العالم بحاجة إلى لوبان

"عندما تقرر الوقوف ضد الظلم، توقع أنك سوف تُشتم ثم تتخون ثم تتكفر لكن إيّاك أن تسكت عن الظم من أجل أن يقال عنك أنك رجل سلام".

السيدة مارين لوبان وقفت بوجه الظلم وقالت كلمة الحق بكل تجرد، وبما أن الحقيقة تجرح أو لا تعجب البعض فقد واجهت لوبان الكثير من الإنتقادات والشتائم والحملات المعارضة. مارين لوبان المرشحة للإنتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 خسرت أمام إيمانويل ماكرون، الشاب الوسطي المعتدل المؤمن بالانفتاح الاقتصادي والسياسي على أوروبا، وقد كانت خسارتها وجهاً من أوجه الديمقراطية والحرية.

اقرأ أيضاً: هل الارهاب من الاسلام؟

ما الذي سيتغير في فرنسا وأوروبا بعد وصول ماكرون إلى سدة الرئاسة؟ ولو وصلت لوبان إلى الحكم ما الذي سيتغير؟ ولماذا كانت هذه الهجمة القوية على لوبان؟
تمثل مارين لوبان (رئيسة الجبهة الوطنية) الصوت اليميني المتطرف في فرنسا، وبما أن المجتمع الفرنسي يشكل مزيجاً من حضارات وثقافات وديانات مختلفة، فلم تنل لوبان الكثير من الأصوات ولم يتقبلها المجتمع لأن مشروعها كان فرنسا أولاً وليس أوروبا أولاً، ومكافحة الإرهاب كان من أولوياتها من دون مسايرة أحد أو أخذ رضى الجماعات الدينية والسياسية للقيام بهذه العملية.
لن يكون الوضع في فرنسا أفضل بعد وصول ماكرون والإرهاب لن يتوقف، إيمانويل ماكرون يحاول منح المزيد من الحريات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والمزيد من الإندماج مع المجتمع الأوروبي؛ طبعاً إن التعاون الإقتصادي والسياسي سوف يكون له المردود الإيجابي على فرنسا وأوروبا.


مسلسل العمليات الإرهابية لم يتوقف بعد وصول ماكرون، ويزداد يوماً بعد يوم، فمن فرنسا إلى بريطانيا وبلجيكا وألمانيا المُستهدَف واحد “أوروبا” والمُستهدِف واحد “الإرهاب”. الإرهاب يريد لأوروبا الحداد الدائم وعدم الإستقرار والهلع وجعلها أرض جهاد جديدة. وبالطبع لسياسة ماكرون الأوروبية الدور المهم في تعزيز موقع الجماعات الإرهابية وتشكيل أرض خصبة لهم، فالإرهاب يحتاج إلى حرية وحدودو مفتوحة ليفعل المستحيل.
عندما رفعت لوبان الصوت وقالت أننا فرنسيون ونريد إعادة ترتيب البيت الفرنسي، كانت تعلم أن فرنسا هي المستهدفة وإذا لم يتم تحصينها سوف تصبح فرنسا العظمى من الماضي. لوبان ذات النزعة القومية المتطرفة لا تخيفني كلبناني عربي، فلماذا أخاف من شخص يريد محاربة الإرهاب والفكر الظلامي؟
العالم اليوم بحاجة إلى لوبان في كل بقعة من بقاع الأرض، الزمن اليوم هو للقوي، لمن يمكنه أن يقول كلمة “لا” بوجه كل غريب وخارج عن القانون، لوبان خسرت وسيندم الفرنسيون على هذا الخيار عاجلاً أم آجلاً لأن المستقبل الأوروبي لا يبشر بالخير !

السابق
في مواجهة العواصف في المنطقة: اين يكمن سر الاستقرار في لبنان؟
التالي
اللقاء التشاوري في بعبدا لإبعاد معارضين وترسيخ تحالفات