نهاية «داعش» في العراق…نهاية حلم الخلافة!

انتشر على تويتر هاشتاغ يحمل اسم #وسقطت_دوله_الخرافه وقد لاقى انتشارا واسعا خاصة بين العراقيين الذين عبروا عن فرحتهم بسيطرة الجيش العراقي ومن معه على الموصل واخراج التنظيم منها.

تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، تنظيم مسلَّح له أفكاره السلفية الجهادية، يهدف إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، انتشر في العراق وسوريا. وزعيمه هو أبو بكر البغدادي. ورغم ان اسمه دولة الا انها دولة غير معترف بها رسميا. وهي تعتقد أن حدود إتفاقية سايكس بيكو يجب ان تزول.

إقرأ ايضا: البغدادي قتل بحسب شبكة « IRIB» الإيرانية

عرف “داعش” بفيديوهات قطع الرؤوس وبتدمير الآثار والمواقع الأثرية. انبثق هذا التنظيم من تنظيم “القاعدة” في العراق ورئيسه أبي مصعب الزرقاوي، ويتمتع بحضور قوي في المحافظات العراقية.

فمع اطلالة عام 2014، وتحت قيادة أبو بكر البغدادي، انتشر “داعش” بشكل كبير، وحصل على الدعم بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد العراقيين السنة، في المحافظات السورية.

وكان لـ”داعش” صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة، لكن القاعدة قطعت علاقاتها مع داعش، حيث اعتبرته تنظيمًا “وحشيًا”. وأعلنت الخلافة يوم 29 حزيران2014، وأصبح أبو بكر البغدادي، يعرف باسم أمير المؤمنين. حارب كل من يُخالف آرائه وتفسيراته الشاذة ووصفهم بالرِّدة والشِّرك واستحل دماءهم. وشجبت الزعامات الدينية الإسلامية حول العالم ممارسات وأفكار داعش.

وظهر لأول مرة باسم “جماعة التوحيد والجهاد” 2003، بقيادة أبو مصعب الزرقاوي. وفي عام 2011 اعلنت جبهة النصرة بقيادة أبي محمد الجولاني عن نفسها وتحالفت مع داعش الى ان وصلا الى الخلاف والقتال المستمر الى اليوم بين بعضهما البعض.

وكان ان عين البغدادي له نائبين، و12 حاكمًا محليًا في كل من العراق وسوريا. وللتنظيم العديد من الهيئات، منها هيئة المالية وهيئة الإعلام التي تتمتع بأهمية كبيرة. وهو من أكثر التنظيمات الإرهابية اهتمامًا بشبكة الإنترنت والإعلام. ومن أحد أبرز مؤسساته مؤسسة الفرقان. ويعد داعش الأغنى في تاريخ الحركات الإرهابية الاسلامية.

إقرأ ايضا: «داعش» في مغاور بن لادن في أفغانستان

ومن المعروف ان تنظيم داعش تنظيم سلفي، يتبّع تفسيرًا متشدِّدًا للإسلام، ويشجع على العنف بإسم الدين، ويعتبر الذين يخالفونه في معتقداته وتفسيراته للإسلام كفار ومرتدين. ويعتبر الشيعة مرتدين لا بد من قتلهم لتشكيل هيئة نقيَّة من الإسلام.

وقد فرض على المناطق التي يسيطر عليها اعتناق الإسلام، بحسب اعتقاده وتفسيراته للمذهب السني أو دفع الجزية. وخاصة ضد الأقليات.

ومنع داعش تدريس الفن والموسيقى والتاريخ الوطني والأدب والمسيحية. واعتبر الأغاني الوطنية كفر. وأصدر توجيهات وتعليمات حول كيفية ارتداء الملابس والحجاب، وحذر النساء في الموصل من مغبة مخالفتها وخيرهم بين ارتداء النقاب أو مواجهة عقوبات صارمة. وأصدر وثيقة تحوي على مجموعة من القواعد التي تستهدف المدنيين ومن بين قواعدها أن المرأة يجب أن تبقى في المنزل ولا تخرج إلى الشارع ما لم يكن ضروريا. واكد على عقوبة السرقة بقطع اليد، وحظّر بيع واستخدام السجائر والشيشة والموسيقى والأغاني.

إقرأ ايضا: #تدمر وسرّ سقوطها السريع بيد «داعش»!

وكان له قضاة هم جميعهم سعوديون، مهامهم إنشاء الشرطة الدينية، وفرض الحضور في الصلاة، واستخدام واسع لعقوبة الإعدام، وتدمير الكنائس المسيحية والمساجد غير السنيّة.

كما نفذ عمليات إعدام ضد الرجال والنساء والرجم حتى الموت، والصلب وقطع الرؤوس، وحرق الناس أحياء، ورمي الناس من البنايات الشاهقة.

