العملية الأمنيّة في عرسال.. والمعركة الكبرى قادمة

لم يلاق الجيش في عملياته الأمنيّة موقفا مناهضا كالذي واجهه مؤخرا في اقتحامه للمخيمات في جرود عرسال. فهل ثمة نيّة خفية لتوريط الجيش في هذه المعركة؟ ام هناك من يسعى الى منع الاقتراب من مخيمات النازحين السوريين تنفيذا لأجندات أوروبية خارجية؟

كان لتعليقات بعض المراقبين من إعلاميين او سياسيين او ناشطين حول طريقة تعاطي الجيش اللبناني فيما يخّص النازحين في مخيمات جرود عرسال ردة فعل قوية. برزت اكثر من قبل المناهضين لهذه “البوستات” من خلال التأييد التام للجيش اللبناني، الذي وفّر على لبنان عددا كبيرا من الضحايا جراء العمليات التي كانت ستقع لولا العملية الاستباقية هذه.

غسان جواد

ففي موقف مؤيد للجيش اللبناني، قال المحلل السياسي غسان جواد، ان: “كل الناس مع الجيش ولكن هناك عدد صغير من الأصوات اما انهم لا يعرفون ما جرى، واما انهم مدفوعون من جهات غربية، وهم يشكلون “لوبي” متصل بالخارج، بمعنى ان من يثير ملف اللاجيئن او النازحين يوجّهون إليه تهمة العنصرية مباشرة”.

إقرأ ايضا: «القاع» في مرمى الإرهاب ومخاوف من استهداف العمق اللبناني

و”هذه الاندفاعة تتم من خلال جمعيات غربية لمنع النازح من الذهاب نحو الغرب على المدى البعيد. والجيش قام بعملية نوعيّة ومنع انفجارات كبيرة حيث وجد مصنعا للعبوات الناسفة في احد المخيمات”.

و”انا لا اريد الرد على احد هنا، ولكن اقول ان مصلحة الغربيين ان لا تحدث موجات نزوح خارجية، ونحن منذ العام 2011 نثير ملف النازحين ونقدّم لهم الخدمات، ولكن عندما نطالب بالتنظيم نُتهم بالعنصرية”.

“وقد حدثت 4 الى 5 احداث، واستشهد ضباط للجيش، كما تم سحل بعضهم. في الوقت الذي تم فيه منع اي شخص من تناول مسألة اللاجئين”.

وردا على سؤال حول ان واشنطن تسلّح الجيش لمواجهة الارهاب، فكيف تقود حملات ضده من جهة اخرى؟ يؤكد رئيس تحرير موقع “بيروت برس” غسان جواد ان “الاميركيين ليس لديهم أية مشكلة مع النازحين، كونهم لا يعانون من مخاطر النزوح، ولكن من يدفع لمهاجمة الجيش هم مجموعة جمعيات اوروبية تموّل الحملات حتى لا يثيروا ملف النزوح ولخلق اجواء متعاطفة”.

إقرأ ايضا: روحاني: العنف تحت شعار محاربة الارهاب مستنكر

ولكن المناهضون لهذه الخطوة الاستباقية يقولون ان هذه معركة هي معركة حزب الله وليست معركة الجيش؟. يؤكد جواد ان “من يقول ذلك لا يعرف المنطقة، ولا يعرف ان الجيش يسيطر على عرسال، اما حزب الله فموجود بالقلمون. واقول ان المعركة قادمة، والجيش سيقوم بدوره لحفظ الامن وتنظيف المنطقة مما تبقى من ارهابيين، وما تكّشف بالامس ليس سوى استباقا لما كنا سنستيقظ عليه من مذابح، وقد اظهر الجيش انه استشهادي في عمله”.

ويتابع “ولا اعترف بالانقسام فبي البلد حول الجيش، واقول ان من اعترض هم كذّابون، فالجيش واجه خمسة انتحاريين مع عبوات، فلماذا يتم ادخال اسم الحزب؟ والجيش ارسل الخبر للاعلام الساعة السادسة صباحا”.

ويؤكد بالقول “ثمة هزيمة كبرى للارهابيين ستقع، فلم يبق امامنا الا إدلب وعرسال. ففي مخيمات عرسال كان هناك 200 ألف سوري مع 500 إرهابي من داعش والنصرة. هؤلاء يشكّلون كارثة. والمعركة كما قلت قادمة، ومن يهاجم الجيش لديه نوايا، علما ان الجيش يعمل وفق معايير دولية”.

وختم غسان جواد، بالقول “اما الصور التي نشرها الاعلام فهي صور قديمة لمداهمات للفوج المجوقل، اضافة الى انه بينها صورا مشغولة عبر”الفوتوشوب”.

أحمد الأيوبي

في الجهة المقابلة، رأى أمين عام التحالف المدني الاسلامي أحمد الايوبي، الذي كان له تعليقات مثيرة حول الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انه “نحن بالاساس ندافع عن الجيش، وانا كتبت تعليقين أيدت بداية العملية، وطالبت بفصل المخيمات عن المسلحين لانه لا يجب ان يكونوا معا”.

و”نحن نريد من الجيش ان يبسط سلطته على المنطقة، وان يكون قراره بيده لا بيد قوى الأمر الواقع”. و”المسألة الثانية لا شك ان الجيش يقوم بواجباته، لكننا نطالبه خلال القيام بالاعمال الأمنية الا يلجأ الى العنف، فما يمكنه القيام به دون دم فليقم به”.

لكن لفت الى ان “الجيش دخل المخيمات بالآليات، ثمة خيم انهدمت على النازحين، وهم مدنيون، وقد تعرّضوا للاذى، اضافة الى التوقيف العبثي والضرب، علما ان لبنان وقّع على اتفاقية مناهضة التعذيب، بدأوا بالضرب قبل التحقيقات، وقد شاهدنا الصور”.

وكشف الايوبي على انه “هناك صورا اصلا كانت مدسوسة بين الصورالتي نشرت ولم تكن صحيحة، واتضح انها ليست في لبنان”.

ولكن “الفيديوهات التي انتشرت تُظهر حجم العنف المستعمل من قبل الجيش. فمن الذي سرّبها؟ أقول ان الذي سربها هو الذي يريد الاساءة للجيش، ولا يمكنني القول ان المسربين هم من داخل صفوف الجيش او من خارجه. وانا كما قلت اني مع العملية الأمنيّة، ومع عزل المخيمات عن المسلحين”.

إقرأ ايضا: بالأسماء: أفراد وكيانات تدعمها قطر على لوائح الإرهاب الخليجية.. وفي مقدمتهم القرضاوي!

وختم الايوبي بالقول، “رغم انه قيل ان هناك من فجّر نفسه، لكن هل يمكننا الاعتماد على بيان قيادة الجيش. فخمسة فجروا انفسهم!! وتم ايقاف 300 شخص، فهل يمكن ان تمر الامور هكذا؟ فهلاء الـ300 مشتبه بهم، لكن لا يجب اذلالهم، اما المرتكب فيجب ان يحاكم. والسجون مليئة جراء التوقيفات العشوائية، وتفتقد هذه التوقيفات الطويلة للعدالة، والجيش بشر مثلنا قد يخطأون وقد يصيبون”.

السابق
إجماع على مؤازرة الجيش في عرسال وتوقيف 336 مشبوهاً
التالي
25 موقوفاً بسبب إطلاق النار.. ولائحة مطلوبين جديدة