المواجهة السعودية القطرية تبلغ الذروة وتهدّد العالم السنّي

من كان يحسب ان التباين في وجهات النظر بين السعودية وقطر سيتحوّل الى خلاف؟ وان الخلاف سيتحوّل الى عداء مستحكم، فتصدر القرارات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من قبل دول مجلس التعاون الخليجي الذي تهيمن عليه المملكة.

بلغت المواجهة السعودية القطرية الذروة مع ما ذكرته صحيفة “إكسبرس تريبيون” إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خيّر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في لقائهما الأخير بمدينة جدة بين الوقوف في صف السعودية، أوالانحياز لقطر.

يذكر ان قطر، دولة عربية ذات سيادة، قد فرضت عليها عقوبات غير مسبوقة من جانب جيرانها العرب فى الخليج.بسبب مزاعم بأنها استمرت في تمويل الجماعات الإرهابية وزعزعة استقرار المنطقة، إلا أن قطر نفت التهمتين.

وهكذا، فقد أغلق المجال الجوي في المنطقة الآن أمام حركة الطيران القطرية، وأوقفت الواردات على الحدود، وطرد القطريون الذين يعيشون في هذه البلدان، فتلاشت بذلك وحدة الخليج، التي يجسدها مجلس التعاون الخليجي.

وقادت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر إجراءات عقابية ضد قطر وأربعة بلدان يحكمها زعماء مسلمون سنيون ونظرت إلى العالم من وجهة نظر بأن الأنظمة الحاكمة في الخليج تواجه تهديدين رئيسيين هما إيران والإسلام السياسي، وكذلك الحركات الجهادية التي تتبنى العنف.وهم يتهمون قطر بتشجيع الطرفين، أي إيران والحركات السياسية الإسلامية.

وفيما يتعلق بإيران، يبدو أن شكوى بلدان المجموعة الرباعية قد عبرت الحدود.

وتشارك قطر مع إيران أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم أو حقل الغاز الشمالي أو حقل حقل جنوب فارس / شمال الكبة قبالة السواحل القطرية والإيرانية.وقد حكمت الجغرافيا البلدين على أن يكونا جارين، لذلك يجب أن تتعايشا.

لكن حكام المملكة العربية السعودية، الذين شجعتهم زيارة ترامب الأخيرة للرياض وإدانته القوية لطهران، يفضلون رؤية موقف خليجي عربي متحد ضد منافسيهما إيران.

إقرأ أيضاً: بعد الصفقة «الأميركية- السعودية».. صفقة قطر تثير تساؤلات!

وفيما يتعلق بالإسلام السياسي، سيكون من الأسهل معرفة سبب شعور الأسر الحاكمة في الخليج بالتهديد من تصرفات قطر، فالأسرة الحاكمة في قطر، آل ثاني، أيدت منذ فترة طويلة حركة الإخوان المسلمين، التي تدعو إلى إنشاء الخلافة الإسلامية التي تشارك الدول الإسلامية، وإطاحة هؤلاء الحكام في نهاية المطاف.وفي هذا السياق، دعمت قطر الحركات الإسلامية في مصر وليبيا وسوريا وقطاع غزة.

وفي الوقت نفسه، لا تزال المملكة العربية السعودية جزءا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية، وهي جماعة قامت بتفجير العديد من المساجد السعودية وهددت هذا الشهر بمزيد من الهجمات.

إن التكلفة الحقيقية طويلة الأجل لعزل قطر قد تكون اقتصادية في نهاية المطاف.

إقرأ أيضاً: السعودية وقطر صراع قبلي بين صفقات السلاح الأميركي

ولكي تتمكن دول الخليج من اجتذاب الأعمال وتوفير فرص العمل لشبابها المتناميين، تحتاج دول الخليج إلى الاستقرار وبيئة ملائمة للأعمال.ومن الصعب أن نرى كيف يمكن للمواجهة الحالية أن تلحق الضرر أكثر من الضرر الحالي.

ومع استمرار المواجهات الحالية، ستصبح الاشروخ أعمق، ليس فقط بالنسبة لقطر ولسكانها القليلي العدد ويُعَدّون مليون نسمة فقط من الاغنياء، ولكن بالنسبة للمنطقة كلها.

(و.أ)

السابق
ابنة التاسعة عشرة عاماً قتلت وأحرقت جثتها على يد أقربائها!
التالي
بالفيديو: إطلاق الرصاص في جنازة تاجر المخدرات في الضاحية الجنوبية!