«اللجوء السوري» بين الخطر الديموغرافي والانقسام السياسي

أزمة اللجوء السوري في لبنان الى أين؟ يتبادر الى أذهان اللبنانيين كابوس مرعب متمثل في قضية وعقبة، فالأولى تكمن في ازدياد مضطرد في عدد اللاجئين السوريين في لبنان ولا سيما في الولادات، والثانية تتمثل في التناقضات السياسية ضمن مشهدية اللجوء.

مواقف عديدة سجلت في الفترة الاخيرة حول امكانية العودة الآمنة للنازحين السوريين الى سوريا حيث رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “هناك ضرورة للتنسيق مع الحكومة السورية للوصول الى حلول سريعة لأزمة النزوح”. بينما وصف وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي حديث البعض عن سوريا وكأنها أصبحت كـ”مونتي كارلو” رافضاً عودتهم في الوقت الحالي الا بضوء أخضر دولي يجمع أن سوريا أصبحت منطقة آمنة.

أرقام مليونية تتحدث عن اللجوء السوري في لبنان باتت تشكل هاجساً للبنانيين حيث تطرح علامات الاستفهام متى العودة؟ وكيف تتم العودة؟ وماذا بعد العودة؟ في حديث للنائب السابق الدكتور مصطفى علوش لموقع “جنوبية”، محورين أساسيين عن اللجوء السوري. المحور الاول الذي تناوله علوش يقتضي “بانتظار المجتمع الدولي واشارة من الأمم المتحدة في تأمين مناطق آمنة للنازحين السوريين لعودتهم” ويضيف قائلا” أن ليس هناك نازح سوري يحبذ العيش في خيمة في لبنان، ووجود النازحين السوريين في البلد كان اجبارياً بالنسبة لهم” عازياً السبب الى النظام السوري و”شخصية الرئيس السوري بشار الأسد التي من الصعب التفاهم معها”. ويشير علوش في المحور الثاني عن “قدرة حزب الله في بعض المواقع السورية كالطفيل مثلاً” مؤكداً أن “الأخير قادر على انشاء مخيمات في المناطق الواقعة تحت سيطرته في سوريا اذا أراد المزايدة باهتمامه لأمر النازحين” منتقداً السجال المحلي الحاصل حيال القضية.

من جهة أخرى، يرى وزير العمل السابق سجعان قزي في حديثه لـ”جنوبية، أن “تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين لا يحصل من دون جدية النظام السوري في هذا الملف”. “فصحيح أن الجانب اللبناني يسعى لايجاد حلول سريعة لكن هذا الأمر يبقى غير كاف وعلى النظام السوري ابداء جديته في استعادة مواطنيه المهجرين”، على حد تعبير قزي. ويتأسف قزي من التصريحات المتبادلة بين الأطياف السياسية حيث “بدأت تأخذ منحى طائفي والابتعاد عن جوهر الموضوع”. وحيال تأمين عودتهم الى بلدهم يؤكد قزي أن لبنان بات بحاجة الى قرار سياسي وعدم توفير أي وسيلة من أجل اعادتهم الى سوريا. كما يستذكر قزي مشروعاً كان قد وضعه في أيدي الأمم المتحدة خلال عمله في الوزارة قائلاً ” أن الأمم المتحدة ليست مستعدة لاجراء المفاوضات حالياً لسبب بسيط متمثل بعدم ثقتها لحد الآن بوجود تلك المناطق الآمنة، فهي لا تزال تعتبر أن سوريا تشكل خطراً على اللاجئين” ولذلك لم تتجاوب الأمم المتحدة حيال المشروع المقدم.وعن التنسيق السوري اللبناني من أجل عودة النازحين الى الديار أجاب قزي انه “لا يزال هناك تخوف من تعويم النظام السوري ديبلوماسياً  ولبنان بمنأى عن هذا الأمر”.

اقرأ أيضاً:اللجوء السوري والتوطين: حقيقة أم شوفينية لبنانية؟

في سياق آخر، يطالب رئيس المجلس الوطني المسيحي من أجل الفيدرالية الدكتور عماد شمعون الدولة اللبنانية بموقف حازم حيال قضية اللجوء بدل وضع العصي في الدواليب. واقترح شمعون عبر جنوبية “بعدم تسهيل الاجراءات القانونية والادارية التي لا تزال تسمح بدخول المزيد من النازحين السوريين بالاضافة الى اقامة منطقتين آمنتين تستقبل كل منهما الهاربين من النظام السوري او ما يتم تسميتهم بالمنشقين وأخرى للهاربين من تنظيم داعش وغيرها من المجموعات المسلحة”. ويعتبر شمعون أن “على الدولة اللبنانية أن تكون مسؤولة فهي التي تقرر بقائهم وتفرض سيطرتها على المناطق اللبنانية كافة “لافتاً الى “أن لبنان يعاني كثيراً من تبعية اللجوء السوري وبتنا يومياً نشهد تظاهرات في الشوارع اللبنانية تنتقد العمالة السورية في البلد”.

ما يحكى عن عودة آمنة للنازحين السوريين يبقى رهن الوقت في وقت يلحظ لبنان أن ما كتب في المحافل الدولية عن دعم “قوي” لمساندته في أزمة اللجوء ما هو الا حبر على ورق والوعد أصبح بلا كمون. وكل ما يحكى عن انشاء مخيمات آمنة على الحدود نستذكر أهالي الطفيل والمعرقلات الموجودة لحد الآن التي تمنع عودتهم الى ديارهم. وكل ما يحكى عن اشارة من الأمم المتحدة، لا يعول عليها في الوقت الحالي بعد مفاوضات وصلت الى الجزء الرابع والخامس. أما ما يحكى في لبنان، أرض اللجوء “فهلأ لوين” ؟

اقرأ أيضاً: هل تتحول مخيمات اللجوء السوري في لبنان إلى مناطق آمنة؟

السابق
الإعلامية كريستين حبيب تعلن انفصالها عن المخرج سيف الدين سبيعي
التالي
نعم أنا عنصري!