متى يُلغى يوم القدس العالمي؟

هل سيأتي يوم لا نعود نحتفل بيوم القدس العالمي، من خلال انتفاء اسباب الاحتفاء هذه، وسيطرة العرب والمسلمين عليها من جديد؟

يوم القدس العالمي، أو “روز جهانی قدس” بالفارسية، هو مناسبة سنوية. يتم التظاهر فيه بعد اداء صلاة آخر جمعة في شهر رمضان، في عدد من الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم.

ولهذا اليوم خصوصية، وهي ان الامام الخميني هو الذي دعا الى تكريس هذا اليوم للقدس، كيوم عالمي في ظل احتلالها عام 1948.

إقرأ ايضا: مؤتمر هرتسليا: منع الحرب أفضل من الانتصار فيها

وهذا اليوم بالنسبة لايران والدائرين في فلكها: كحركة حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي حدث سياسي مهم جدا. وهو ليس عيدا لان القدس لا تزال مأسورة، بل هو يوم تذكيري بالقضية التي تختص بثاني القبلتين. وكان العرب قبل 1979 يحتفلون في تشرين الاول من كل عام بـ”يوم الكرامة” او”يوم فلسطين”، أي يوم انتصار العرب على اسرائيل.

لكن، وبعد 37 سنة من اطلاق يوم القدس العالمي، المؤسف انه لا زال الاحتفال مستمرا، ولا زالت القدس محتلة. فلا يقتصر الاحتفال بهذا اليوم على العرب أو المسلمين، بل الامر تعدى الى معظم الدول التي تؤيد القضية الفلسطينية.

وتحتفل رام الله بهذا اليوم، وغزة، وبيروت، وعدد كبير من الدول الاسلامية والعربية في مسيرات ضخمة، الا ان احتفاء المقدسيين يبقى هو الأهم حيث يقصدون المسجد الاقصى بما يمثّل من رمزية للقضية، ويبيتون على مدخل الاقصى، رغم منع الجنود الصهاينة لهم من دخوله الا لمن تجاوز الخمسين عاما من العمر.

ويحتفل اللبنانيون باليوم العالمي هذا، عند الحدود الفلسطينية-اللبنانية، مع العلم ان لبنان هو البلد الوحيد الذي يمنح لهذا اليوم معناه الحقيقي، لكونه البلد العربي الوحيد الذي يمكن ويسمح لمواطنيه الوقوف على السياج الفاصل بين الاراضي المحررة والاراضي المحتلة.

في حين ان الشريط الحدودي السوري الذي بات اليوم بعهدة “جبهة تحرير الشام او النصرة” مقفل امام الجميع. والشريط الحدودي الاردني بيد السلطات الاردنية التي عقدت اتفاقية سلام مع اسرائيل، اما مصر فحدّث ولا حرج وهي التي تقفل معبر رفح بينها وبين غزة، وتمنع الاقتراب من الحدود بين سيناء والاراضي الفلسطينية المحتلة، بحجة اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل وانتشار “الدواعش” في سيناء مؤخرا علما ان ثمة جدار عازل أُقيم بين مصر واسرائيل.

على الجهة الاخرى، ينتظر العالم كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بهذه المناسبة والتي من خلالها، يطلق تحدياته بوجه اسرائيل.

وتبقى القدس أسيرة الصراع العربي- الاسرائيلي، رغم ان افراييم سنيه وزير الامن الصهيوني السابق صرّح اليوم في مؤتمرهرتسليا، الذي يُعد من أهم المؤتمرات الأمنيّة والاستراتيجية بالنسبة للصهاينة بالقول ان “منع معركة مع حزب الله في الجنوب اللبناني افضل من عدم الانتصار فيها”.

وكان العميد سنيه قد تحدّث عن توازن الردع بين المقاومة والعدو على صانع القرار الإسرئيلي، إذ رأى أن منع الحرب المقبلة مع لبنان أهمّ من الانتصار فيها.

ولفت سنيه الى أن إسرائيل لا تملك إجابة لمواجهة التهديد الإيراني الفوري المتمثل بـ150 ألف صاروخ منتشرة في لبنان. وخلص إلى ان “منع الحرب القادمة مع لبنان أفضل من الانتصار فيها”، لأنها ستتسبب بدمار في البنى التحتية على جانبي الحدود.

إقرأ ايضا: إسرائيل: 5 دول فقط في العالم لديها جيوش أقوى من حزب الله

كما لفت الى ان “مجموع مبيعات الأسلحة يزيد في السنوات الماضية على 200 مليار دولار في المنطقة، مما يزيد الخطرعلى اسرائيل في حال حدوث تحول استراتيجي يؤدي إلى زعزعة استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط”.

فهل سيأتي يوم نلغي فيه يوم القدس العالمي من المفكرة السنوية؟

 

السابق
بدء لقاء بعبدا
التالي
فيروز «لمين» بتغني؟!