خفايا التنسيق الايراني – الأميركي منذ العام 1991

لم يتوقف التنسيق الأميركي- الإيراني المشترك منذ نهاية الثمانينات، بين العدوين اللدودين. فماذاكانت الـmenu ؟

يأتي الحديث عن لقاء جمع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني براين كروكر، السفير الأميركي الأسبق في لبنان وأفغانستان والعراق والكويت للتنسيق والتشاور حول احتلال كل من العراق وأفغانستان، ليؤكد ان العلاقات لم تنقطع ابدا بين واشنطن وطهران، رغم كل الخلافات الظاهرة، كما نقلت “هافنغتون بوست” بنسختها الاميركية مؤخرا.

إقرأ ايضا: كتابان من مذكرات اللواء قاسم سليماني

حيث ان واشنطن غطّت الدور الخاص لايران في أفغانستان. مع تنسيق مشترك في ملف احتلال العراق بعد 1991، وقبل إثارة ملف أسلحة دمار الشامل فيه.

ويعمل “اللوبي” الإيراني في واشنطن على منع القطيعة بين الطرفين، لدرجة انه اقنع واشنطن بأهمية الاتفاق النووي عام 2015، وبدور لطهران في سوريا.

في هذا الاطار، يرى الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور وليد عربيد انه: “واشنطن يهمها مصالحها في العالم، وليس فقط دول المنطقة، بل كل في دول العالم، لأن إيران تشكّل منطقة اقليمية مهمة في الشرق وفي آسيا الوسطى”.

“يعني إيران وواشنطن ترتبطان بعلاقات مميّزة منذ أيام الشاه، حيث كانت إيران تُسمى “شرطي الخليج” و”حامي الخليج”، ولكن كان هناك حاجة الى تغيير مهام النظام الايراني، لان العالم يتقدم نحو طريق فكري جديد”.

وهو هنا، بعد انتصار الثورة الإيرانية وقعت ايران في حرب مع العراق. فمنذ العام 1980 اشتعلت الحرب العراقية – الايرانية بتعاون مع دول الخليج والولايات المتحدة، لكن بالوقت نفسه لم يترك الاميركيون ايران خوفا من ذهابها باتجاه روسيا، علما ان ايران رفضت ذلك نتيجة الفكر الثوري الشديد الذي يحكمها: “لا شرقية ولا غربية” وقاطعت الطرفين.

ولكن واشنطن لم تتركها تتجه صوب الروس، وكان ان انطلقت الحرب عام  1989 وبالمقابل أعطوا للايرانيين وعد بأنهم سيقتصون من صدام حسين. وكان احتلال الكويت وتوريط العراق بذلك هو نتيجة قرار أميركي عبر ما بات معروفا بقصة إبريل غلاسبي.

والسؤال الذي يطرح نفسه – يتابع الدكتور وليد عربيد- الخبير في العلاقات الدولية، لـ”جنوبية”: “ان واشنطن لا يمكن ان تتخلى عن دولة كبرى وان تتجه الى الدول العربية، وواشنطن ليست دولة حليفة، بل هي دولة براغماتية حتى في الإتفاق النووي مع ايران 2015  لم تتخل عن طهران كليّا حتى لا تذهب الى الحضن الروسي الصيني”.

فـ”الاميركيون متحالفون في الشرق مع مصالحهم، لدرجة ان واشنطن عرضت على ايران ان تسيطر على العراق مقابل تخليها عن الملفين السوري والفلسطيني، لكن ايران رفضت لان ذلك يعود الى سياستها القائمة في عقيدتها على مناهضة اسرائيل”.

“والتحالفات بالنسبة لواشنطن هي مصالح متبادلة، ومصلحة واشنطن في سوريا اقامة دولة كردية، ودولة شيعية ودولة…”. “لكن يهمها ايضا التحالف مع المحيط السنيّ الضخم  المعتدل”. وهذا كله لم يمنع “صفقة طائرات بوينغ مع طهران والتي هي عبارة عن 100 طائرة بوينغ”.

إقرأ ايضا: سفير أميركي سابق: إزالة داعش للحدود بين العراق وسوريا تصب بصالحنا

و”الدور الاساس لإيران هو عدم القطع مع واشنطن”. ويعتقد عربيد ان “العلاقات الايرانية الاميركية تسير من تحت الطاولة حتى لا تُسحب إيران باتجاه الروس، وهي لم تذهب باتجاه حلف “شنغهاي”.

“وستبقى العلاقة من تحت الطاولة على طريقة علاقة “المتعة” الايرانية، او “المعانقة” الفرنسية. ويختم الدكتور عربيد بالقول “من اجل الضغط على طهران لجلبها الى ما تريده واشنطن تم ضرب الثكنات مؤخرا، وتحريك الملف الكردي الايراني، والتفجيرات في المقام والبرلمان وسياسة تفتيت المنطقة الى دويلات وبتعبير أدق remoclage وهو مصطلح من تنسيقي”.

السابق
الصحافي «علي الظفيري» يقدم استقالته من الجزيرة.. ويغرّد!
التالي
نقابة المهندسين ودورها في السياسات العامة في التجدد الديموقراطي