دعوة عون الى «لقاء تشاوري»: لبحث «ما بعد قانون الانتخاب»…

دعا رئيس الجمهورية ميشال عون الأقطاب السياسيين التي تتمثل احزابهم داخل الحكومة، الى لقاء تشاوري في بعبدا في الساعةالحادية عشرة قبل ظهر يوم الخميس المقبل، للبحث في آليّة للتعاون في المرحلة التالية لإقرار قانون انتخاب جديد والملفات الإقتصادية والإجتماعية والتنموية لمواكبة مسيرة العهد.

وبحسب صحيفة الجمهورية فقد شملت الدعوات الرؤساء والأمناء العامّين وممثلي الأحزاب الآتية: «المستقبل»، «التيار الوطني الحر»، «حزب الله»، «القوات اللبنانية»، «المردة»، «الطاشناق»، حركة «أمل»، الحزب التقدمي الإشتراكي، الحزب السوري القومي الإجتماعي و»الحزب الديموقراطي اللبناني».

بري

والى ذلك تبلّغ رئيس مجلس النواب نبيه بري من رئاسة الجمهورية وكذلك من رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، عَزم عون على دعوته الى لقاء تشاوري فرحّب بالفكرة، خصوصاً انّ الهدف منها تنشيط عمل الدولة والحكومة.

اقرأ أيضاً: شمس الدين: عدد مقاعد تيّار المستقبل تُحدّدها تحالفاته

وقال: «هذا ليس كالحوارات السابقة، إنما هي فكرة نقاش لتنشيط العمل وأوافق عليها، وسأكون أول الحاضرين لنبحث كيف يمكن ان نفعّل وضع البلد واقتصاده والأولويات، والأهمّ تنشيط المؤسسات. لا نريد ان نخلق شيئاً جديداً في هذا الحوار، بل ان نذكر بالأصول وسبل اعتمادها والتقيّد بها». وأكّد «انّ الامر لن يتناول مجلس الشيوخ خلافاً لِما أشاعه البعض».

قانون الانتخاب تحت المشرحة

في هذا السياق، قالت صحيفة الانباء ان قانون الانتخابات ما زال على المشرحة السياسية، نائب طرابلس محمد الصفدي وخلال جولة له برفقة الوزير السابق اشرف ريفي في محلة خان العسكر في طرابلس، وصف القانون الجديد بـ «المسخ»، وقال «لقد ألبسوا القانون الأرثوذكسي رداء النسبية».

اللواء ريفي طالب من جهته بإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات النيابية، وقال: بكل أسف احدثوا تقسيمات طائفية ومذهبية، فيما على رأس وزارة الداخلية وزير مرشح مسبقا على الانتخابات.

ولاحظ ريفي كيف أنهم طرحوا فكرة البطاقة الممغنطة، لتبرير التمديد للمجلس 11 شهرا، وعندما أقر القانون، اذا بوزير الداخلية (نهاد المشنوق) يقول ان هناك صعوبة في توفير هذه البطاقة، وختم بالقول: كفى تذاكيا على الناس.

رئيسة الكتلة الشعبية في زحلة ميريام سكاف لاحظت أن القانون الجديد هو قانون وزير الداخلية السابق مروان شربل، وهو كان يتضمن صوتين تفضيليين، إلا أنهم طوروه نحو الأسوأ بجعل التفضيلي صوتا واحدا بما يكرس الطائفية التي نحن ضدها. ولفتت سكاف، التي ستكون على رأس لائحة انتخابية، بسخرية الى أنه «مع كل سيئات القانون الجديد إلا أن لديه إيجابية وحيدة هي ان ولي العهد أمن مقعده النيابي».

مصادر نيابية توقعت لـ «الأنباء» تدني كتلة المستقبل النيابية في الانتخابات المقبلة من 34 نائبا الآن إلى 18 نائبا مع احتمال ارتفاع هذا العدد الى 22 في أحسن حال.

وزير الداخلية السابق مروان شربل قال إن قانون الانتخاب الذي أقره مجلس النواب يشبه الى حد بعيد القانون الذي قدمته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بنسبة تصل الى 95% مع 5% فرقا، وقال في حديث تلفزيوني: الذي يدعي أنه أنتج مشروع قانون الانتخاب أقول له انه لم يقرأه، ونحن عملنا 6 أشهر لإنتاج القانون. ورأى أن الصوت التفضيلي أصبح طائفيا بعد وضعه ضمن دائرة القضاء، وهذا الموضوع يأتي لصالح المسيحي والسني.

وقال: الجميع كان يرفض النسبية الكاملة باستثناء حزب الله، وحين حشر الجميع جاءوا بالقانون الذي عملنا عليه وأقروه. ان أحدا لا يستطيع ضمان نفسه في القانون النسبي، والسيئ في الموضوع التفضيلي أن رئيس الحزب يأخذ أغلب الأصوات التفضيلية وباقي اللائحة يمكن ألا تأخذ أصواتا تفضيلية.

مجلس النواب

قاسم: اسس العلاقة ثابتة مع التيار

يقول نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لـ «الديار»: لقد عبّرنا مرارا وتكرارا خلال مخاض النقاش، في لحظات العسر ولحظات اليسر، بان العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله لا تتأثر بمسار هذا النقاش ولا بالقانون الذي سيتم التوصل اليه، مع ذلك.
وهل يلبي قانون النسبية في 15 دائرة طموحات الحزب؟
ويؤكد قاسم ان حزب الله يعتبر ان اقرار قانون الانتخاب على اساس النسبية يشكل نقلة سياسية نوعية في البلد الذي كان يرتكز منذ نشأته على القانون الاكثري.
ويضيف: بالتأكيد، النسبية على اساس اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة تشكل القانون الافضل والامثل، ولكن كانت هناك ضرورة للعمل بشكل واقعي ومراعاة التركيبة اللبنانية الدقيقة، وقد وصلنا في نهاية المطاف الى قانون توافقي بامتياز مبني على النسبية، وهذا انجاز كبير.
ويتوقع قاسم ان يحمل القانون الجديد، في نتائجه، عددا من المفاجآت سواء لجهة أعداد نواب الكتل زيادة ونقصانا، او لجهة خروج شخصيات ودخول اخرى الى المجلس النيابي، وهذه ميزة في القانون، إذ انه ليس محسوم النتائج سلفا، مشيرا الى ان كل القوى المحلية والمحدودة باحجامها، ستتمثل الى جانب القوى الكبرى التي ستعود الى احجامها الواقعية، بدل الاحجام الوهمية التي أنتجها النظام الاكثري، لا سيما قانون «الستين».

اقرأ أيضاً: مشهد الاعتداء على المتظاهرين: الجيش اللبناني بين سندان الشرعية ومطرقة «برّي»

باسيل: تحالفنا ثابت

على الضفة البرتقالية، قال رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لـ«الديار» ان تحقيق النسبية كان هدفا مشتركا لنا ولحزب الله، ولذلك فان القانون المعتمد هو انجاز مشترك ايضا، مؤكدا ان التحالف بيننا ثابت، وقد اثبت جدواه مرة أخرى. ويضيف: النسبية حاضنة للجميع، ونحن وحزب الله كنا الحضن الذي صنعه تشابك ايادينا، مضافا اليها ايادي أطراف أخرى، وفي طليعتها تيار المستقبل.

السابق
«معرض الأمانات النبوية الشريفة»: الإستئثار بالإنتماء الديني سبب تصدّعاً إجتماعياً
التالي
بعد إسقاط طائرة حربية سورية.. روسيا تحذر!