحى الاعتدال والمصالحة لكن في هذه المرحلة لا بد من القول أن الساحة الخليجية شهدت تسرعاً سعودياً بخطوات غير مدروسة من خلال اتباع سياسة صدامية أدت الى ما أدت اليه”.

وبالعودة الى البنود العشرة التي جاءت في المسودة، فقد اعتمدت قطر لهجة صارمة تتمثل باستعداد قطر لخفض التمثيل الديبلوماسي مع إيران، في حال التزام جميع دول الخليج بذلك وطردت رعاياها. بالاضافة الى امكانية قطع قطر علاقاتها مع إيران من بينها الاقتصادية في حال حذت حذوها الدول الخليجية، ولاسيما الإمارات. وضمت المسودة استعداد قطر لإغلاق القاعدة التركية على أراضيها شرط أن تقفل الدول الخليجية القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها.

الجدير بالذكر، أن المناوشات التي تحصل حول قائمة التصنيف للجماعات الارهابية دحضتها قطر بتأكيد ضمني على تمسكها ببقاء عناصر الاخوان وحركة حماس بعدما جاء في المسودة أنه لا صلة لقطر بالتنظيمات الإرهابية التي حددتها الأمم المتحدة على اعتبار أن جماعة الإخوان المسلمين غير مصنّفة ضمن هذه الجماعات الإرهابية. ليتبعه بند آخر ويؤكد رفض قطر الإتهامات بتمويل الإرهاب من دون تقديم أدلة، وتأكيد الاخيرة بعدم التزامها بقوائم الدول المقاطعة لها حول المنظمات الإرهابية، والتزامها فقط بلوائح الأمم المتحدة. وتشير قطر الى انها ترفض تسليم أياً ممن سمتهم اللاجئين السياسيين أو المسلمين السنّة المستضعفين المقيمين على أراضيها. كما تنفي قطر وجود اتصالات مع المعارضين للدول الخليجية المقاطعة أو دعم لهم، والتجنيس امر سيادي بالنسبة لقطر.

اقرأ أيضاً:حصار قطر… هل يتحوّل من عربي الى عالمي؟

وعن وسائل الاعلام يطالعك بند آخر عن رفض قطر إقفال أية مؤسسة إعلامية رسمية أو غير رسمية، في المقابل، اشتراط بإغلاق قنوات “العربية” و”سكاي نيوز” و”الحدث” وأ”م بي سي” والقنوات المصرية.

وفي المسودة أيضاً، لم تترك قطر مكاناً للمصالحة عبر كيل الاتهامات حيث أشارت أنها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج خلافاً للإمارات التي تتدخل في شؤون قطر والكويت، وتحرض ضدهما أو تتدخل في شؤون سلطنة عمان استخبارياً، وتحضر لانقلاب هناك. لكنها تعود وتطالب قطر في ختام مسودتها بالتعويض عن خسائرها وما فاتها من كسب جراء ما وصفته “بالحماقة” التي ارتكبت في حقها.

اقرأ أيضاً:ما هو موقف الدولة اللبنانية من الصراع الخليجي – القطري؟

وبعد ظهور المسودة للرد القطري الى العلن رد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة له على صفحته على التويتر أن قطر “أمام مفصل تاريخي إما الالتزام أو الفراق”. فما الذي ينتظر قطر في الأيام المقبلة؟ لنجود الآن من الموجود ولنترك الكلام للاستحقاق المقبل.

السابق
نعم أنا عنصري!
التالي
أمير قطر يقدم ردّه للكويت…وبروز مؤشرات حلّ تركية