شبح الحرب يتقدّم بسرعة في الخليج بسبب قطر

ظلت الانظمة الخليجية ثابتة رغم كل المعارك التي حصلت في الشرق الاوسط في الاعوام الستين الاخيرة.

ولكن الاجواء بدأت بالتبدل مؤخرا بعيد الازمة القطرية السعودية. فتذكر جريدة “فايننشيال تايمز” البريطانية الشهيرة أن الأزمة القطرية ستكون الشرارة التي تنطلق منها الحرب في الخليج.

إقرأ ايضا: هل يوقظ روبرت فورد المعارضة السورية من سباتها؟

وبحسب الصحيفة نفسها، في”السنوات الماضية، اي منذ انطلاق الاحداث في سوريا، كان لا يزال العالم العربي، قسمان الاول هو عالم العنف والدمار، والثاني عالم الأضواء والعولمة.

لكن عصف المشاكل في اهم أربع دول عربية هي سوريا والعراق وليبيا ومصر، ترك للامارات ان تزدهر على حسابهم جميعا. فصارت عبارة عن مراكز عالمية للمال والأعمال والسياحة. ولم يشهد الخليج نقطة دم او عنف كالذي حصل في هذه الدول المذكورة آنفا.

لكن هذا التفاوت والتناقض لن يستمر كثيرا، بحسب الصحيفة، فالسعودية والبحرين ومصر والإمارات فرضت حصاراً على قطر بحجة أن قطر تدعم الحركات الاسلامية المتشددة في المنطقة خاصة في سوريا وليبيا. من هنا بدأت فكرة نأيّ الدول الخليجية عن الحروب بدأت تتلاشى. ولن تبقى هذه الدول بمنأى عن النزاعات الواقعة في الشرق العربي.

فهل ستشهد دول الخليج سقوطاً مدوياً؟ لان هذه الانظمة هشة، بحسب “هافنغتون بوست” وستكون النتيجة عالمية الأبعاد. فمن أهم عوامل التفرج على الازمة السورية والليبية وعدم المبادرة الى الحل من قبل الدول الصناعية هو انهما دولتان غير مؤثرتان في الاقتصاد العالمي. ولا تملكان دوراً بارزاً في الاقتصاد العالمي. لكن بالنسبة لدول الخليج، فالأمر معاكس.

لأن أية هزة أمنية في أية دولة من دول الخليج الراكدة، قد تضرب وزارات اقتصاد دول كبرى، ومجالس إدارية عالمية.

فلدول الخليج دوراً رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، وقيمتها على الخارطة العالمية الاقتصادية يفوق حجمها بكثير.

مثلا دولة قطر تعد أكبر مصدّر عالمي للغاز الطبيعي المسال، ولجهاز قطر للاستثمار أسهم كبيرة في شركات غربية مهمة.

أما دبي تملك البرج الأعلى ارتفاعاً في العالم، كما أن “طيران الإمارات” من أكبر شركات الطيران في العالم.

وجهاز أبو ظبي للاستثمار هو ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم، وأحد أكبر الملاك العقاريين في العالم. اما السعودية فتتصدر إنتاج النفط العالمي.

وفي تقرير لـ”نيويورك تايمز” يقول أدركت الأسرة الحاكِمة في السعودية، ان دورها قد حان من خلال تسلم محمد مرسي الحكم في مصر.

واذا كانت العالم يشكو من دعم قطر للارهاب فان الجميع يعلم ان السعودية نفسها تروج للفكر “السلفي” المتشدد.

علما ان قطر دعمت جماعة الإخوان المسلمين الذين تمقتهم السعودية عبر فتح منبر الجزيرة لهم.

إقرأ ايضا: صواريخ إيران على دير الزور…كي تُسمع إسرائيل!

واذا لم تلجأ الدول الخليجية الى حل أزمتها مع قطر فانها مهددة في نظامها ككل بسبب الحصار الاقتصادي اللافت جدا، والذي تقوده السعودية ضد قطر الدولة الصغيرة. والتي لولا انفتاح ايران عليها حاليا لكانت تفجرت المنطقة الخليجية انفجار ضخما.

ومن هنا كانت براعة السياسيين اللبنانيين في النأيّ بالنفس عن الازمات المحيطة.

السابق
مرحلة جديدة في الحرب السورية
التالي
إسرائيل ستستخدم كل قوتها من البداية حال نشوب أي حرب جديدة مع حزب الله