إسرائيل: 5 أسباب لتصعيد نصرالله

يمثل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الجمعة في 23 حزيران، بشأن انضمام آلاف المقاتلين من بلدان عدة إلى حزب الله في قتاله مع إسرائيل، تطوراً كبيراً ونقطة تحول في تهديدات الحزب ضد الدولة العبرية. وقد عرضت جيروزاليم بوست خمسة أسباب تبين من وجهة نظر تل أبيب أسباب الخطاب، وتداعياته على إسرائيل والمنطقة.

السبب الأول، وفق الصحيفة، هو ما توقعه خبراء الأمن والمعلقون الإسرائيليون عن محاولة إيران إنشاء طريق إلى البحر عبر العراق وسوريا ولبنان لربط طهران بحلفائها في بغداد ودمشق وبيروت. ففي السنوات الماضية، عززت إيران علاقاتها وقوتها في العراق وسوريا. ويبدو أنها متجهة إلى السيطرة على رقعة من الأراضي التي من شأنها أن توفر صلة بين البر والبحر.

ورغم أن الخبراء الإسرائيليين والأجانب حذروا من هذا “الطريق إلى البحر”، إلا أن عدداً قليلاً من المسؤولين الإيرانيين أو في حزب الله ناقشوه علناً. وبعد وصول جنود النظام السوري إلى الحدود العراقية، بالقرب من التنف، ووصول الحشد الشعبي إلى منطقة قريبة من سنجار في وقت سابق من شهر حزيران، أصبحت قدرة “الربط” المادي أقرب إلى التحقق.

اقرأ أيضاً : بالفيديو: نصرالله يشجع على الزواج المبكر ويدين الداعين الى تحديد السن

الجمع بين تحالف الميليشيات الشيعية في أنحاء المنطقة، الذي يشمل آلاف المجندين من مجتمعات الهزارة الشيعية في باكستان وأفغانستان أيضاً، هو السبب الثاني الكامن خلف خطاب السيد نصرالله. فهو يحاول استخدام النموذج الناجح الذي أنقذ الرئيس السوري بشار الأسد، لدعم الحزب في أي حرب مستقبلية مع إسرائيل.

أما السبب الثالث فهو سحب إسرائيل إلى حرب إقليمية مع دول متعددة وإستفزاز روسيا والولايات المتحدة. ووفق الصحيفة، يريد الحزب أن يستدرج إسرائيل إلى صراع كبير من بيروت إلى طهران، حيث سيكون سلاح إسرائيل والتكنولوجيا التي تملكها أقل فائدة. وستضطر إسرائيل حينها إلى التعامل مع حلفاء الحزب في سوريا والعراق وإيران واليمن. ما سيؤدي إلى نزاع إقليمي.

ويأمل الحزب اليوم، كما تحلل الصحيفة، أن تهاجم إسرائيل النظام السوري. ما من شأنه أن يستفز روسيا. وستعارض الولايات المتحدة أي نشاط عسكري إسرائيلي يواجه الميليشيات الشيعية في العراق، التي تشكل جزءاً من الحكومة العراقية المتحالفة مع الولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة قد استثمرت بكثافة في الحكومة المركزية في بغداد ورئيس الوزراء حيدر العبادي. بالتالي، فإن تورط الميليشيات الشيعية العراقية في نزاع مع إسرائيل من شأنه أن يزعزع العلاقات مع واشنطن.

ورغم الهدوء على الجبهات، فإن السبب الرابع لخطاب نصرالله يُفسر بالحرب الكلامية بين الحزب وإسرائيل. ففي مؤتمر هرتزليا، الأربعاء في 21 حزيران، قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية الجنرال أمير إيشيل إن القوات الجوية الإسرائيلية قد تسحق حزب الله خلال 48 ساعة. وقد رد الحزب على هذه التهديدات بتهديدات مماثلة. ولأن إسرائيل تدعي أنها قادرة على تدمير البنية التحتية لحزب الله في لبنان، فإن نصرالله يشير إلى أن مثل هذه الحرب لن تكون سهلة أو لن تسير وفق خططها.

ترجح الصحيفة أن مفاجأة المئة ألف مقاتل الذين سيأتون من بعيد لمساعدة الحزب مبالغ فيها. لكن، حتى مجموعة صغيرة من المقاتلين القادمين من العراق وإيران قد تعقد حرب إسرائيل مع الحزب، وسيكون لها عواقب وخيمة.

اقرأ أيضاً : حسن نصرالله في مهمة إيرانية جديدة

كما أن التهديدات المتفجرة من بيروت تعني أن المصالح الإسرائيلية المشتركة مع القوى العربية، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ستتعزز. وهذا هو السبب الخامس، الذي يعكس تداعيات الخطاب على المنطقة. فذكر نصرالله اليمن، وفق الصحيفة، يضع إسرائيل في جانب هذه الحكومات التي تقاتل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران والحزب.

وتختم الصحيفة بتقديم النصيحة إلى القيادة الإسرائيلية بتشجيع صناع السياسة الأميركية على رؤية تأثير الحشد الشعبي القوي في العراق. وهذا يعني أن الولايات المتحدة قد تستيقظ أخيراً على الخطر الذي يشكله التأثير الإيراني في العراق وما وراءه في حقبة ما بعد داعش. وقد يجد صنّاع السياسة والخبراء الإسرائيليون، الذين يحذرون الولايات المتحدة من إيران منذ سنوات، آذاناً صاغية في واشنطن بعد تصريحات نصرالله الأخيرة.

السابق
الشيعة طائفة منكوبة: المؤمن رضا المصري إلى الحرية… والكافر ياسر عودة إلى قفص الاتهام
التالي
اسرائيل تقصف مواقع الجيش السوري في القنيطرة