جرائم القتل تفجّر فتنة في «البيت الأزرق»: هل تجاوز المشنوق الحريرية؟

تدوينة فيسبوكية، تسأل صاحبتها عن ارتفاع عدد الجرائم، وعن المساءلة، والمحاسبة، ولكن الناشطة نسيت أنّها في لبنان وطن المحاصصة الطائفية والتمديد اللاشرعي!

لارا صقر الناشطة والصحافية تساءلت في أيّ وطن هي، وأين دور الجهات المناط بها حماية الأمن.

ولكن يبدو أنّ ما قالته لارا لم يعجب بعض أهل السياسية، فتحوّلت تدوينة وثقت بها 17 جريمة قتل حصلت في 21 يوماً، إلى مؤامرة تُحاك ضد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. مما استدعى تفريغ مادة إعلامية نشرت صباح اليوم لدحض ما قالته لارا وإثارة الشبهات حول كل ما تتبع له أو لا تتبع، فتحوّلت المواطنة اللبنانية التي مارست حقّها الدستوري بالمحاسبة لرصاصة زرقاء، وذراع حريرية، هدفها اغتيال المشنوق معنوياً، بعد أن أصبح منافساً قوياً للحريرية السياسية في بعض المناطق.

ما نقوله ليس استنتاجاً ولا فبركة، فالانتخابات على الأبواب والتزاحم على الزعامة السنية ليس محصوراً بين الرئيس سعد الحريري واللواء أشرف ريفي، بل يمتد إلى الوزير المشنوق.

فالمقال أشار بشكل واضح وصريح إلى جماهيرية للوزير المشنوق تنبت على أطراف المستقبل، وإلى ولادة مجموعة ما تسمى بـ”أنصار المشنوق”!

إلا انّ كل ما سبق ليس إشكالية، يحق للمشنوق أن يطمح، وأن يضع الزعامة هدفاً له بغض النظر عن الولاء والوفاء.

ولكن أن يتحوّل مقال ينتقد وزارة الداخلية حول الأمن، إلى مخطط أزرق تقوده أذرع تابعة للحريري، لاستهداف المشنوق، فهنا لا بد من الوقوف ملياً!


في لحظة كتابة المقال الذي كان هدفه تبرئة الوزير وإدانة لارا صقر وبعض المستقبل وحتى تاريخ نشره وثقت 3 جرائم، وفي لحظة قراءته سُمع صوت رصاص أطلق من مسدس غير مرخص قد يخلّف إصابة بطلقة طائشة.

إقرأ أيضاً: طفح كيل أهالي برج البراجنة من الفلتان الأمني: نريد الدّولة

أكثر من 90 ضحية في أقل من أربعة اشهر، كل يوم أكثر من جريمة، وأكثر من ضحية ولأسباب تافهة، نسكافيه، ثياب، فيسبوك… ثم يأتي بعد كل هذا وزير الداخلية والبلديات، المنزعج ربما من ناشطة قالت له “فل”، فيقول لنا “أنّه مستهدف”!

وزير الداخلية ليس مستهدفا، ولكنّه معني بأجوبة، معني بأن يقول لنا أنّ ملف الجرائم الذي تحوّل إلى ظاهرة معنية هو على طاولته ليدرس الحلول والآليات الممكنة!

قضية الأمن اللبناني ليست قضية سياسية ولا قضية انتخابات، وتيار المستقبل مستهدف لذا لا مجال المزيد من المهاترات والانقسامات التي لا تصب إلا لصالح حزب الله، ولو أنّ هناك ما يقال عن توجّس الوزير المشنوق لخطر على حضوره بعد عزل الأمير محمد بن نايف الذي كان تربطه به صداقة وطيدة.

إقرأ أيضاً: الجرائم في لبنان «تتغوّل» على الطريقة الأميركية!

ختاماً، كان الأكثر منطقية لو قرأنا اليوم مقالاً يبحث في الجرائم ويطرح آليات جادة لوضع الحدّ لها بدلاً من تسخيفها والتركيز على الحملات الانتخابية التي لن يستفيد منها الا الممانعون.

من هنا، عذراً من كاتب المقال المجهول الهوية، فمعالي وزير الداخلية ليس مستهدفا وإنّما المطالبة هي من موقع المسؤولية.
عذراً، فنحن المستهدفون، نحن المهددون بالموت كل يوم على الطرقات، لأفضلية مرور أو لفنجان قهوة، أو ربما لمبتهج قرّر أن يفرّغ رصاصة في رؤوسنا!

السابق
من هم المرشحون لخلافة البغدادي بعد اعلان مقتله؟
التالي
عمدة برلين یسمح لمؤيدی حزب الله بالتظاهر في يوم القدس!