وجنّد الأطفال، فوفقا لتقرير لمجلة السياسة الخارجية، فإن أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنوات الست خطفوا وأرسلوا إلى معسكرات التدريب العسكرية والدينية حيث دربهم على قطع الرأس. وتم استخدامهم كدروع بشرية في الخطوط الأمامية وعمليات نقل الدم منهم لمقاتلي داعش.

ووفقا لتقرير للـ”الغارديان” فقد رافق سيطرته على المدن العراقية في حزيران 2014 استخدام النساء كرقيق للجنس والاغتصاب. واستخدم قطع الرؤوس لترهيب الناس حيث أصدر سلسلة من أشرطة الفيديو الدعائية وبث التنظيم عمليات إعدام علنية وجماعية واحتوت بعضها على سجناء أجبروا على حفر قبورهم بأيديهم قبل إعدامهم.

إقرأ ايضا: مصنع «داعش» بالموصل: تصنيع المواد الكيماوية

كما قام بتدمير مرقدي النبي يونس والنبي شيت، مع عدد كبير من المساجد التي يرتادها أتباع مُختلف الطوائف، والكنائس المسيحية لأسباب طائفية بحتة. وقام بتحطيم الآثار الآشورية والكلدانية الموجودة في متحف الموصل التاريخي، وبتجريف النمرود الأثرية، والحضر جنوبي الموصل، وبتفجير قوس النصر الأثري في تدمر، ومعبدي بعل وبعلشمين الأثريين، وبسرقة وتخريب المتحف. وفي تقرير موقع “شبكة الخبر” هدد بهدم المقامات الدينية الشيعية في كل من العراق، وايران، واعتبرهم رموز شرك.

كما انتشرت مجموعات مسلحة في عدة دول ترفع راية “داعش”، ومبايعة التنظيم، وتؤيد فكرة مشروع الخلافة، ولكنها لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالتنظيم الأصلي في العراق وسوريا وهي: بوكو حرام في نيجيريا، ولاية سرت في ليبيا، ولاية عدن في اليمن، أنصار بيت المقدس في سيناء، خراسان في افغانستان.

وبحسب” Financial Action Task Force ” يوجد عدة مصادر مالية لتنظيم الدولة الإسلامية: هي إحتلال الأراضي والسيطرة على البنوك وإحتياطيات النفط والغاز، وفرض الضرائب والإبتزاز والسرقة، والإختطاف، ومساعدات من خلال المنظمات غير ربحية، والدعم الأجنبي رؤوس المال من خلال شبكات الإتصال الحديثة، وتجارة البشر.

اما أبرز شخصيات داعش فهي: أبو بكر البغدادي- أبو محمد العدناني- أبو عمر الشيشاني- أبو سياف.

واليوم وبعد ثلاث سنوات على اعلانه عن نفسه انتهى “داعش” بعد معارك طاحنة، حيث دفع العراق اثمانا باهظة. وقد انهته معركة الموصل #وسقطت_دوله_الخرافه بعد تسعة أشهر من الصراع الدامي، قادته كل من القوات النظامية العراقية، والحشد الشعبي، وجهاز مكافحة الارهاب، اضافة الى البشمركة، وقوات التحالف الدولي. هذه المعركة التي انطلقت في تشرين الأول من العام 2016.

وبحسب إحصاءات عراقية، تم احصاء مقتل أكثر من 24 ألف رجل أمن وعنصر في الجيش العراقي، عدا عن آلاف القتلى من الحشد الشعبي، وقوات البشمركة، وأفراد العشائر. اضافة الى خسائر مالية ضخمة تكبّدها العراق طيلة الاعوام الثلاثة الماضية.

فالخسائر المادية بلغت نحو 100 مليار دولار، 15 مليار دولار منها عبارة عن مصاريف حربية. في حين ان الخسائر الأخرى عبارة عن تفجير وتدمير حقول نفطية ومنشآت وبنى تحتية، كالجسور والمصانع والطرق وشبكات المياه والكهرباء والمجاري والاتصالات والمباني الحكومية والجامعات والمدارس والمستشفيات والممتلكات العامة والخاصة.

إقرأ ايضا: «بانويات» دعائيّة لـ«داعش» في شوارع تركيا

اضافة الى مقتل أكثر من 100 ألف عراقي، وأكثر من 10 آلاف مدني سقطوا بين قتيل وجريح. كما اشترك في المعركة نحو 100 ألف عنصر أمن عراقي، و40 ألف مقاتل كردي، و16 ألف مقاتل من الحشد الشعبي. عدا عن خسائر التهجير والتدمير وتشويه الاثار التاريخية والمنشآت الخاصة للدولة العراقية.

هذه السنوات الثلاث انهكت العراق واعادته مئات السنين الى الوراء بسبب الاهمال والفساد دخل القوى الامنية التي كان يقودها الرئيس السابق نوري المالكي. وهذه المرحلة التي انتهت وبدأت معها مرحلة جديدة.

السابق
«نقشت».. عائد بالرغم من كل الانتقادات!
التالي
#وسقطت_دولة_الخرافة في الموصل!