النفايات الى صيدا… ثمن للمعركة الإنتخابية في بيروت

معمل النفايات صيدا
ليل السبت الفائت، أصبت بنوبة من الضحك عندما قرأت ما نشره بعض وسائل التواصل الاجتماعي من خطاب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في حفل الإفطار الذي نظمته نائبة صيدا بهية الحريري. إذ قال: "صيدا أصبحت مدينة نموذجية في مجال معالجة النفايات بجهود نوابها ورئيس بلديتها، وهذا إنجاز يجب الحفاظ عليه".

الحريري إنسان محظوظ جداً إذ تناول الإفطار في “دارة مجدليون”، وليس في مدينة صيدا نفسها، لأن تناول الإفطار في المدينة وخصوصاً في قسمها الجنوبي سيجعله يعاني ما يعاني منه أهالي المدينة من الروائح الكريهة المنبعثة من معمل المعالجة، وذلك بجهد نواب المدينة والمجلس البلدي الذين بذلوا الجهد المضاعف لحل مشكلة النفايات في بيروت التي وعد الحريري بحلّها، عندما روجوا ووافقوا على نقل 250 طن من نفايات بيروت إلى صيدا ليتحمل أهالي مدينة صيدا النتائج السلبية لعملية النقل هذه.

اقرأ أيضاً: نفايات صيدا…أيضاً وأيضاً!

لم يكن ذلك الخبر الوحيد في نهاية الأسبوع، ففي يوم الأحد نقل بعض وسائل الإعلام تصريحاً لرئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أكد فيه أن نفايات جزين التي تهرّب إلى معمل فرز ومعالجة النفايات في صيدا ستتوقف بشكل نهائي، وأن صيدا ستتخلص من جبل العوادم خلال فترة لا تتجاوز الأربعة أشهر من خلال تأمين أمكنة للعوادم في مشاعات قرى اتحاد بلديات صيدا – الزهراني، ورفض وجود محرقة نفايات في صيدا.

معمل النفايات صيدا

ولكن يبدو أن الهيئات المسؤولة المعنية لا تزال تفكر بحل مشكلة معمل معالجة النفايات في صيدا من خلال معالجة النتائج وليس معالجة الأسباب وهي:

أولاً: أن نفايات قضاء جزين لا تهرّب إلى صيدا بل تنقل بطريقة قانونية من خلال اتفاق بين اتحاد بلديات منطقة جزين وإدارة المعمل حسب ما صرّح به رئيس الاتحاد خليل حرفوش.

ثانياً: يعد رئيس البلدية السعودي بالانتهاء من العوادم، كيف ذلك وإدارة المعمل تقول منذ سنتين أن نسبة العوادم بلغت صفر بالمئة، فمن أين أتت هذه العوادم حتى باتت تشكل جبلاً جديداً يجري البحث بإمكانية التخلص منه.

يبدو أن المجلس البلدي يهرب من مواجهة أسباب الأزمة الفعلية التي يعيشها معمل المعالجة، لا أحد من أعضاء المجلس يطرح فعلياً التدقيق بوضع المعمل وإذا كان يستوفي كل الشروط البيئية المطلوبة، وما هي قدرته الاستيعابية الفعلية التي يستطيع فيها معالجة النفايات بطريقة صحيحة، ونشر التقارير التي تقدمها الهيئات المعنية بالمراقبة.

اقرأ أيضاً: صيدا: الله يرحم أيام مكب النفايات!

هذا إلى جانب أن مدينة صيدا تدفع بدل معالجة نفاياتها وهي تتحمل النتائج السلبية لعمل المعمل. وحتماً أن الرشوة غير القانونية التي تقدمها بلدية بيروت لبلدية صيدا لا تكفي لعلاج أهالي صيدا الذين سيعانون من الأمراض التنفسية جراء نقل كميات من النفايات التي يبدو أن المعمل عاجز عن معالجتها بشكل صحيح.
من هنا البداية للمعالجة، إلا إذا تحول المجلس البلدي لمدينة صيدا إلى مفتاح انتخابي بيروتي.

السابق
وفيق صفا زعيم أمن حزب الله… ضحية شائعات اختلاس!
التالي
القاضي يُطالب بإعدام مرتكب «جريمة النسكافيه»