شمس الدين: عدد مقاعد تيّار المستقبل تُحدّدها تحالفاته

تروّج مصادر اعلامية أخبارا تتحدث عن تراجع عدد كتلة نواب تيار المستقبل مع اقرار قانون الانتخاب النسبيّ في الانتخابات القادمة. فما هي صحة هذه التحليلات؟ وكيف يعلّق الخبير بالانتخابات اللبنانية محمد شمس الدين على هذه الارقام؟

توّقعت مصادر نيابية، حسبما نقلت بعض الصحف اللبنانية اليوم، تدنيّ عدد نواب كتلة “المستقبل” النيابية في الانتخابات المقبلة لعام 2018، من 34 نائبا، هم اليوم ضمن الكتلة، إلى 18 نائبا، مع احتمال ارتفاع هذا العدد في أحسن حالاته الى 22 نائبا.

إقرأ ايضا: محمد شمس الدين: سرقة البلديات يسمّونها «تنمية»!

وتقول مصادر أيضا، انه بسبب قانون النسبيّة، الذي أقرّ منذ أيام في مجلس النواب، والذي قدّم فيه تيار المستقبل التسهيلات الكبرى لاقراره وتسهيل مروره، قد يتدنى عدد نواب كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني الى 18 نائبا، وفي أحسن الأحوال الى 22 أيّ بخسارة 16 نائبا.

تيار المستقبل

علما ان الكتلة حاليّا مكوّنة من 34 نائبا في مجلس النواب، موزعين على مختلف الأراضي اللبنانية. وهذه الخسارة الكبرى من الصعب تقبلّها. خاصة ان “التيار الازرق” هو الممثّل الأول للطائفة السنيّة في لبنان.

وفي حال صحة هذه الارقام، من سيكون البديل السنيّ الثاني، عن تيار المستقبل الانفتاحي؟ ومَن مِنَ القوى المحليّة قد يسمح بتمثيل المتطرفين الإسلاميين كبديل عن تيار المستقبل داخل مجلس النواب؟ وكيف سيكون ذلك؟ ومن هم النواب الذي سيخسرون مقاعدهم؟

بحسب الباحث في الشركة الدوليّة للمعلومات، محمد شمس الدين، وردا على تساؤلاتنا، قال لـ”جنوبية”: “هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق، ولا شك ان حجم الكتلة سيتراجع، لكن من الصعب تحديد حجم التراجع. فالانتخابات ستجري بعد عام من الآن، ولو جرت اليوم لكنّا قلنا ذلك. لكن منذ اليوم ولغاية سنة الى الامام، من الصعب التكهّن بنتائجها”.

ويتابع شمس الدين: “لأننا مشينا بالقانون النسبيّ، فحكما، بعد اقرار النسبيّة، التيار الازرق متضرر. ولكن وكما نعلم، التحالفات هي التي تُحدد ما نسبته 60% من المقاعد في البرلمان اللبناني، في حين يُحدد الناخبون ما نسبته 40% فقط”.

ويرى شمس الدين ان: “هذا المتوقع هو غير دقيق، وغير صحيح، وبالعكس. ولو انه من المؤكّد ان التيار متراجع عما سبق”.

و”سيكون متراجعا بالطبع نتيجة القانون الذي أقرّ، لأن التيار ربح عبر القانون الأكثري في الانتخابات السابقة بفارق بسيط من الأصوات عن الكتلة الخاسرة”.

و”اضافة الى تراجع شعبية التيار، والتي قد يستعيدها خلال سنة من الآن، يأتي دخول الرئيس سعد الحريري الى الحكومة لتُعيد له بعضا من شعبية مفقودة، وعودة قوية له”.

وهل يلعب الوزير السابق أشرف ريفي، دورا في اضعاف تمثيل تيار المستقبل في طرابلس على غرار الانتخابات البلدية؟

اعتبر الخبير في الارقام، الباحث محمد شمس الدين: “لا تهديد من اللواء أشرف ريفي، انما التهديد هو في نوعية التحالفات التي ستُعقد، والتي ستتحكم بالنتائج، والتي قد تُعقد بين المستقبل والجماعة الاسلامية، أو الوزير محمد الصفدي، أو الوزير فيصل كرامي، أو الرئيس نجيب ميقاتي، اضافة الى القوّة العلوية”.

“وهؤلاء جميعا يشكّلون القوى الأساسيّة في الشمال. ولأجل ان نعرف نتائج الانتخابات علينا ان ننتظر التحالفات التي ستُعقد، ومع من ستركب اللوائح؟”.

“فاذا تحالف ريفيّ مع ميقاتي ستُحسم النتائج، لان نوعية التحالف تُعطي النتائج مُسبقا، والتي قد تتشكل قبل فترة قليلة من الانتخابات. لانه وبحسب القانون النسبيّ اللوائح مقفلة، ويجب ان تسّجل في وزارة الداخلية، قبيل شهرين من الانتخابات، لذا لن نستطيع معرفة النتائج قبل ذلك”.

إقرأ ايضا: قوانين الانتخاب يستعرضها محمد شمس الدين في المجمع الثقافي الجعفري

ويختم شمس الدين، بالقول: “منذ اليوم لا يمكننا تحديد النتائج، والكلام عن خسارة التيار لعدد كبير من المقاعد هو نوع من تهويل. فالمبدأ الأساس هو التراجع العام، ولكن النتائج لا يمكن ان تُعرف منذ الآن”.

السابق
الشرطة البريطانية: حادثة الدهس هجوماً على المسلمين
التالي
«معرض الأمانات النبوية الشريفة»: الإستئثار بالإنتماء الديني سبب تصدّعاً إجتماعياً