فلتعتذر الحكومة من رضا المصري اليوم!

رضا المصري

أكثر من مقزز وأكثر من مقرف مشهد استقبال رضا المصري في بلدته حورتعلا البقاعية على وقع موشحات من الرصاص والنار التي لا تفارق سماء البقاع. وأضيفت عليها هذه المرة قذائف “أر.بي. جي” ليكتمل مشهد الفلتان في “جمهورية الموز” اللبنانية. ولتسمح لنا كل الطبقة السياسية والعسكرية والقضائية ومن دون استثناء بمخاطبتها والقول لها: إنكم لا تديرون دولة بل مزرعة. ورأفة واحتراماً بعقول المواطنين كفوا وتوقفوا عن ذكر الخطة الامنية في البقاع واتركوا الساحات للصوص وتجار المخدرات والكبتاغون ومبيضي الاموال والمهربين واصحاب الخوات في ربوع مزرعتنا اللبنانية المزدهرة والناشطة بفضل هذه الكتائب. من يشاهد مقتطفات من فيديو استقبال المصري ظن انه من عمداء الأسرى في السجون الاسرائيلية وبطل من ابطال المقاومة، والعدد الاكبر منهم من البقاعيين الشرفاء الذين لا يليق بهم هذا النوع من الاستقبالات والاستعراضات ونحر الخراف حمداً لله على سلامته.

اقرأ أيضاً: رضا المصري ضحية الخلافات داخل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

والمصري أمين عام لهيئة تطوير الحوار الذي ترجمه انصاره بالرصاص الذي طاول البلدات المجاورة لمسقطه حيث سقط جرحى وتضررت سيارات وممتلكات. هو صاحب الخدمات والعلاقات والمحظي بالرعاية والاهتمام من شخصيات سياسية ومرقطة ودينية مرموقة في البلد يفعل ما يشاء ويخرج بسند كفالة، وما على المسؤولين في السلطة الا الاعتذار منه ومن والده سماحة الشيخ محمد المصري.

أساءت السلطة للشاب الطامح للنيابة، ولو انتخبه رفاق دربه وحاشيته وانصاره في الانتخابات المقبلة لخصّوه بالصوت التفضيلي بموجب القانون الجديد وربما سيحقق حلمه بوصوله للوزارة حيث لم يكتب له في حكومات الرئيس ميشال سليمان الفوز بالوزارة. وحبذا لو يتولى وزارة السياحة ويضع خطة طموحة لجذب السياح الى بعلبك وكل البقاع. يا سادة لا تتحفوا اللبنانيين بقانون انتخاب مشوه وبالحديث عن الاصلاح واللامركزية الادارية ومكافحة الفساد، فهم باتوا يخشون على حياتهم واسرهم من الموت المجاني على الطرق وعصابات تتغلغل في اكثر من منطقة وهؤلاء لا يقلون خطراً وضرراً عن “داعش” واخواته يا اصحاب الشأن. واذا لم يمت ابن البقاع برصاصة من اسرائيل او “داعش” فثمة خيار ثالث امامه للرحيل برصاصة طائشة واذا كان محظوظاً بشظية “ار.بي.جي”.

اليوم، يا سادة، تجتمعون في مجلس الوزراء،حبذا لو تشاهدون شريط فيديو المصري لمن فاته بالطبع. علّه يكون بنداً طارئاً من خارج جدول أعمالكم الذي لم يعد محل متابعة وثقة عند اللبنانيين لا على صعيد بواخر الكهرباء ولا الانترنت ولا البطاقة الممغنطة. ومن الاحسن هنا الحصول في الجلسة على تعليق سريع من وزيري الداخلية والدفاع او ترك هذه المهمة لوزير السياحة للاستعانة بفيديو المصري للترويج للسياحة وجذب السياح وتشجيعهم على زيارة قلعة بعلبك والربوع اللبنانية.

وبالمناسبة لا تتعبوا انفسكم في البحث عن مجلس للشيوخ، لأن الشيوخ الحقيقيين في البلد هم أمثال رضا المصري!

السابق
الأيوبي: نحن مشروع مؤمن وآمن ونستعد للإستحقاق الإنتخابي ترشيحاً واقتراعاً
التالي
الدكتور الشيخ محمد شقير يبحث في «فلسفة الإمامة في الفكر الشِّيعي الإثني عشري»