هلال العيد عند الشيعة: قمر.. قمرين.. ثلاثة أقمار!

القمر في السماء واحد، لكن عند المسلمين قد يصير اثنين، وفي شهر رمضان قد يصل الى اكثر.

غدا الأحد يحتفل عدد من المسلمين بعيد الفطر السعيد، خاصة لمن يقلّد دينيا للمرجع اللبناني السيد محمد حسين فضل الله. ولكن بالنسبة لعدد آخر من المسلمين اللبنانيين، فانهم قد يفطرون الاثنين اوالثلاثاء، وذلك بحسب تقليدهم الديني الذي قد يكون للمرجع العراقي السيد علي السيستاني، او المرجع الايراني السيد علي خامنئي.

إقرأ ايضا: الامام موسى الصدر سبق السيد فضل الله بتبني ولادة الهلال فلكياً لإثبات العيد

فقد أعلن منذ ايام المكتب الشرعي في مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أول أيام العيد الاحد الواقع في 25 حزيران، حيث يعتمد على مبدأ الحسابات الفلكية واحتمال الرؤية حيث لا زال مكتب المرجع فضل الله يعمل رغم رحيل السيد، رغم ان هذه الفتاوى، وبحسب المنطق التقليدي الديني الشيعي تتوقف بعد رحيل المرجع نفسه.

حيث لازال فريق من الشيعة يعتمد في الاستهلال على الرؤية بالعين المجردة، وعبر الالتماس المباشر، وليس كما لجأ المرجع السيد فضل الله في رؤية الهلال عبر الحسابات الفلكية، اذ رغم رحيل السيد منذ اكثر من سبع سنوات الا ان مقلديه لا زالوا يفطرون على روزنامته الفلكية التي وضعها لعدة سنوات قادمة، وهذا ما اتاح الابقاء على اعتماد العيد عنده.

فيرتاح المسلمون الشيعة الذين يقلدون من عبء الخلافات الرؤيوية، نظرا للعلميّة في الموضوع بعيدا عن التجاذبات السياسية بين السنة والشيعة اولا، والاختلافات بين المراجع الشيعية نفسها ثانيا.

حيث انه في عام من الاعوام، كان الفرق بين العيد والعيد عند الشيعة أنفسهم ثلاثة ايام، نظرا للخلاف في المبنى الفقهي بين المراجع واختلاف النظرة الى الافق، وما يستتبع من فروقات في الحسابات الفلكية.

وبحسب القاضي الشيخ موسى السموريّ، الذي قال لـ”جنوبية”: “نتمنى ان يتوّحد المسلمون فهذه المسائل تتعلق بالشهرة العلمائية، وهي “صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته”. وعندما يلتزم المسلمون، أي السنة والشيعة، بهذا القول يتوّحد الجميع”.

والامور تعود الى ان “البعض يحاول ان يحلل هذا بالقول بالرؤية بالعين المجردة او بالعين المسلحة (التلسكوب وغيره…). لكن الانصراف يتجه صوب الولادة الحقيقية أي الرؤية المجردة”.

اذ “من المفروض ان تكون الرؤية حسية وليست نقلية. ويكون قد ولد، ولكن ترتيب الاثر على الولادة الحسية هو المشكلة. فالولادة قد وقعت”.

وهل الخلاف حديث أم قديم ضمن الطائفة الشيعية حول الرؤية؟. يؤكد الشيخ موسى السموري، القاضي في المحكمة الجعفرية، بالقول “هذا خلاف حديث. وليس حاضر الان في ذهني وجود أي خلاف بين المراجع حول الموضوع. فالخلاف لم يكن مشهورا، خصوصا في لبنان في فترة ما قبل السيد محمد حسين فضل الله. فلم يكن سابقا أيّ مرجع ديني في قم او النجف يقول بما قال به السيد محمد حسين فضل الله”.

في حين، يرى الشيخ حسين عبدالله من المكتب الشرعي للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، ان “اول من قال بهذا الرأي هو السيد ابو القاسم الخوئي، استاذ السيد محمد حسين فضل الله، بخصوص وحدة الأفق وكفاية امكانية الرؤية حتى تثبت، لكن عمليّا ظل السيد الخوئي يعتمد على الرؤية. اما السيد فضل الله فقد أخذ المبنى الفقهي للسيد الخوئي من وحدة الأفق وغيرها، لكنه قال ان ما يتحقق بالعلم برؤية الهلال يؤخذ به بمسألة مبناه وبالعكس”.

إقرأ ايضا: الشيعة بين قيادتين.. ما هي الضريبة التي دفعها الشيعة حتى وصلوا الى هذه المرحلة؟

واشار الشيخ عبدالله، الى ان “كثر من المراجع  الشيعية في العالم يعتمدون الحسابات الفلكية غير المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله”.

السابق
المعلومات تلقي القبض على منفذ جريمة مجدليون
التالي
من هم المرشحون لخلافة البغدادي بعد اعلان مقتله؟